لحظة قتل النفس
أول العمود:
عقود النظافة الحالية التي ترعاها بلدية الكويت تكلف الدولة 124 مليون دينار لخمس سنوات، لكنها لا تتضمن فرز النفايات!
***
يستنكر (الأصحاء) كيف يقدم شخص على قتل نفسه بسهولة! المسألة بحاجة لقليل من الخيال، فلحظة الوصول إلى هذا القرار كما توضح سجلات اعترافات من نجوا من الانتحار بمساعدة آخرين أو عدم تحقق الموت تبرز الحالة النفسية وكم التوجهات الذهنية التي تراكمت في نفسياتهم، وجعلتهم صفراً على رصيف الحياة، إما بتخلي الآخرين عنهم، وإما بانجرافهم في هوى منحرف، أو تراكم مشاكل مختلفة شعروا من خلالها أن (العالم) لفظهم، ففي مثل هذه اللحظات تتكون محفزات الخلاص من الحياة (الدنيئة) كما يرونها، وأن حبلاً أو رصاصةً أو سماً يمكن أن يحقق الهروب إلى دار بلا منغّصات.
في مجتمعنا، في الكويت، هناك حالات متواترة للإقدام على قتل النفس، تقف خلفها أسباب يمكن معالجتها بشكل مضمون الأثر، فبين أعوام 2014 و2021 أقدم 602 شخص على الانتحار، بمعدل 75 شخصاً سنوياً، وفي الغالب يتم السكوت عن نبش الأسباب، ومسألة الانتحار في الكويت تتطلب وقفة جادة على مسارات أخرى بعيدة عن إظهار الانبهار العاطفي الوقتي بالأرقام المخيفة، نجملها بالآتي:
1- يجب وقف العبث في مسألة استقدام العمالة بشكل عشوائي ودون حاجة اقتصادية لأنها المسبب الأول للانتحار.
2- تكثيف جهود منع إدخال السموم والمخدرات من الخارج والتصنيع الداخلي لها، وإشراك الناس عبر منصات مختلفة في جهود الحرب عليها.
3- بذل المال والجهد في مجالات الترفية والرياضة والثقافة وتفريغ الطاقات في مجالات تحقق السعادة للإنسان.
4- تقوية المفاهيم الأُسرية والروابط الاجتماعية بما يضمن فهم متطلبات الحياة والتعامل الحكيم مع الأبناء.
5- استغلال العوامل المؤدية لإصلاح السلوك الشخصي، ومن ذلك الفصول المدرسية، والإعلام، والمساجد لكونها تستقطب حشوداً كبيرة العدد.
6- يجب أن نتحدث مع الجاليات ونستمع لهم.
مسألة الانتحار لن تنحسر ما دمنا نتغافل عن طبيعة إدارة حياتنا اليومية، فنحن (الأصحاء) جزء من المشكلة.