العصفور: دولة المشيخة حلم لن يتحقق والكويتيون لن يصبحوا رعايا مهمشين
أكد أن الأولوية لتعديل «الدستورية» و«الإبطال» لن يبقى سيفاً مصلتاً على الأمة
قال مرشح الدائرة الخامسة عضو مجلس الأمة المبطل «مجلس 22» سعود العصفور إنه خلال الانتخابات الماضية كانت هناك حالة كبيرة من التفاؤل سادت الكويت بعد خطاب يونيو 2022، «اعتقدنا اننا بدأنا بعده مرحلة جديدة، وأننا وصلنا إلى مرحلة أخرى من تطوير الكويت، وانتهينا من عهد سابق ودخلنا عهدا جديدا، وهي مرحلة لا أشبهها إلا بحالة التفاؤل التي سادت الكويت بعد التحرير».
وأضاف العصفور في ندوته الانتخابية التي جاءت تحت عنوان «الإرادة لا تبطل» خلال افتتاح مقره الانتخابي، وسط حضور حاشد من أبناء الدائرة: «كنا نعتقد أنه نحن انتهينا من كويت قديمة وسنبدأ كويت جديدة، فدخلنا حالة الانتخابات الماضية ونحن محملون بتفاؤل الشعب الكويتي، ولكن للأسف هذه الحكومة التي التزمت في الجلسة الأولى فقط بما وعدت به الشعب، بألا تصوت على منصب الرئاسة ومكتب مناصب مكتب المجلس واللجان، كان هذا آخر عهدنا معها بهذا النهج الجديد، لتعود مرة أخرى إلى نهج مشابه لما كان موجوداً في السابق».
المحكمة يجب أن يُمثَّل فيها جميع السلطات ولا تقتصر على القضاء وحده
وتابع العصفور: «اتضح لنا منذ البداية أن تعطيل المجلس كان هدفا للسلطة»، مستدلا بقانون تعديل اللائحة الداخلية لمجلس الأمة الذي نجح مجلس 2022 في إقراره، والذي يهدف إلى اختصار مدة التشريع بدلا من أن يذهب الاقتراح بقانون للجنة التشريعية، ثم للجنة المختصة بأن يذهب مباشرة إلى الجنة المختصة، لأننا كنا مدركين أننا أمام مسؤولية كبيرة بتلبية طلبات الشعب الكويتي، لكن للأسف حتى هذا القانون الذي ليس به تكلفة مادية ولا علاقة للسلطة التنفيذية به، تم تعطيله لمدة تقارب 45 يوماً، وفي آخر يوم من المدة الدستورية تم نشره في الجريدة الرسمية».
وبين أنه «تم تكبيل أيدي النواب عن إقرار أي قانون، ومنها قوانين مهمة مثل مفوضية الانتخابات، هذا القانون الذي سينظم العملية الانتخابية، وقانون آخر مثل قانون القوائم النسبية، هذا القانون الذي سينقل العمل البرلماني من العمل الفردي إلى الجماعي، حيث تم طلب الاستعجال، ثم أتت الحكومة لتطلب التأجيل بلا مبررات، واعتقدنا أنها إذا طلبت التأجيل فسيكون ذلك لأن لديها ما يمكن أن تقدمه، ولكن للأسف كان تأجيلاً لتضييع الوقت، وهو ما أكد ما كنا نقوله في اللقاءات السابقة بأن المشكلة الرئيسية بهذا البلد كانت ولا تزال عدم إيمان السلطة بدور المؤسسة التشريعية، عدم إيمانهم بدور مجلس الأمة ودور نوابه، وأنهم سلطة مساوية للسلطة التنفيذية».
لن نسمح مرة أخرى بإبطال إرادة الشعب عبر «جرّة قلم»
واعتبر أن عدم إيمان السلطة الكامل بالدستور هذا هو «سبب كل مشاكل هذا البلد، ومتى ما تغيرت نظرة السلطة إلى مجلس الأمة والنواب فسيتغير حال هذا البلد».
وأضاف العصفور: «هذا المسلسل الطويل يهدفون منه إلى شيء واحد، أن يمل المواطنون من الديموقراطية ومن مجلس الأمة ومن اختيار ممثليه، لكن نقول لهم اليوم وبصوت واضح إن أهدافكم معروفة، واليوم نحن أكثر تمسكا بحريات ومكتسبات الشعب والدستور، 60 عاماً وأنتم تحاولون تعطيل الدستور وتفشلون، فمتى ستفهمون أن ما في بالكم مستحيل يصير؟ ونقولها اليوم لكل من يحلم بدولة المشيخة، آن الأوان أن تصحو من هذا الحلم الذي سيبقى حلما ولن يتحقق».
وأكد أن «الكويت لن تكون في يوم من الأيام دولة مشيخة، الكويتيون لن يتحولوا في يوم من الأيام إلى رعايا مهمشين، نحن مواطنون في دولة دستورية، وشاء من شاء وأبى من أبى سنظل مواطنين وستظل إرادتنا هي مصدر السيادة والسلطة بهذا الأمر».
وذكر أنه «يتعين علينا بشكل واضح أن نحمي إرادة الأمة، وعندما اخترنا عنوان (الإرادة لا تبطل) لحملتنا الانتخابية ولهذه الندوة الانتخابية فنحن نعي بشكل واضح أهمية هذه الإرادة، لذلك لا بد أن يكون من أولى أولويات المجلس القادم تعديل قانون المحكمة الدستورية».
وشدد على أنه يجب «ألا تبقى الدستورية سيفا مصلتا على إرادة الأمة، تبطل المجلس متى ما كان المجلس يخالف الإرادة السلطوية، لذلك يجب تعديل قانون هذه المحكمة، بحيث تختصر المدة التي تنظر فيها الدستورية للطعون الانتخابية، والطعون في مراسيم الحل، يجب أن يكون ذلك في أول جلسة من جلسات المجلس القادم»، معتبراً أنه من الضروري الانتقال إلى قانون المحكمة الدستورية العليا، بحيث «تمثل فيها جميع السلطات، ولا تقتصر فقط على السلطة القضائية، لن نسمح مرة أخرى بأن تبطل إرادة الأمة بجرة قلم».
أكبر رهان للفاسدين أن يفقد الناس ثقتهم بالتغيير
وفي رسالة وجهها إلى السلطة، قال العصفور: «سبق أن حذرنا في الانتخابات الماضية وحذرنا قبل ان نطرح انفسنا مرشحين لمجلس الأمة من أن ترك المجال للفساد والفاسدين لن يقود البلد إلا إلى المزيد من الدمار والفوضى والتدهور والتردي، ، فالسماح لفريق الفساد بالتغلغل في مؤسسات الدولة وزرع أذرعهم في مختلف الجهات، سيحولها إلى دولة داخل الدولة، ويريد معسكر الفساد ان يمرر اجندته رغما عن السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية».
وتابع بأن «الثقة اليوم مزعزعة بمؤسسات الدولة، وعلى الحكومة القادمة أن تسعى لاستعادة هذه الثقة»، مخاطبا رئيس مجلس الوزراء: «اعلم يا شيخ أحمد النواف أنت أو من يأتي بعدك أن المجلس القادم يختلف عن المجلس السابق، وليس أمامك الا الانجاز واختيار رجال دولة والتطوير».
واستطرد: «تعلم يا رئيس الوزراء انه في اجتماعك مع النواب في 7 مارس الماضي عندما (تمللتوا) من الأسئلة البرلمانية قلت لك ان هذا حق نيابي ومجلس الامة مؤسسة تشريعية لا تقبل الاملاءات منك او من غيرك، وتعلم بإرادة الشعب الكويتي، واعلم انه اذا كان الناس سبق وأن صبروا على الحكومات السابقة لسنوات فلن يصبروا اكثر من 6 اشهر، ونحن محملون بأمانة سياسية ولا تختبر صبرنا اكثر من ذلك».
أسوأ القوانين اليوم ناتج عن مجالس صاحبَها عزوف شعبي
وعن قضية العفو، قال: «تقدمت وأيدت العفو الشامل عندما طرح لأول مرة وسوف استمر في متابعة هذا الملف حتى خروج آخر سجين سياسي أو في قضايا التبرعات الخيرية في السجن، وحتى عودة آخر مهجر كويتي في الخارج، وهذه أمانة يجب أن نلتزم بها دائما، لذلك أقولها للناخبين اليوم، وسبق أن قلتها إن رقابة المواطنين أهم من أي رقابة، فرقابتكم كناخبين على النواب أهم من رقابة النواب على الحكومة، لأنكم أنتم أهل السيادة، وأنتم مصدر السلطات، وأنتم من تختارون من يصل إلى مجلس الأمة ويمثلكم، لأنكم أنتم أهل السلطة، وفي حال وصولنا إلى المجلس القادم سنستمر في هذا الأمر إيمانا بأهمية ودور الرأي العام».
وفي رسالة الى الشعب الكويتي، أكد العصفور أن «أكبر رهان للفاسدين ان يتملك الشعب التعب، وأن يفقد ثقته في التغيير، وكل مجلس وكل تجربة مررنا بها في الفترة الماضية وكان فيها عزوف شعبي عن المشاركة كانت نتائجها سيئة، وأسوأ القوانين اليوم ظهرت من تلك المجالس».