في قصف قد يكون الأول من هذا النوع على العاصمة الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، تعرضت موسكو فجر أمس لأكبر هجوم بالمسيرات، وذلك بعد قليل من هجوم واسع بالطائرات المسيرة على كييف في استمرار لحملة قصف روسية مكثفة تشهدها العاصمة الأوكرانية في الأيام الأخيرة مع تصاعد الحديث عن بدء أوكرانيا هجوماً مضاداً ضد القوات الروسية على أراضيها.
الهجوم على موسكو هو الثاني بعد استهداف مسيرات لمبنى الكرملين، مقر الرئاسة الروسية، إلا أنه أوسع، إذ تم بنحو 30 مسيرة وتطلب تفعيل نظام الدفاع الجوي الروسي حول العاصمة لصده.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية «نظام كييف» بـ «تنفيذ الهجوم»، وأفاد موقع «زفيزدا» التابع لها بأن المسيرات أطلقت على الأغلب من مقاطعة سومي شمالي أوكرانيا.
وأفادت تقارير بأن الهجوم استهدف الضواحي الغربية لموسكو التي تسكنها النخبة وكبار الموظفين الحكوميين الروس، كما تم إسقاط طائرات في روماشكوفو ورازدوري على بعد أقل من 10 كم من مقر إقامة بوتين في نوفو أوغاريوفو.
وفي خطاب موجه إلى المواطنين الروس، وصف بوتين الهجوم بأنه إرهابي، والهدف منه ترهيب السكان، مشيراً إلى أن القوات الروسية تهاجم البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا فقط خلافاً لكييف التي تهاجم أهدافاً مدنية، وأشاد بأنظمة الدفاع الجوي، مؤكداً أنها «عملت بشكل طبيعي وبكفاءة أثناء الهجوم».
ورفض الرئيس الروسي تسمية أوكرانيا بأنها بلد، وقال إن «الإقليم الذي يسمى أوكرانيا في السنوات الأخيرة فيه أشخاص مرتبطون بمصالح الغرب والذين أسسوا نظاماً معادياً لروسيا»، مؤكداً أن الهجوم رد على تدمير روسيا للمقر الرئيسي للاستخبارات العسكرية الأوكرانية في الضربات الأخيرة.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو لها الحق في اتخاذ «أشد الإجراءات الممكنة» رداً على الهجوم، مضيفة في بيان، «ثبت أن تأكيدات مسؤولي حلف شمال الأطلسي بأن نظام كييف لن يشن ضربات في عمق الأراضي الروسية مجافية للحقيقة تماماَ».
وذكرت أن «روسيا تحتفظ لنفسها بالحق في اتخاذ أشد الإجراءات الممكنة رداً على الهجمات الإرهابية من نظام كييف»، في حين قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الغرب «يدعم حدوث إبادة جماعية» في أوكرانيا.
في المقابل، نفى مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك مشاركة كييف بشكل مباشر في الهجوم، وقال: «بالطبع نحن سعداء بمشاهدتها ونتوقع زيادة في عدد الهجمات. لكن بالطبع ليس لنا علاقة مباشرة بالأمر»، مضيفاً أن «ما حدث في موسكو ليس مهماً لنا ومن الواجب التركيز على الهجمات ضد المدنيين في كييف». وعلق البيت الأبيض مجدداً معارضته لأي هجمات أوكرانية على الأراضي الروسية.
وأمس الأول، هزت انفجارات مدينة كييف في وضح النهار، حيث استهدفت صواريخ بالستية روسية العاصمة الأوكرانية، بعد ساعات من هجوم ليلي على المدينة بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ كروز.
وأسفرت الهجمات الجوية الروسية ليل الاثنين - الثلاثاء على كييف عن مقتل شخص واحد على الأقل. وطوال الليل دوّت صفارات الإنذار في كييف، وتشيركاسي (وسط) وكيروفوهراد وميكولايف وخيرسون (جنوب)، لتحذير السكّان من غارات جوية تستهدف هذه المدن.
وقال سيرهي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية في كييف إنه تم تدمير أكثر من 20 طائرة مسيرة في وقت مبكر من صباح أمس، مضيفاً أن «الهجوم كان هائلاً ومن اتجاهات مختلفة وعلى عدة مراحل».
في تفاصيل الخبر:
تعرضت العاصمة الروسية موسكو، فجر أمس، لأكبر هجوم بالمسيّرات، وذلك بعد قليل من هجوم واسع جديد بالطائرات المسيّرة على كييف، في استمرار لحملة قصف روسية مكثفة تشهدها العاصمة الأوكرانية في الأيام الأخيرة، مع تصاعد الحديث عن بدء أوكرانيا هجوماً مضاداً ضد القوات الروسية على اراضيها.
ويعد الهجوم على موسكو هو الثاني بعد استهداف مسيّرات لمبنى الكرملين، مقر الرئاسة الروسية، في أول قصف على موسكو منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أن هجوم الفجر هو الأوسع، إذ تم بنحو 30 مسيرة، وتطلّب تفعيل نظام الدفاع الجوي الروسي حول العاصمة.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية «نظام كييف» بـ «تنفيذ هجوم إرهابي بالطائرات المسيّرة استهدف موسكو»، مضيفة أنه تم إسقاط 5 طائرات مسيرة بمنظومات بانتيسير للدفاع الجوي، و3 باستخدام تقنيات الحرب الإلكترونية في مقاطعة موسكو.
وأفاد موقع زفيزدا، التابع لوزارة الدفاع الروسية، بأن نحو 32 مسيّرة شاركت في الهجوم على موسكو، وأنها أطلقت على الأغلب من مقاطعة سومي شمال أوكرانيا.
وقال «الكرملين» إن الهجوم على موسكو هو «ردّ» من كييف على الضربات الروسية الأخيرة في أوكرانيا، وتحديدا على استهداف أحد مراكز القرار، معلنا عن خطاب ملتفز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
مسيّرات تحلّق لـ 800 كلم
وقال عمدة العاصمة سيرغي سوبيانين، في بيان «تسبب هجوم بمسيرات فجرا في أضرار طفيفة في أبنية عدة. وقد انتشرت كل أجهزة الطوارئ في المدينة بالمكان، ولم تسجل إصابات خطيرة حتى الآن»، مضيفا أن شخصين أصيبا بجروح طفيفة نتيجة الهجوم. وذكرت سلطات الطوارئ في موسكو أن مباني سكنية بأطراف العاصمة تعرّضت لأضرار طفيفة نتيجة هجمات بمسيرات.
وافادت تقارير بأن الهجوم استهدف الضواحي الغربية لموسكو التي تسكنها النخبة وكبار الموظفين الحكوميين الروس، كما تم إسقاط طائرات في روماشكوفو ورازدوري على بُعد أقل من 10 كم عن مقر إقامة بوتين في نوفو أوغاريوفو.
وقال موقع ريبار العسكري الروسي إن الهجمات على موسكو كانت باستخدام مسيّرات من طراز «يو جيه - 22» (UJ-22) تمتلكها القوات الأوكرانية، مضيفاً أن هذه النوعية من المسيرات قادرة على التحليق لمسافة 800 كيلومتر، ورصدت سابقا في مناطق قريبة من موسكو.
وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أمس، إن القوات الروسية تمكنت من تدمير منظومة باتريوت أخرى للدفاع الجوي في العاصمة الأوكرانية.
وقال شويغو «تزداد إمدادات المعدات والأسلحة إلى أوكرانيا، نحن نراقب كميات وطرق التزويد، ونستهدفها عندما يتم اكتشافها»، مضيفاً ان القوات الروسية اعترضت 29 صاروخاً من نوعية ستورم شادو البريطانية في الأسابيع الماضية.
وفي خطاب موجه إلى المواطنين الروس، وصف بوتين الهجوم بأنه إرهابي، والهدف منه ترهيب السكان، مشيرا إلى أن القوات الروسية تهاجم البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا فقط، خلافا لكييف التي تهاجم أهدافا مدنية، وأشاد بأنظمة الدفاع الجوي، مؤكدا أنها «عملت بشكل طبيعي وبكفاءة أثناء الهجوم».
ورفض الرئيس الروسي تسمية أوكرانيا بأنها بلد، وقال إن «الإقليم الذي يسمى أوكرانيا في السنوات الأخيرة أشخاص مرتبطون بمصالح الغرب والذين أسسوا نظاما معاديا لروسيا»، مؤكدا تدمير روسيا للمقر الرئيسي للاستخبارات العسكرية الأوكرانية في الضربات الأخيرة.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو لها الحق في اتخاذ «أشد الإجراءات الممكنة» رداً على الهجوم، وأضافت الوزارة، في بيان، «ثبت أن تأكيدات مسؤولي حلف شمال الأطلسي بأن نظام كييف لن يشنّ ضربات في عمق الأراضي الروسية مجافية للحقيقة تماما»، وقالت: «روسيا تحتفظ لنفسها بالحق في اتخاذ أشد الإجراءات الممكنة ردا على الهجمات الإرهابية من نظام كييف».
كييف تنفي
في المقابل، نفى مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، مشاركة كييف بشكل مباشر في الهجوم، وقال: «بالطبع نحن سعداء بمشاهدتها، ونتوقع زيادة في عدد الهجمات. لكن بالطبع ليست لنا علاقة مباشرة بالأمر»، مضيفاً أن «ما حدث في موسكو ليس مهما لنا، ومن الواجب التركيز على الهجمات ضد المدنيين في كييف».
وقال إن لأوكرانيا علاقة بالذكاء الاصطناعي، لكن ليست لها علاقة مباشرة بالهجمات بالطائرات المسيرة، مشددا على أن «موسكو بدأت تنغمس تدريجيا في ضباب حرب كبرى».
وأمس الأول، هزت انفجارات مدينة كييف في وضح النهار، حيث استهدفت صواريخ بالستية روسية العاصمة الأوكرانية، بعد ساعات من هجوم ليلي على المدينة بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ كروز.
وقال رئيس الإدارة العسكرية في كييف، سيرهي بوبكو، إنه تم تدمير أكثر من 20 طائرة مسيرة في وقت مبكر من صباح أمس، مضيفا أن «الهجوم كان هائلا ومن اتجاهات مختلفة وعلى عدة مراحل». وذكر بوبكو أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الهجمات نُفذت فقط بطائرات «شاهد»، المسيرة الإيرانية الصنع.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن الهجمات الروسية على المدن يجب إيقافها عبر تعزيز الدفاعات الجوية، بما في ذلك التزود بطائرات «إف - 16» الأميركية. من ناحيته، رأى وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في مقابلة مع صحيفة ويست فرانس الفرنسية أن بلاده تملك «فرصا جدية لتحقيق اختراق خلال الصيف» بفضل هجوم مضاد وشيك على القوات الروسية، مشدداً على أن هذا الهجوم المضاد يهدف إلى العودة إلى «حدود 1991 المعترف بها دوليا» لأوكرانيا بما يشمل شبه جزيرة القرم. وأكد أن بلاده تحتاج إلى أسطول من طائرات «إف - 16» يضم «أكثر من مئة طائرة».
قمة أوروبية في مولدوفا
إلى ذلك، قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنه «ليس متفائلاً» بشأن الوضع في أوكرانيا وإنه يعتقد أن روسيا لن تتفاوض حتى تنتصر في الحرب، وذلك عشية اجتماع لنحو 50 من القادة الأوروبيين غدا في مولدافيا، الدولة الصغيرة التي تشهد على غزو أوكرانيا المجاورة من قرب وتعيش في خوف من احتمال زعزعة روسيا استقرارها، لتوجيه رسالة قوية إلى موسكو بأن كيشيناو ليست وحدها.
ومن شأن مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تعطي مزيدا من الزخم لهذا التجمع غير المسبوق. ويعتقد مراقبون ان عددا قليلا من القوات الروسية موجودون في جمهورية ترانسنيستريا المعلنة من جانب واحد الموالية لموسكو.
ويشكل هذا التجمع محطة مهمة وفرصة لمولدوفا للتعبير مجددا بقوة عن إرادتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بأقرب فرصة. ومع أن هذا الاجتماع لن يناقش موعد انضمام مولدافيا إلى الاتحاد الأوروبي، ستكون المسألة حاضرة بشكل قوي في الكواليس.
في يونيو 2022، منح الاتحاد الأوروبي كلا من أوكرانيا ومولدافيا وضع مرشح رسمي لعضويته. ويريد البلدان الآن الانتقال إلى المرحلة المقبلة.
حصانة لبوتين
في سياق آخر، أعلنت جنوب إفريقيا أنها ستمنح الحصانة الدبلوماسية لمسؤولي تجمع «بريكس» الذين سيشاركون في اجتماعين مقررين بالبلاد خلال الأشهر المقبلة بينها القمة التي ستعقد في 22 اغسطس، في إشارة الى بوتين الذي وجهت جنوب إفريقيا دعوة له للمشاركة في القمة التي تجمع البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. وبوتين مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، وكعضو في المحكمة، ستكون جنوب إفريقيا ملزمة بتوقيفه في حال حضوره إلى البلاد.