قلنا ونكرر قولنا إن التطوع للعمل في أي صفوف أمامية محاطة بالمخاطر هو عمل أخلاقي وإنساني بحت، إنه عمل خالص لوجه الله تعالى، وهو واجب يسدد به المواطن دَينه تجاه وطنه، بلا مكسب مالي أو مادي، فمكافأة المتطوع الحقيقية هي وسام يعلق على صدره، وشهادة شرف يفتخر بها.
أما ما حصل في الكويت خلال جائحة كورونا فهو أمر غريب مريب، فالجائحة فتحت شهية الانقضاض على المزيد من المال العام، أحد أوجه هذا الهدر هو اختراع مصطلح البديل المادي لما سمي «متطوعي الصفوف الأمامية»، وهي مكافأة مالية أضاعت عليهم شرف التطوع، وجرّدت الكويت من العمل التطوعي الذي اشتهرت به، والأسوأ أن هذه المكافأة قطعت الطريق على من أراد التطوع الحقيقي لخدمة بلده ومواطنيه وقت الأزمات والملمّات.
جريدة «الجريدة» نشرت تقريراً لديوان المحاسبة كشف فيه المستور، بعد أن فاحت روائح الهدر والتزوير والاختلاس والتلاعب في الكشوف لإضافة من لا يستحقون، وما أكثرهم، فهناك مبالغات شابت مكافأة الصفوف الأمامية، فكما ذُكر فقد تم منح بعضها لغير مستحقيها، وأن هناك إضافات مالية غير مستحقة صرفت لبعض الفئات.
هدر أموال البلد لم يقتصر على الصفوف الأمية، فهناك أكثر من مليار دينار أهدرت على تأخير تسديد القروض لمدة ستة أشهر لمرتين خلال الجائحة، وكان العذر الذي أتحفتنا به الحكومة تلبية لرغبة نوائب الأمة هو تخفيف العبء المالي عن المواطنين، وهو تبرير أقبح من ذنب، فلم يكن هناك عبء مالي، فالعالم أجمع أغلق أمام الجميع، فلا مصاريف ولا عمل ولا سفر، ولا حتى مراكز تسوق، حتى أسعار النفط انخفضت الى الحضيض بسبب توقف الأعمال.
وهناك هدر سنوي آخر غير مبرر بعشرات الملايين تقوم به وزارة التربية العتيدة، فهي تدفع مكافآت لما يزيد على الـ80 ألف موظف بحجة قيامهم بأعمال ممتازة، تخيلوا أن في وزارة التربية والتعليم تحديداً أعمالا ممتازة، رغم تردي مخرجات التعليم سنة بعد أخرى، ورغم توقف التعليم الحقيقي خلال الجائحة، فالتعليم ينحدر والمكافآت والمصاريف تتزايد.
هدر الأموال على الأعمال متواصل، فرغم الترهل والتسيب والغياب وسوء الأداء المخيم على الجسم الوظيفي بشكل عام، فإن كل الوزارات والمؤسسات تصرف أعمالا ممتازة على مئات الآلاف من موظفيها، وهي حقيقة أعداد هائلة بكل المقاييس، فإذا كانت تلك الأعداد الفلكية قد قامت بأعمال ممتازة حقيقية فلماذا إذا لم تتحول الكويت الى بلد يضرب به المثل في الامتياز؟
أحد أوجه الهدر المستحدث هو ابتكار طريق جديدة لتبديد أموالنا، وهي شراء الإجازات، فهل داوم الموظفون ولم ينقطعوا عن عملهم حتى تشترى إجازاتهم؟ معظم موظفي الدولة كانوا في إجازة مفتوحة منذ بدء جائحة كورونا، وكثيرون منهم لم يداوموا حتى يومنا هذا، فهم أصلا في إجازة، فلماذا هذا الهدر؟ لماذا؟
أما أعظم أوجه الهدر المالي والأخلاقي والتعليمي والتنموي فهو التزوير في كل شيء، فما نقول إلا «الله يخلف على الكويت»، فأعمال ممتازة على «شنهو»؟، وشراء الإجازات «ليش»؟ و«شماله» مكافأة مالية على الأعمال التطوعية؟
أما ما حصل في الكويت خلال جائحة كورونا فهو أمر غريب مريب، فالجائحة فتحت شهية الانقضاض على المزيد من المال العام، أحد أوجه هذا الهدر هو اختراع مصطلح البديل المادي لما سمي «متطوعي الصفوف الأمامية»، وهي مكافأة مالية أضاعت عليهم شرف التطوع، وجرّدت الكويت من العمل التطوعي الذي اشتهرت به، والأسوأ أن هذه المكافأة قطعت الطريق على من أراد التطوع الحقيقي لخدمة بلده ومواطنيه وقت الأزمات والملمّات.
جريدة «الجريدة» نشرت تقريراً لديوان المحاسبة كشف فيه المستور، بعد أن فاحت روائح الهدر والتزوير والاختلاس والتلاعب في الكشوف لإضافة من لا يستحقون، وما أكثرهم، فهناك مبالغات شابت مكافأة الصفوف الأمامية، فكما ذُكر فقد تم منح بعضها لغير مستحقيها، وأن هناك إضافات مالية غير مستحقة صرفت لبعض الفئات.
هدر أموال البلد لم يقتصر على الصفوف الأمية، فهناك أكثر من مليار دينار أهدرت على تأخير تسديد القروض لمدة ستة أشهر لمرتين خلال الجائحة، وكان العذر الذي أتحفتنا به الحكومة تلبية لرغبة نوائب الأمة هو تخفيف العبء المالي عن المواطنين، وهو تبرير أقبح من ذنب، فلم يكن هناك عبء مالي، فالعالم أجمع أغلق أمام الجميع، فلا مصاريف ولا عمل ولا سفر، ولا حتى مراكز تسوق، حتى أسعار النفط انخفضت الى الحضيض بسبب توقف الأعمال.
وهناك هدر سنوي آخر غير مبرر بعشرات الملايين تقوم به وزارة التربية العتيدة، فهي تدفع مكافآت لما يزيد على الـ80 ألف موظف بحجة قيامهم بأعمال ممتازة، تخيلوا أن في وزارة التربية والتعليم تحديداً أعمالا ممتازة، رغم تردي مخرجات التعليم سنة بعد أخرى، ورغم توقف التعليم الحقيقي خلال الجائحة، فالتعليم ينحدر والمكافآت والمصاريف تتزايد.
هدر الأموال على الأعمال متواصل، فرغم الترهل والتسيب والغياب وسوء الأداء المخيم على الجسم الوظيفي بشكل عام، فإن كل الوزارات والمؤسسات تصرف أعمالا ممتازة على مئات الآلاف من موظفيها، وهي حقيقة أعداد هائلة بكل المقاييس، فإذا كانت تلك الأعداد الفلكية قد قامت بأعمال ممتازة حقيقية فلماذا إذا لم تتحول الكويت الى بلد يضرب به المثل في الامتياز؟
أحد أوجه الهدر المستحدث هو ابتكار طريق جديدة لتبديد أموالنا، وهي شراء الإجازات، فهل داوم الموظفون ولم ينقطعوا عن عملهم حتى تشترى إجازاتهم؟ معظم موظفي الدولة كانوا في إجازة مفتوحة منذ بدء جائحة كورونا، وكثيرون منهم لم يداوموا حتى يومنا هذا، فهم أصلا في إجازة، فلماذا هذا الهدر؟ لماذا؟
أما أعظم أوجه الهدر المالي والأخلاقي والتعليمي والتنموي فهو التزوير في كل شيء، فما نقول إلا «الله يخلف على الكويت»، فأعمال ممتازة على «شنهو»؟، وشراء الإجازات «ليش»؟ و«شماله» مكافأة مالية على الأعمال التطوعية؟