قبل أن يبدأ منتدى منظمة شنغهاي للتعاون بشأن الحد من الفقر والتنمية أعماله صباح امس الاول، أقامت اللجنة المنظمة حفلاً للإعلاميين، ألقى فيه سن داغونغ، عضو اللجنة الدائمة في مقاطعة شانسي للحزب الشيوعي ورئيس إدارة الإعلام، كلمة بحضور أكثر من 40 ممثلاً لوسائل الإعلام من 21 دولة من بينها الكويت والسعودية وقطر ومصر، وهم من دول «شركاء الحوار» والتابعة لمنظمة شنغهاي، قال فيها إن الصين فازت في معركة القضاء على الفقر منذ أن قرر الحزب الشيوعي الحاكم في عام 2012 السير في هذا الطريق وأن تستضيف بكين هذا المنتدى.
وعلى مدى ثلاثة أيام، وتحت شعار «التبادل والتعلم والتعاون المربح للجانبين» الذي يتوافق مع الاهتمامات المشتركة لدول منظمة شنغهاي، تم عرض التجارب الناجحة في إدارة الفقر ممارسات التنمية الريفية والمجتمعية، في منطقة «يانغلينغ» وهي أول منطقة وطنية لصناعة التكنولوجيا الزراعية وأول منطقة للتجارة الحرة الزراعية والوحيدة في الصين.
قاد حفل الافتتاح وانغ شياو، عضو الحزب الشيوعي والحاكم التنفيذي لمقاطعة «سانشي» وتوالى عدد من المسؤولين الصينيين والخبراء المختصين ووفود أجنبية بإلقاء وعرض كلماتهم وتجارب بلدانهم.
وأقامت « يانغلينغ « تعاوناً مع أكثر من 60 دولة في العالم، ودربت أكثر من 300 فني زراعي من 110 دول، وأعلن عضو الحزب الحاكم «داغونغ» أن الصين وبحلول عام 2020 أكملت المهمة الشاقة في القضاء على الفقر المدقع وخلقت معجزة في هذا المسار، موضحاً أن الرئيس الصيني وضع الأساس لتلك المهمة بالقول إنه لبناء بلد اشتراكي حديث نحتاج إلى تضييق الفجوة مع المناطق الحضرية وأن العمل الحقيقي سيكون في المناطق الريفية.
وسجلت الصين وباعتراف المجتمع الدولي أحد أهم إنجازاتها في الحد من الفقر وقدمت بذلك نهجاً جديداً منحها القدرة على إدارة الفقر العالمي وبكفاءة، اتبعت مفهوماً جديداً للتنمية، وتعهدت بالعمل على إيجاد مجتمع قادم للبشرية بدون فقر ولا جوع، مع تنمية مستدامة، معلنة مساهمتها بذلك.
وحضر المؤتمر قادة صينيون وممثلون رسميون ومنظمات دولية وخبراء من الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي والدول المراقبة وشركاء الحوار، والتي أشرف عليها ونظمتها «لجنة الحوار».
واختيرت مقاطعة «شانشي» لتكون منبراً للمنتدى نظراً لما تمثله وترمز إليه من قاعدة صناعية متقدمة في مجال العلوم والتكنولوجيا، فهي تضم 110 جامعات وكليات و1500 مؤسسة بحث علمي وأكثر من مليوني موظف مهني وتقني.
وهذه المقاطعة، محطة مهمة في مبادرة الحزام والطريق والخط الأمامي للانفتاح على الغرب، تضم ستة من ممرات النقل الشاملة من أصل العشرين التي خططتها الدولة وأربعة ممرات زراعية من الدرجة الأولى لها مجالات مميزة في الاستخدام الفعال بزراعة الأراضي الجافة. ونجحت الصين في إقامة «الأولمبياد الزراعي» وهو معرض استمر فترة طويلة، وتحولت إلى مركز للتعاون الدولي في مجال تكنولوجيا الزراعة.
وأثنى رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة على خبرة الصين المتقدمة في معالجة الفقر وأنها جديرة بالتعلم، بعد أن حققت الهدف الشامل للتنمية المستدامة لعام 2030، وقبل موعده بعشر سنوات، في حين أكد نائب محافظ مقاطعة «شانسي» أن لدى بلاده خطة لمنع عودة من تم انتشالهم من الفقر ومن خلال سياسة الحد من المخاطر وتبني المشروعات الريفية.
وخاضت الصين أكبر معركة ضد الفقر في التاريخ وانتشلت كل الفقراء في المناطق الريفية وفق المعيار الأممي على أساس خط الفقر العالمي والبالغ 1.9 دولار للفرد يومياً وخلصت ما يقرب من 900 مليون نسمة كانوا تحت خط الفقر المدقع موزعين على 832 مقاطعة و128 ألف قرية، وهؤلاء يمثلون%7 من إجمالي السكان.
واستنهضت الدولة معظم المؤسسات وأرسلت منذ العام 2012 عدد 2.9 مليون مسؤول يعملون في القطاع العام ونقلتهم إلى القرى لمكافحة الفقر، وخصصت 255 ألف فريق عمل ولجأت إلى أسلوب التوأمة بين المقاطعات الغنية والأخرى الفقيرة.
وفي مداخلته، اعترف الأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون بأن الفقر لا يزال يمثل تحدياً عالمياً، كما أطلق تقريرين في المنتدى حول الحد من الفقر في البلدان النامية والتكامل الزراعي في منظمة شنغهاي.
وتحول المنتدى إلى منصة لمزيد من التعاون الإستراتيجي وتبادل أفضل الممارسات بين الدول الأعضاء في كفاحها المستمر ضد الفقر والسعي لتحقيق التنمية المستدامة.
وأقامت الصين جامعة للزراعة ذات تخصصات عالية عملت على تقديم أبحاث في مجال التربة الوراثية للمحاصيل الزراعية ومكافحة الآفات والاستخدام الفعال في زراعة الأراضي الجافة.
توفر الطعام لثلث العالم
وبدوره قال الممثل المقيم للأمين العام للأمم المتحدة في الصين، إن%6 من سكان العالم ما زالوا تحت خط الفقر، أضيف إليهم مؤخراً 90 مليون نتيجة تغير المناخ والصراعات والحروب، وأضاف أن الصين على استعداد لتقاسم خبراتها مع الدول المحتاجة، مبيناً أن الصين تملك%9 من المناطق الزراعية في العالم، وتوفر ثلث الطعام لهذه الدول.
معالم التجربة الصينية
تناول خبراء صينيون معالم التجربة التي خاضتها بلادهم في الحد من الفقر والتي يمكن رسم هويتها على الشكل التالي:
1. تأمين إمدادات طاقة ثابتة إلى المناطق الريفية.
2. توفير سكن آمن ومياه شرب آمنة.
3. تعليم إلزامي لمدة تسع سنوات في المراحل الأولى.
4. تحسين نظام الرعاية الصحية وتأمين طبي أساسي ضد الأمراض الخطيرة والمزمنة وغيرها لكل الفقراء.
5. تعبيد الطرق من كل المناطق الريفية.
6. توفير خدمات اتصالات عبر 4G وخدمة بريدية.