أعلن الجيش اللبناني أنه حرّر مواطنا سعوديا في «عملية نوعية» عند الحدود اللبنانية ــ السورية، بعد يومين من خطفه في بيروت.
وأفاد مصدر أمني بارز بأن المواطن السعودي مشاري المطيري اختُطف الأحد من قبل مجهولين بثياب عناصر أمن بسيارة رباعية الدفع عند واجهة بيروت البحرية حيث كان في أحد المطاعم. وذكرت قناة الإخبارية السعودية الحكومية، أن المطيري يعمل لحساب الخطوط الجوية السعودية، وطلب الخاطفون فدية مالية قدرها 400 ألف دولار.
وقال الجيش اللبناني على تويتر «تمكنت دورية من مديرية المخابرات من تحرير المطيري بعد عملية نوعية على الحدود اللبنانية - السورية»، مشيراً إلى توقيف عدد من المتورطين في عملية الخطف.
وبحسب المعلومات، فإن الخاطفين تشكيل عصابي يعمل في السرقة والتهريب ويتمركز على الحدود اللبنانية - السورية. وتم اقتياد المطيري إلى داخل الاراضي السورية حيث احتجز في منطقة وعرة بعيداً عن أجهزة الأمن السورية واللبنانية قبل إطلاق سراحه.
في المقابل، أشارت تقارير صحافية إلى أن الخاطف أفرج عن المواطن السعودي بعدما تمت مداهمة منزله في بعلبك. وأفاد تلفزيون «الجديد» اللبناني بأنه عندما علم الخاطف بتوقيف أفراد من عائلته وأقاربه خلال مداهمات الشراونة أطلق الموقوف وأرسله إلى نقطة على الحدود اللبنانية ـ السورية حيث تسلمه رئيس مكتب مخابرات الجيش في الهرمل المقدم زارا المولى.
وكانت قيادة الجيش أعلنت، في بيان، أن «قوة من الجيش نفذت في حي الشراونة عمليات دهم منازل مطلوبين على علاقة بخطف المطيري، كما تقوم بدهم معمل كبتاغون عائد للمطلوبين. وكان بعض منهم قد أطلق النار منذ بعض الوقت باتجاه مركز عسكري ومنزل عائد لأحد العسكريين، ما أسفر عن اشتباك بينهم وبين الجيش من دون وقوع إصابات».
ونوّه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان بـ «الجهد الكبير» الذي بذله الجيش للإفراج عن المخطوف، مؤكداً الحرص «على عودة جميع الإخوة العرب الى لبنان ومنع أي تهديد يطالهم، إضافة إلى منع استخدام الأراضي اللبنانية منطلقاً لأي عمل يهدد أمن الدول العربية وسلامتها».
وأكد وزير الداخلية بسام مولوي أن «تكامل الجهود وتوحيدها أدى الى تحرير المخطوف السعودي من قبل مخابرات الجيش في منطقة البقاع»، مشدداً على أنه ليس هناك خلفيات سياسية حول الحادث.
ومع أن الحادث ليس الأول من نوعه، نادراً ما شهد لبنان في السنوات الأخيرة عمليات خطف لرعايا عرب أو أجانب. وتعود آخر عملية خطف كهذه إلى يوليو 2022، حين اختطف سعودي لدى وصوله إلى مطار بيروت.
وثمن السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، تعاون جميع القوى لتحرير المواطن السعودي المخطوف. وقال: «نتوجه بالشكر إلى قيادة الجيش وقوى الأمن وشعبة المعلومات»، مثمنا تعاون جميع القوى اللبنانية وعلى رأسهم وزير الداخلية بسام مولوي وقائد الجيش جوزيف عون.
وأكد السفير السعودي في وقت لاحق أن المطيري بصحة جيدة وسيصل إلى السفارة قبل نقله إلى المملكة، فيما أفادت وسائل إعلام لبنانية وسعودية بوصول طائرة خاصة إلى مطار بيروت لإعادته إلى الرياض.
في سياق منفصل، ترددت معلومات متضاربة عن وقف الإمارات منح التأشيرات للبنانيين. وأفادت مصادر قناة «الغد» الإماراتية، بأن «الإمارات أوقفت تأشيرات دخول اللبنانيين بسبب تلقي تهديدات من حزب الله». وبحسب المعلومات، فقد بادرت أبوظبي إلى هذه الخطوة، بعد توتر مع حزب الله أعقب وفاة لبناني مسجون في الإمارات بسبب اتهامات مرتبطة بعلاقته مع الحزب. ووفقاً لهذه المعلومات، فقد وجه الحزب تهديدات للامارات مما دفعها الى هذا الإجراء. في المقابل، نفت مصادر لبنانية تبلغ لبنان بأي إجراء من هذا النوع، معتبرة أن ما يتداول هو في إطار الأخبار غير الدقيقة.