دخلت الولايات المتحدة، أسبوعا انتخابيا حاسما لمستقبل الرئيس جو بايدن، يأمل الديموقراطيون أن يتمكّنوا في ختامه من كسر «موجة حمراء» موعودة من خصومهم الجمهوريين في انتخابات منتصف الولاية.

وبعد حملة طاحنة تمحورت حول التضخم، تتزايد ثقة الجمهوريين المعروفين تقليدياً باللون الأحمر، بقدرتهم على حرمان الرئيس الديموقراطي وحزبه الأزرق من أغلبيته البرلمانية، في الانتخابات المقررة في 8 الجاري.

وخلال هذه الانتخابات، التي تأتي في منتصف ولاية الأعوام الأربعة لبايدن في البيت الأبيض، يدعى الناخبون الأميركيون الى تجديد كل مقاعد مجلس النواب (435)، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ المؤلف من 100.
Ad


وتوجه زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن ماكارثي الى الناخبين بالقول: «اذا تعبتم من التضخم المتصاعد، من دفع أكثر مما يجب لشراء الوقود، اذا ضقتم ذرعا بأن حدودنا مفتوحة، وأن نسبة الجريمة تشهد زيادة مطردة، الجمهوريون قطعوا عهدا حيالكم».

الإجهاض والمثليّون

تقليدياً، تعد الانتخابات التي تجرى بعد انقضاء عامين من الولاية الرئاسية، بمثابة استفتاء على سياسات سيد البيت الأبيض، وغالبا ما يجد حزب الرئيس نفسه تحت مقصلة تصويت عقابي من الناخبين.

وسعى بايدن خلال الفترة الماضية الى اقناع الأميركيين بأن هذه الانتخابات تضعهم أمام «خيار» بشأن عناوين أساسية مثل مصير الحق في الإجهاض وزواج المثليين وغيرها من المواضيع التي وعد بتشريعها بالاتكال على أغلبية مؤيدة له في الكونغرس.

وفي الآونة الأخيرة، بدأ بايدن المتهم بانفصاله عن الأولوية بالنسبة للناخبين، أي التضخم، بالمشاركة ميدانيا في الحملة الانتخابية للديموقراطيين، مؤكدا لمناصريهم أن الجمهوريين هم الذين سيضعفون الاقتصاد.

وكان من المتوقع أن يكرر الرئيس، الذي سيتم عامه الثمانين خلال الشهر الجاري، موقفه هذا في لقاء انتخابي تستضيفه فلوريدا أمس.

معركة مجلس الشيوخ

إلا أن بايدن يعاني لإقناع الأميركيين برأيه. ووفق استطلاعات أجريت في الآونة الأخيرة، تتمتع المعارضة الجمهورية بحظوظ كبيرة لانتزاع الأغلبية في مجلس النواب، في حين يبقى مصير مجلس الشيوخ غير واضح.

وسيوجّه فقدان الأغلبية في الكونغرس ضربة قوية لبايدن الذي يؤكد «عزمه» الترشح لولاية رئاسية ثانية في 2024.

وفي مؤشر على التفاؤل السائد في أوساطهم قبل الانتخابات، لا يخفي الجمهوريون أنهم يضعون نصب أعينهم انتزاع مقاعد كانت تقليديا حكرا على الديموقراطيين. ويكرر المرشحون الجمهوريون القول لمناصريهم «لا موجة حمراء بدونكم»، وذلك من أجل تحفيز قواعدهم على الاقتراع بكثافة.

وفي حملة انتخابية تخللها انفاق مئات ملايين الدولارات عليها، ستتركز معركة السيطرة على الكونغرس في عدد من الولايات المفتاحية.

ويرجح أن تعطي نتائج ولاية بنسلفانيا الكلمة الفصل في ميل دفّة مجلس الشيوخ، اذ يتنافس على الفوز بمقعد فيها العمدة السابق الديموقراطي جون فيترمان، مع الجرّاح الثري محمد أوز المدعوم من الرئيس السابق دونالد ترامب.

وفي مؤشر على حدة التنافس وأهمية نتيجة الولاية، ستكون بنسلفانيا هذا الأسبوع محطة انتخابية لثلاثة رؤساء: الحالي بايدن والسابق باراك أوباما عن الديموقراطيين، وترامب عن الجمهوريين.

وكما في انتخابات منتصف الولاية لعام 2020، يتوقع أن تساهم ولاية جورجيا بشكل أساسي في ترجيح كفة طرف على آخر.

ويسعى الديموقراطي رافايل وارنوك، أول سيناتور أسود ينال مقعدا عن هذه الولاية التي عرفت بماضيها من التمييز العنصري، الى الفوز بدورة انتخابية ثانية، وهذه المرة في مواجهة هرشيل ووكر، وهو رياضي سابق أسود يحظى بدعم ترامب.

ووضع ترامب ثقله في هذه المعركة الانتخابية، ودعم مرشحين من خلفيات غير متوقعة ومتنوعة، يجمعهم ولاؤهم المطلق له. ولا يخفي الملياردير المثير للجدل الذي تولى الرئاسة بين 2017 و2021، ميله الى الترشح مجددا في 2024، في ما قد يؤدي الى تكرار معركة بينه وبين بايدن انتهت لمصلحة الأخير في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

وفي مؤشر على فرط الثقة التي يتمتعون بها مع اقتراب تاريخ الثامن من نوفمبر، يؤكد مناصرو ترامب أن انتخابات 2022 لن تشهد فقط «موجة حمراء»، بل ستكون على موعد مع «تسونامي».

خطف بيلوسي

في غضون ذلك، أفادت دعوى جنائية اتحادية رُفعت، أن المتهم بضرب زوج رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بمطرقة، بعد أن اقتحم منزل الزوجين، هدّد بأخذها رهينة وكسر «ركبتيها» إذا كذبت عليه في استجوابه لها.

وظهرت نوايا ديفيد وين دي بيب البالغ من العمر 42 عاما، بينما اتهمه مدّعون اتحاديون بالاعتداء ومحاولة الخطف في اقتحام منزل بيلوسي في سان فرانسيسكو قبل فجر الجمعة الماضي.