شهدت الخرطوم معارك وغارات جوية ليل الاثنين ـ الثلاثاء رغم بدء سريان الهدنة التي تمتدّ أسبوعاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي من المفترض أن تتيح خروج المدنيين وإدخال مساعدات إنسانية إلى السودان.
وقال أحد المقيمين في الخرطوم اليوم ، إنّ «قصفاً مدفعياً متقطّعاً» يتردّد في العاصمة. وبعدما دخلت الهدنة حيز التنفيذ رسمياً مساء امس أفاد سكان آخرون في الخرطوم عن معارك وغارات جوية ما يهدد اتفاقا على وقف إطلاق النار مدة أسبوع جرى بوساطة اميركية وسعودية كان يمثل الأمل الأكبر حتى الآن في توقف طرفي الصراع عن القتال.
في المقابل، أفاد شهود في إقليم دارفور غرب البلاد بالتزام الطرفين بوقف اطلاق النار، خصوصا في مدينتي الجنينة ونيالا حيث اشتدت وتيرة المعارك.
وقال سكان آخرون، إن الخرطوم شهدت أجواء هادئة نسبيا اليوم مع تقدم ساعات النهار.
وأعلن المعسكران أنهما ينويان احترام وقف إطلاق النار، لكن في الخرطوم، قال سكان، إنّهم لا يرون أيّ استعداد لذلك.
وزاد اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل له خلال محادثات في جدة، الآمال في استراحة من الحرب التي تسببت في نزوح نحو 1.1 مليون شخص من ديارهم، من بينهم أكثر من 250 ألف فروا إلى دول مجاورة، وتهدد بزعزعة الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل.
وبالرغم من استمرار القتال خلال سريان فترات سابقة لوقف إطلاق النار، فإن هذا هو أول وقف لإطلاق النار يأتي بناء على اتفاق رسمي بين الجانبين بعد إجراء مفاوضات.
ويشمل الاتفاق آلية مراقبة يشارك فيها الجيش وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى ممثلين عن السعودية والولايات المتحدة، اللتين توسطتا في الاتفاق بعد محادثات في جدة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن آلية المراقبة ستكون «عن بعد»، دون أن يقدم أي تفاصيل.
وأضاف بلينكن في رسالة عبر مقطع فيديو: «إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار، فسنعرف، وسنحاسب المنتهكين من خلال عقوباتنا وأدوات أخرى تحت تصرفنا».
وذكر مخاطبا المدنيين: «وحدها حكومة مدنية تنجح في تحقيق الاستقرار والأمن» في البلاد، مضيفا «يجب أن ينسحب جيشكم من الحكم».
وأعلن بلينكن، اليوم ، أن الولايات المتحدة تعتزم تقديم مساعدات إنسانية بقيمة 245 مليون دولار للسودان والدول المجاورة لمساعدتها على التعامل مع الأزمة المستمرة الناجمة عن الصراع.
من جهته، حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس، أمس ، من تزايد «الطابع العرقي» للصراع العسكري، ومن تداعياته المحتملة على دول الجوار.
وكتب نشطاء سودانيون رسالة إلى بيرتس يشكون فيها من القصف العشوائي والغارات الجوية على مناطق سكنية، وكذلك أخذ المدنيين كدروع بشرية، وعمليات القتل خارج نطاق القضاء، والتعذيب والعنف الجنسي.