أطلق العراق، مشروع «طريق التنمية» الذي تبلغ قيمته 17 مليار دولار ويهدف لربط ميناء الفاو في جنوب العراق الغني بالنفط بتركيا، ليحول البلاد إلى مركز عبور يختصر وقت السفر بين آسيا وأوروبا في محاولة لمنافسة قناة السويس، في خطوة تهدف إلى تنويع اقتصاد البلاد بعد حروب وأزمات لعقود.
وقالت الحكومة العراقية إن مؤتمر «طريق التنمية»، الذي استضافته بغداد، بهدف جذب اهتمام الدول العربية مثل دول الخليج، انتهى إلى تشكيل لجان فنية لوضع تصور كامل عن طبيعة وحجم مشاركة الدول الشقيقة والصديقة في هذا المشروع «الحيوي الاستراتيجي».
وذكرت الحكومة في بيان أن المؤتمر، الذي مثل الكويت فيه سفيرها لدى بغداد طارق الفرج، بحث أهمية المشروع لدول المنطقة والشراكات الإقليمية وسبل توطيدها والوصول إلى التكامل الاقتصادي بين الدول المشاركة، مضيفاً أن الوفود المشاركة ناقشت عملية الشروع في الخطوات التنفيذية وتحويل التفاهمات بين قادة وزعماء الدول إلى خريطة طريق تشهد البدء بالمشاريع التنموية المتعلقة بطريق التنمية.
وشدد رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، في كلمته خلال المؤتمر، على أن المشروع يشكل «ركيزة للاقتصاد المستدام غير النفطي» و»عقدة ارتباط» تخدم جيران العراق والمنطقة ويسهم في «جمع جهود التكامل الاقتصادي».
وذكر السوداني أن حكومته دعت للمؤتمر بعد تفاهمات وصفها «بالبناءة» مع قادة وزعماء دول الجوار والخليج العربي، ودعا ضيوف المؤتمر إلى «وضع خريطة طريق عملية للانتقال إلى حيز التنفيذ والمباشرة بتنفيذ الأهداف المرجوة»، مؤكداً أن لدى تلك الدول «مصلحة مشتركة» لتحقيق واقع مستحق لرفاهية الشعوب ونموها واستثمار ثرواتها.
يذكر أن مشروع «طريق التنمية» أو ما كان يعرف بالقناة الجافة هو شبكة من خطوط السكك الحديد والطرق السريعة تربط ميناء الفاو الكبير في محافظة البصرة جنوبي العراق بالحدود التركية شمالاً ليشكل بذلك حلقة وصل بين تجارة الشرق والغرب.
ويمتد الطريق عبر خطين للنقل؛ الأول مخصص للشاحنات لنقل البضائع والآخر للسكك الحديد لنقل البضائع والركاب ويمر عبر 10 محافظات عراقية تتخللها العديد من المحطات.
ولدى الحكومة العراقية تصور بأن تنقل قطارات عالية السرعة البضائع والمسافرين بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة، إضافة إلى مد خطوط إلى مراكز الصناعة المحلية والطاقة والتي يمكن أن تشمل أنابيب النفط والغاز.
وقال المدير العام للشركة العامة لموانئ العراق فرحان الفرطوسي إن «الطريق القديم، البصرة - بغداد - برلين الذي كان ينقل السائح العراقي من البصرة ومن بغداد بالعراق باتجاه أوروبا، سنجده فعالاً من جديد»، مضيفاً أنه إذا بدأ العمل في أوائل العام المقبل، فسيتم الانتهاء من المشروع في 2029.
وتتوقع الحكومة العراقية أن تحصل على عائدات سنوية تقدر بنحو 4 مليارات دولار من المشروع إلى جانب تأمين نحو 100 ألف فرصة عمل جديدة على طول خط المشروع.