نحن اليوم أحوج إلى بناة دول أكثر من حاجتنا إلى بنادول قد يسكن صداع مشاكلنا قليلا، لكنه قطعا لن يعالج المرض ذاته الذي ابتليت به، والمجلس بجناحيه بحسب الأدوات الدستورية المتاحة له والثقة الممنوحة له من الناخبين يستطيع أن يقدم العلاج المناسب لو أراد ذلك وحرص عليه، فهو الطبيب المداوي حسب توصيف الدستور، ومهامه كبيرة، ولا أحد سواه يقدر على تقديم الوصفة المناسبة أو إجراء العمليات لجسد تمنياتنا المنهك والنازف الذي تعب ومل من كان البنادول وأخواتها من المسكنات والمهدئات، ولم تعد تجدي نفعا مع صداع يومي لا ينفك يداهم هذا الوطن وأبناءه في كل مناحي الحياة التي يعيشونها.

التعليم صداع، الصحة صداع، البنية التحتية صداع، المورد الوحيد لميزانيتنا صداع، معيشة الطبقة الوسطى مع الغلاء صداع، سعر المساكن وإيجارها صداع، وحدة هذا الوطن صداع، رؤية مستقبل أجيالنا القادمة صداع، كل هذا وغيره يعاني ولم يعد يتقبل البنادول ويريد حلا من بناة الدول لينهي ضوضاء رأس ماله وآماله المتصدعة لمرة واحدة وللأبد.

البندول لم يعد يجدي نفعا يا سادة مجلسنا من المشرعين والمنفذين، ونريد منكم علاجا حقيقيا ينهي ما نعانيه وتعانيه بلادنا، علاج يجعل هذا الجسد المريض معافى، وقادرا على قطع طريقه كما يستحق نحو التنمية والتطور، علاجا يبدد ضباب الخوف بشعاع الرؤية الصحيحة والنافعة، علاجا ينهي مرحلة المسكنات وللأبد، لنبدأ مرحلة الممكنات التي يستحقها بلد شعبه طيب ونظامه مستقر وثروته وفيرة، وإمكاناته متوافرة، مرحلة تمهد لحفظ تاريخ الأجداد وحياة أبناء اليوم ومستقبل الأحفاد، لو صدقنا فقط وأخلصنا العمل ورمينا البنادول على أول رصيف لطريق يبنيه بناة الدول الحقيقيون.
Ad