شهران بلا نفط يسببان أزمة اقتصادية في كردستان العراق
• تركيا «تماطل» في التصدير بعد أن أضر اتفاق بين أربيل وبغداد بمصالحها
قال رجال أعمال وساسة في أربيل إن مرور شهرين على توقف تصدير نفط إقليم كردستان بسبب خلاف تركي ــ عراقي، بدأ يلحق الضرر بمصالح القطاع الأهلي وقطاع الإنشاءات الواعدة فضلاً عن استثمارات النفط، في وقت لا يزال الغموض يلف موعد استئناف العمل بالخط الناقل للبترول من الأراضي العراقية إلى ميناء جيهان التركي، حيث تتذرع أنقرة مرة بخضوع الأنابيب للصيانة والفحص بعد الزلزال الأخير، وأخرى بأن ملف الانتخابات الرئاسية الشائك «يؤجل الكثير من الخطط».
وتنشغل أوساط رجال الأعمال في إقليم كردستان بإحصاء الخسائر التي تسبب بها شلل قطاع تصدير النفط، وتشير تقديرات إلى أن الخسارة اليومية المباشرة تزيد على 40 مليون دولار، مما يعني خسائر بأكثر من مليار دولار، منذ نهاية مارس الماضي، حين أوقفت تركيا ضخ بترول كردستان إلى ميناء جيهان على البحر المتوسط.
وكانت أربيل تصدر عبر هذا الخط نحو 450 ألف برميل يومياً، لكن ذلك توقف منذ شهرين بعد صدور قرار من محكمة دولية في باريس لمصلحة بغداد، حيث كان العراق أقام دعوى ضد أنقرة متهماً إياها بالسماح بتصدير نفط أربيل، دون موافقة بغداد، وهو خلاف اندلع منذ عام 2014 حول طريقة استثمار حقول البترول وآليات تسويقه.
لكن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني أعلن منذ الربيع الماضي التوصل إلى اتفاق مع أربيل وصفه بأنه «تاريخي كبير» يمنح بغداد سلطة تصدير النفط من حقول كردستان عبر تركيا، والتفاهم على عوائده، ثم أكد مطلع الشهر الجاري أن كل شيء تقريباً محسوم، مبيناً أن تأخر استئناف التصدير يعود إلى تركيا التي أبلغت بغداد أنها تقوم بصيانة الأنبوب وفحصه، خصوصاً بعد موجة الزلازل التي ضربت جنوب البلاد أخيراً، ثم تفاقم الأمر بعد انشغال أنقرة بالانتخابات الرئاسية وجولتها الثانية.
ويقول محللون إن تركيا غير راضية عن اتفاق بغداد وأربيل، لأنها لم تكن طرفاً في تفاصيل تمس مصالحها، لا كناقل للبترول فحسب، بل لأن الشركات التركية تستثمر في حقول الطاقة الكردية، أو تدخل كجهات تنفيذية في عمليات التنقيب والاستخراج.
وتداولت الأوساط السياسية أمس أنباء عن زيارة يجريها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد إلى بغداد الشهر المقبل، ويمكن أن يعكس ذلك مجموعة من الخطط المتعلقة بقطاع الطاقة وخصوصاً طموحات تصدير الغاز في الخليج والعراق، عبر موانئ تركيا على البحر المتوسط، ومن شأن ذلك أن يقدم لأنقرة حزمة تعاون عربي تخفف حالة عدم اليقين حول خطوط الطاقة في إقليم كردستان.