جرت العادة أن تعيش عائلة واحدة في منزل التشادية فانة حامد والآن تعيش فيه وفي ساحته 11 أسرة تكافح من أجل كسب قوت يومها من خلال بيع الحشرات المحمصة بعدما استقبلت أقاربها الفارين من الصراع في السودان.
وأفراد هذه الأسر من بين 90 ألف شخص فروا إلى تشاد إثر اندلاع القتال في السودان في منتصف أبريل مما شكل عبئاً إضافياً كبيراً على واحدة من أفقر دول العالم.
وقبل اندلاع الصراع الأخير كانت تشاد تستضيف 600 ألف لاجئ من دول الجوار التي مزقتها الحروب، كما أنها تعاني للعام الرابع على التوالي من نقص حاد في الموارد الغذائية.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي في مايو أيار الجاري من أن نحو 2.3 مليون شخص بشكل عام في حاجة ماسة إلى مساعدات غذائية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في مناشدة لزيادة الدعم الدولي إن «كرم الضيافة الاستثنائي المعهود من الحكومة التشادية وشعبها بدا جلياً مرة أخرى... لكن حجم هذه الأزمة يتطلب المزيد من التمويل لإنقاذ الأرواح».
وأصبح يتعين على فانة، وهي أرملة تبلغ من العمر 58 عاماً ولديها ستة أبناء، تدبير ما لديها من موارد بحذر حتى تتمكن من توفير الدعم لمن لجأوا لساحتها، والذين وصل معظمهم إلى قرية كفرون الحدودية صفر اليدين.
وبعدما اقتادتهم الظروف للتواجد معا في الساحة المفتوحة التي تحيطها الأسوار، تعمل النساء على طهي الطعام معاً في مجامر صغيرة في الرمال بينما يلعب الأطفال حولهن.
تقول كلثومة يحيى عبد الرحمن (78 عاماً) التي تقطعت بها السبل على باب حميت عند منتصف ليلة في أواخر أبريل «إنهم يتقاسمون معنا طعامهم ومرحاضهم وملابسهم وغير ذلك».
وقاد الوصول المفاجئ لأعداد كبيرة من الأفراد إلى الضغط على سوق السلع وقلص إمدادات المياه في المناطق الحدودية النائية والقاحلة في تشاد.
وتروي فانة أن أسعار السكر قد تضاعفت، كما ارتفعت أسعار الحبوب والفول السوداني.
وتصاعدت الخلافات بشأن استخدام المياه التي عادة ما يتم الحصول عليها من آبار جماعية.
وقال بعض اللاجئين في مخيم جونجور للاجئين جنوب كفرون لرويترز إن السكان المحليين منعوهم من السحب من المياه في قرية مجاورة فاضطروا لحفر آبار لهم في مجاري الأنهار الجافة.
وتضيف فانة أنها تحاول مساعدة «حتى اللاجئين الذين أقاموا خياماً في مناطق قريبة»، وتقول «إنهم يأتون إلينا للحصول على الماء... الوضع صعب على الجميع».