قبل أسابيع قليلة من بدء إثيوبيا الملء الرابع المنفرد لبحيرة سد النهضة، عاد التراشق بين القاهرة وأديس أبابا ليكون العنوان الرئيسي في ملف الأزمة الممتدة على مدار أكثر من عشر سنوات.
وردت وزارة الخارجية المصرية أمس الأربعاء على بيان إثيوبي حول قرار القمة العربية الأخيرة الداعم لموقف مصر والسودان في أزمة السد. وقال المتحدث باسمها، أحمد أبو زيد إن بيان «الخارجية» الإثيوبية «مضلل ومليء بالمغالطات وليّ الحقائق، بل ومحاولة يائسة للوقيعة بين الدول العربية والإفريقية من خلال تصوير الدعم العربي لموقف مصر العادل والمسؤول باعتباره خلافاً عربياً إفريقياً».
وعبر المتحدث باسم الخارجية المصرية عن «أسفه لما حواه البيان الإثيوبي من ادعاءات غير حقيقية، بما في ذلك الزعم بأنه تم الاتفاق على حجم المياه التي سيتم تخزينها وفترة ملء خزان السد»، رافضا «المزاعم الإثيوبية بأن لجوء مصر والسودان لطلب الدعم العربى يُعد انتهاكاً لاتفاق المبادئ الموقع في 2015».
وشدد على أنه لا صحة «للادعاءات الواهية» بأن مصر تحشد الدول العربية ضد المصالح الإفريقية، داعياً إثيوبيا إلى الالتزام بواجبها الأخلاقي بعدم الإضرار بدول المصب. وكانت الخارجية الإثيوبية قالت في بيان أمس الأول إن القرار الذي اتخذته القمة العربية الأخيرة في جدة بدعم مصر والسودان في ملف سد النهضة، «يكرر التصريحات المصرية غير العادلة بشأن السد»، داعية مصر للتحلي بـ «المسؤولية»، والتوقف عن مطالبتها غير القانونية باحتكار نهر النيل. وأعربت عن رفضها المحاولات المصرية لاستخدام الجامعة العربية للضغط على إثيوبيا، واصفة الأمر بـ «الافتقار إلى حسن النية». في سياق آخر، يعيش المواطنون على وقع ارتفاع قياسي في أسعار بعض السلع واختفاء البعض الآخر من الأسواق. وحذر عضو مجلس النواب المصري، السيد شمس الدين، أمس من الارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم، اذ تجاوز سعر كيلو اللحم 300 جنيه (الدولار بـ 30.9 جنيه)، متوقعا أن يصل سعر الكيلوغرام من اللحوم الحمراء إلى 500 جنيه بحلول عيد الأضحى المبارك نهاية الشهر المقبل.
أزمة اللحوم الحمراء جاءت في وقت تراجعت فيه أسعار الدواجن، إلا أن أكبر دولة سكانا تعاني من بودار أزمة في الألبان، إذ صرح رئيس جمعية الألبان محمد الطاروطي، أمس الأول، بأن هناك انخفاضا في الإنتاج، بسبب ارتفاع أسعار الذرة والصويا بنسبة 100 في المئة، ما أجبر المزارع على التخلص من جزء من القطيع لتقليل الإنفاق على تغذية المواشي، محذرا من انهيار الصناعة لصالح الألبان المستوردة.