في السنوات الأخيرة تراجع دور وسائل الإعلام التقليدية وخصوصاً الصحف المطبوعة، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي التي تؤدي الدور الأكبر في تشكيل الرأي العام، وصارت أداة فعالة في الانتخابات سواء الرئاسية أو النيابية في جميع دول العالم التي يستخدم فيها المرشحون في انتخابات مجلس الأمة الآن مواقع التواصل وخصوصاً «تويتر» في الترويج لأفكارهم وبرامجهم الانتخابية، والتأثير على الناخبين وتشكيل اتجاهاتهم، وتفعيل المشاركة وتوفير المال والوقت والجهد، حيث أصبح عدد كبير من المرشحين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي كبديل لمقارهم الانتخابية التي كانوا ينفقون عليها الكثير من الأموال.
ويمكن أن نصف مواقع التواصل الاجتماعي التي تستخدم كوسائل للدعاية والإعلان بأنها سيف ذو حدين، حيث يمكن للمرشح أن يستخدمها في التواصل مع جمهوره وعرض برنامجه والتأثير عليهم ورفع نسبة الأصوات المؤيدة له كما يمكن لمرشح ثان أن يستخدمها في نشر خطاب الكراهية والإساءة للمرشحين الآخرين والتشكيك والتشهير بهم، ونشر معلومات مضللة عنهم، الأمر الذي يؤدي إلى نشر الفتن وزيادة الاحتقان بين أبناء الوطن، وتكمن القنبلة الموقوتة التي تحتويها مواقع التواصل الاجتماعي فيما يسمى الحسابات الوهمية الموجهة التي يديرها أفراد أو جماعات إلكترونية مختصة لبث أخبار ملفقة بعناوين كاذبة، بهدف إثارة الفتن والترويج لمرشح معين وتجميل صورته والذم في مرشح آخر ونشر أخبار مغلوطة ومضللة عنه، ونشر استطلاعات واستفتاءات لا تعتمد على مراكز متخصصة ونشر إشاعات أو معلومات غير حقيقية في توقيت حساس يصعب على أصحابها إثبات الحقيقة ودحض التهم والإشاعات التي تروج ضدهم.
ومع قرب الاستحقاق النيابي والاستعداد للاقتراع في انتخابات أمة 2023 مطلع الشهر المقبل يجب أن ينتبه الجميع إلى أهمية وخطورة الدور المهم الذي تؤديه مواقع التواصل الاجتماعي، وألا ينساقوا وراء الأخبار الكاذبة والمضللة التي تنشرها الحسابات الوهمية وعدم التعامل معها سواء بالتعليق أو المتابعة أو التفاعل بأي شكل من الأشكال مع ضرورة التوعية المجتمعية عبر الإعلام بخطورة التفاعل معها وتناقلها وعدم المشاركة في أي هاشتاق مصطنع تستخدمه تلك الحسابات، مع ضرورة التبليغ عنها من خلال خاصية التبليغ المتاحة في أغلب تطبيقات التواصل أو من خلال التواصل مع الجهات المعنية في الدولة، حيث إن التطورات والتحديثات الأخيرة في وسائل التواصل مثلاً تساعد في كشف هوية كل حساب وهمي يروج الإشاعات ويبث الفرقة والفتن.
حفظ الله الكويت من كل مكروه، ووفق شعبها في اختيار من يمثلهم في مجلس أمة 2023.