قائد «فاغنر» يحذّر من ثورة إذا خسرت روسيا حرب أوكرانيا
وسط ترقّب دولي لتطورات استراتيجية وميدانية مهمة في مسار الحرب الروسية على أوكرانيا، مع استعداد الأخيرة لإطلاق هجوم مضاد بدعم سخيّ من القوى الغربية الرئيسية، حذّر مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية، يفغيني بريغوجين، من ثورة في روسيا بسبب العملية العسكرية التي أطلقتها في 24 فبراير 2022، في حال خسرت موسكو الحرب.
وقال بريغوجين، في مقابلة نشرت عبر قناته على تطبيق تيليغرام، إن كييف تعد لهجوم مضاد يهدف إلى دحر القوات الروسية إلى حدود ما قبل 2014، عندما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم، مرجحاً أن تحاول القوات الأوكرانية محاصرة باخموت وشنّ هجوم في القرم. وأضاف: «على الأرجح لن يكون هذا السيناريو في مصلحة روسيا، لذلك نحن بحاجة للاستعداد لحرب شاقة».
وقال الرجل الملقّب بـ «طبّاخ بوتين»: «نحن في وضع يمكن أن نخسر فيه روسيا، هذه هي المشكلة الرئيسية... نحن بحاجة إلى فرض أحكام عرفية». وأشار إلى أن النخبة الروسية تحمي أبناءها من المشاركة في الحرب، بينما يهلك أبناء عموم الشعب على الجبهة، وهو وضع قال إنه يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في روسيا.
وأشار الى إنه إذا استمر المواطنون العاديون في تسلّم جثامين أبنائهم، بينما يستمتع أبناء النخبة بأشعة الشمس في رحلات بالخارج، فإن روسيا ستواجه اضطرابات على غرار ثورة 1917 التي أشعلت حرباً أهلية.
وجاء التحذير من احتمال اندلاع ثورة بالتزامن مع إعلان وزارة الدفاع الروسية القضاء على مَن تبقى من «مجموعات القوميين الأوكرانيين» الذين هاجموا منطقة بيلغورود الحدودية وإبعاد من تبقّى منهم إلى داخل أوكرانيا. وكانت مجموعات من المتطوعين الروس أعلنت تبنّيها الهجوم الأوسع داخل الأراضي الروسية.
وأفاد حاكم المقاطعة، فيتشيسلاف غلادكوف، بأن الدفاعات الجوية أسقطت ليل الثلاثاء ـ الأربعاء عدداً كبيراً من الطائرات المسيّرة. وأعلن غلادكوف إلغاء العمل بنظام «مكافحة الإرهاب» الذي بدأت المقاطعة تطبيق إجراءاته أمس الأول، وذكّر بخطوة مماثلة قامت بها موسكو لاحتواء التمرد في جمهورية الشيشيان.
وفي حين تجاهلت موسكو إعلان فصيلين ينشطان في أوكرانيا، هما «سلاح المتطوعين الروسي» و»فيلق حرية روسيا»، تبنّي التوغل الأخطر والأوسع منذ بدء الحرب، والذي رأى البعض أنه يمهّد لهجوم مضاد تخطط له كييف، أعرب «الكرملين» عن اعتقاده بأن التقارير التي تفيد بأن المسلحين الموالين لأوكرانيا عبروا الحدود واستخدموا معدات عسكرية ومدرعات أميركية الصنع، تتوافق مع تورّط الغرب المتزايد.
ولفت المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، إلى أنه «يقيّم بشكل سلبي تصريحاً لسكرتير مجلس الأمن القومي الأوكراني يهدد بأعمال تخريب في مناطق حدودية». في موازاة ذلك، أكد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن بلاده سترد «بحزم شديد» على التوغلات المسلحة المستقبلية، بعد يوم من التوغل الذي استمر يومين، ويعتقد أنه يهدف لإجبار موسكو على نقل بعض قواتها لسد الثغرات الحدودية وخلخلة دفاعاتها بالأراضي التي تحتلها داخل أوكرانيا.
في المقابل، ذكرت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية أن القوات الروسية تواصل تلغيم الضفة اليسرى من نهر دنيبر في خيرسون جنوب البلاد، ونصب حواجز تعمل على مواجهة أي تقدم للزوارق الأوكرانية.
وتزامن ذلك مع إعلان رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، أن أوكرانيا لديها ما يكفي من الأسلحة، وأن الهجوم الأوكراني المضاد، الذي طال انتظاره «سيبدأ قريباً».
وقال بودانوف، إن هناك حاجة إلى «مزيد من الأسلحة، وهذا ينطبق بشكل خاص على الطائرات المقاتلة الغربية»، لكنّه أكد أن «الوقت قد حان لطرد الروس».
وفي وقت يواصل مبعوث دبلوماسي صيني رفيع جولة إقليمية تشمل كييف وموسكو ودول أوروبية لبحث إيجاد تسوية سياسية للنزاع، قال بيسكوف إن «من السابق لأوانه للحديث عن خطط سلام»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «العملية العسكرية الخاصة مستمرة لتحقيق أهدافها». وزعم أن موسكو ليس لديها أي شروط على عملية السلام، لافتاً إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هو من حظر التفاوض مع روسيا والرئيس فلاديمير بوتين. في هذه الأثناء، أكد الرئيس الصيني، شي جينبينغ، على دعم بكين لمصالح موسكو الأساسية خلال اجتماع عقده مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين.
ورغم المعارضة الغربية للتقارب بين القوتين الشرقيتين، فقد شدد الرئيس الصيني على أن البلدين سيواصلان «تقديم الدعم الثابت لبعضهما البعض».