استضافت جمعية الكاريكاتير الكويتية معرضا نظمته السفارة الفلسطينية، لإحياء الذكرى الـ75 لنكبة فلسطين في مقر الجمعية أمس الأول، تحت عنوان «النكبة جريمة مستمرة»، بحضور السفير أحمد البكر مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي، ووفد كبير من الدبلوماسيين وسفراء الدول العربية والأجنبية لدى الكويت، إلى جانب حضور فني وإعلامي وجماهيري لعدد كبير من المواطنين والمقيمين تضامناً مع الشعب الفلسطيني.
وتضمنت الفعالية عرضاً تشكيلياً يعكس أوجاع النكبة الفلسطينية بريشة فناني الكاريكاتير بالجمعية، كنوع من التضامن الفني والدبلوماسي بين الكويت وفلسطين، كما تضمن المعرض عدداً من صور الفوتوغرافيا التي تصور النكبة وتبعاتها المأساوية على الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية، وهي صور حية قادمة من فلسطين تم عرضها بشكل متداخل مع أعمال الفنانين الكويتيين بجمعية الكاريكاتير.
التعايش والانسجام
وأكد أحمد البكر، في كلمته بتلك المناسبة، أن «الكويت تؤكد أن مرور الزمن لن يجرد الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة في نيل حقوقه كاملة، وأن على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته لإنهاء هذا الاحتلال وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق».
وأردف: «نجتمع هذا اليوم لنحيي ذكرى مرور 75 عاماً على نكبة فلسطين في عام 1948، تلك الأحداث المؤلمة، التي وقعت بحق وطن وشعب، أقول وأقصد هنا فلسطين وشعبها الأبي، الذي عاش على مدى قرون من الزمن في أمن وأمان، في وطن حر عزيز شرفه الله تعالى بالرسالات السماوية، وبارك أرضه بالمسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وللأسف تمر علينا هذه الذكرى وما زال الاحتلال الإسرائيلي البغيض مستمراً كل يوم في عدوانه وجرائمه واعتداءاته الوحشية غير المبررة على الشعب الفلسطيني الشقيق، واستمراره في بناء المستوطنات غير الشرعية».
وشدد على أن «موقف الكويت التاريخي، الرسمي والشعبي، ومنذ البداية كان واضحاً وناصعا في رفض وإدانة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وفي دعم الحق الفلسطيني، واحتضان القضية الفلسطينية، وفتحت الكويت أبوابها لاستقبال الأخوة الفلسطينيين، ووفرت لهم سبل العيش الكريم، وقدمت كل أشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي، وكانت منطلقاً لبداية النضال الفلسطيني، وصوتاً صادحاً بالدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة في جميع المحافل العربية والإقليمية والدولية».
الرواية الإسرائيلية
من ناحيته، قال السفير الفلسطيني رامي طهبوب، إن «ما يميز هذه الذكرى هو قرار الأمم المتحدة باعتبار يوم 15 مايو من كل عام ذكرى لنكبة فلسطين، كدلالة أساسية لاعتراف المجتمع الدولي بالنكبة، ودحض الرواية الإسرائيلية بأن فلسطين كانت أرضاً بلا شعب، وجاءها شعب بلا أرض، واعتراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بهذا اليوم أكبر دليل على أن القضية الفلسطينية هي قضية عادلة، وأن الشعب الفلسطيني قد هُجّر بالقوة من أراضيه، إضافة إلى ارتكاب أكثر من 50 مجزرة بحقه.
وأوضح طهبوب أن «عنوان معرضنا اليوم هو النكبة جريمة مستمرة، وهذا يعني أن الشعب الفلسطيني منذ 1948 وحتى اليوم، يعاني من مجازر وقتل يومي وممنهج على يد الاحتلال الإسرائيلي»، مضيفاً أن «وقوف الكويت إلى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته هي مواقف أكثر من مشكورة، لأننا لا يمكن أن نستغني عن الدعم الذي تقدمه الكويت، إضافة إلى وقوفها إلى جانب فلسطين بكل المحافل الدولية، الأمر الذي يعتبر إحدى أهم ركائز الدعم السياسي لفلسطين، إضافة إلى ما تقدمه الكويت من دعم اقتصادي ومادي إلى الشعب الفلسطيني وإلى كل ما هو داخل الأراضي الفلسطينية سواء مؤسسات طبية، اجتماعية أو أهلية، فالدعم الكويتي هو بالنسبة لنا إحدى أهم ركائز العمل الفلسطيني، مختتماً كلمته بالقول: نتمنى أن نحتفل قريباً جداً باستقلال فلسطين، بدلاً من أن نحيي ذكرى نكبة فلسطين».
دور الفن
بدوره، استذكر رئيس جمعية الكاريكاتير محمد ثلاب، في كلمة مماثلة، «مواقف الكويت المتتالية الشجاعة والواضحة للوقوف مع الحق الفلسطيني والشعب الفلسطيني وعودة الأراضي الفلسطينية»، مؤكداً حرص الجمعية على دعم القضية الفلسطينية من خلال إقامة عدة معارض فنية عن القضية الفلسطينية وإبراز معاناة الشعب الفلسطيني بهذه الرسومات الكاريكاتيرية، لأن سلاح الفن هو أقوى أسلحة التأثير ونصرة القضايا العادلة».
وأشار ثلاب إلى أن جمعية الكاريكاتير الكويتية والحركة الفنية في الكويت بشكل عام داعمة بشكل مستمر للقضية الفلسطينية، وتتعاون بشكل مستمر مع السفارة الفلسطينية لدى الكويت لتقديم كل سبل الدعم الفني والمجتمعي والوطني للقضية الفلسطينية.