لبنان: ترشيح أزعور يطفو مجدداً ورهان على دور عُماني
الراعي يحمل إلى باريس لائحة مرشحين رئاسيين ويتمسك بـ «المعايير المسيحية»
تجددت التحركات على الساحة اللبنانية في سبيل تفاهم القوى المعارضة لانتخاب سليمان فرنجية على مرشح لخوض المعركة الرئاسية، بعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود الأسبوع الفائت، بفعل انعدام الثقة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ.
وفيما لم تتكشف تفاصيل هذا التغيير السريع، يشير مراقبون الى أن المسار اللبناني لا ينفصل عن المسار الإقليمي، وأن الرهانات الداخلية على حصول تطورات خارجية تفضي إلى الإفساح في المجال أمام الذهاب باتجاه مرشح توافقي، لم تتوقف، لا سيما أن القوى المعارضة لفرنجية تذهب باتجاه ترشيح جهاد أزعور الذي يحرص على أن يكون مرشحاً توافقياً، ولا يريد أن يكون مرشح مواجهة أو مرشح تحدّ.
من بين الرهانات الداخلية المستجدة بعض التطورات على خطّ الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، خصوصاً أن مصادر قريبة من الإيرانيين تشير إلى أن زيارة سلطان عمان إلى إيران اليوم لها أكثر من سياق، أهمها تجديد التواصل المباشر بين الإيرانيين والأميركيين حول الاتفاق النووي، بالإضافة إلى المساعي لترتيب العلاقات الإيرانية - المصرية. وبحسب المعلومات فإن سلطنة عمان قد تطرح على الإيرانيين والأميركيين الملف اللبناني في إطار المساعي للتوصل إلى اتفاق، بحسب ما تقول مصادر قريبة من حزب الله، وهذا ما يتقاطع مع الضغوط الدولية الدافعة باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قبل نهاية شهر يونيو المقبل.
وانطلاقاً من هذه الرهانات، ارتفعت أسهم جهاد أزعور الرئاسية، فيما أبلغ الرجل كل المعنيين بأنه مرشح حريص على التوافق والتفاهم مع كل القوى لأن مرشح التحدي لا يمكنه أن يصل إلى الرئاسة، وأن وصل لا يمكنه الحكم ولا تنفيذ مشروعه ولا وضع البلاد على سكة الإصلاح.
وتحرص قوى المعارضة على الاتفاق قبل زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث سيكون له لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد غد في «الإليزيه». وبحسب المعلومات، فإن الراعي يسعى للذهاب إلى باريس وفي يده ورقة عليها أسماء عدد من المرشحين الرئاسيين، ولا سيما اسم أزعور كمرشح متوافق عليه بين القوى المسيحية وعدد من القوى الأخرى، كما أن لديه قدرة على التواصل مع معظم القوى السياسية، وبذلك يقول الراعي للفرنسيين، إن فرنجية لم يعد المرشح الوحيد، وإنه لا بد لباريس أن تأخذ بعين الاعتبار المعايير اللبنانية والمسيحية في مسألة انتخاب الرئيس.
كل هذه المعطيات تقود إلى قراءة كل طرف للمسار من وجهة نظره ومصلحته. فالفريق الداعم لفرنجية، اي حزب الله وحركة أمل، يراهن على أن التحركات الإقليمية والدولية ستصب في النهاية للاتفاق على انتخاب فرنجية رئيساً في مقابل نواف سلام لرئاسة الحكومة. في المقابل، فإن القوى المعارضة ترى أن مسار التهدئة الإقليمية لا بد له من ينتج مرشحاً توافقياً، وبالتالي لا يمكن انتخاب فرنجية لكونه محسوباً على طرف. ومما لا شك فيه أن المرحلة المقبلة ستشهد تفعيلاً لهذا الحراك الرئاسي، وبالتالي إما أن يؤدي إلى الوصول للحظة الانتخاب، وإما بحال الفشل فإن الشغور سيستمر طويلاً.