على الرغم من تأكيد القوى المعارضة لانتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية في لبنان، أنها ماضية في التفاوض لإيجاد مرشح رئاسي منافس تتوحد خلفه، فإن مصادر سياسية بارزة أكدت لـ «الجريدة» أن هوة الخلاف تتسع في حين أصبحت مقومات الاتفاق شبه منعدمة لأساب عدة، أهمها أن رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل لا يريد التوصل الى اتفاق مع القوات اللبنانية في مواجهة «حزب الله».
وكشفت هذه المصادر أن رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل قد أوقف التفاوض مع القوات والتيار لاعتباره أن كلا منهما يناور ضد الآخر.
ويعزز هذا الأمر وضعية «حزب الله»، الذي لا يزال، إلى جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثابتاً على دعم ترشيح فرنجية، خصوصا أن الثنائي الشيعي يرى أن كل التطورات تصب في مصلحة مرشحهما.
وتقول مصادر نيابية لبنانية، إن هذه المستجدات تجعل ميدان التنافس الرئاسي محصوراً بين فرنجية وقائد الجيش جوزف عون، لا سيما أن الأخير يحظى بدعم قطري.
تأتي هذه التطورات، بعد زيارة قام بها رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل للعاصمة الفرنسية باريس. وبحسب مصادر متابعة فإن باسيل طلب موعداً من المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل للبحث معه في التطورات الرئاسية، وقد استمع منه الى ان الفرنسيين ما زالوا على موقفهم حول ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، وأنهم يؤيدون طرح سليمان فرنجية كطرح واقعي قائم في ظل غياب أي قدرة لدى القوى المعارضة له على تقديم مرشح قادر على تحصل عدد أكبر من الأصوات.
في هذا السياق، جدد باسيل رفضه للسير بفرنجية أمام الفرنسيين، لكنه في المقابل فهم الفرنسيون منه أنه لن يذهب إلى اتفاق مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على أي مرشح آخر، وخصوصاً إذا كان هذا المرشح سيشكل استفزازاً لـ «حزب الله» أو سيعتبره الحزب مرشح مواجهة.
موقف باسيل أقنع الفرنسيين أكثر باستحالة تمكن المعارضين من بلورة أي اتفاق، وهذا ما يعني إطالة أمد الفراغ الرئاسي، خصوصاً في ظل انعدام أي مقومات للذهاب إلى توافق. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية أوروبية في بيروت، فإن الانتخابات الرئاسية تبدو متأخرة.
وفي ظل رفض جعجع الذهاب إلى تسوية سيكون باسيل هو الأكثر قدرة على الحركة، وهو سيستدرج المزيد من العروض، خصوصاً من «حزب الله» للموافقة على فرنجية، دون أن يعني ذلك أنه لن يستدرج عروضاً من جهات داخلية وخارجية للموافقة على انتخاب قائد الجيش.