قبل أسبوع من إصدار مجلس حكماء المؤسسة الدولية التابع للأمم المتحدة تقريره ربع السنوي بشأن أنشطة الجمهورية الإسلامية، أكدت أوساط إيرانية، التوصل إلى تفاهم جديد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن أحد المواقع الثلاثة التي تشهد تحقيقاً يتعلق بمزاعم عن وجود جزيئات يورانيوم مخصب بنسبة 83.7% أمس.
ونقلت تقارير إيرانية عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن تسوية تمت مع الوكالة الدولية بشأن موقع آباده بالقرب من مدينة شيراز المعروف في تقارير الوكالة بموقع «مريوان».
وأشارت إلى أن طهران وافقت في مارس الماضي على إعادة نصب عدد من كاميرات المراقبة في إحدى منشآتها النووية، لكن على ألا يتم إرسال معلوماتها إلى الوكالة الدولية بل يجري تخزينها في شرائح خاصة.
وذكرت أنه تمت تسوية الادعاءات المطروحة بشأن كشف جزيئات اليورانيوم المخصب بنسبة تقل قليلاً عن المطلوبة لصنع الأسلحة الذرية مع التحقيقات التي أجرتها الوكالة والتوضيحات المقدمة من جانب طهران.
ولفتت إلى أن موقع آباده «مريوان»، من بين 4 مواقع أخرى تم التوصل إلى حل بشأنها، ما خفض الملفات الخلافية بين الطرفين إلى موقعين فقط.
وربط محللون مراراً بين «مريوان» والبرنامج النووي العسكري السري لإيران، واتهموا طهران بإجراء تجارب شديدة الانفجار هناك في مستهل العقد الأول من القرن الحالي.
مفاوضات غير رسمية
في موازاة ذلك، كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن بلاده أجرت محادثات غير رسمية مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي عبر وسطاء وبمساعدة أوروبيين.
وأضاف عبد اللهيان في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، نشرت أمس، أن طهران أجرت مناقشات طويلة في فيينا، مشيراً إلى أنهم كانوا على وشك التوصل لاتفاق لكن محاوريهم طالبوا بالمزيد خلال المحادثات وهو ما أعاق تقدمها.
وأوضح أن طريق الدبلوماسية والمفاوضات مستمر، لافتاً إلى أن منسق المحادثات من الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا إضافة إلى كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني على اتصال مستمر، إضافة لاتصالاته مع ممثل الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وجاء الحديث الإيراني عن الحل الجزئي للخلافات التي شكلت حجر عثرة أمام تقدم مفاوضات طهران مع القوى الغربية بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بالتزامن مع بدء محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين زيارة لواشنطن لإجراء مباحثات مع مسؤولي صندوق النقد الدولي.
كما يأتي ذلك في وقت رحب أمين عام منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» هيثم الغيص، خلال زيارة هي الأولى له لطهران، بعودة الجمهورية الإسلامية الكاملة إلى سوق النفط عندما تُرفع العقوبات عنها، مؤكداً أن لديها القدرة على إنتاج كميات كبيرة من النفط في غضون فترة زمنية قصيرة.
تفاهمات الجوار
من جانب آخر، شدد وزير الخارجية الإيرانية، على أن التقارب مع السعودية سيمضي بمكونات ثابتة.
وأوضح عبداللهيان لـ«لو فيغارو» أن العلاقات مع الجيران تشكل أولوية في السياسة الخارجية لحكومة الرئيس إبراهيم رئيسي الحالية، لافتاً إلى أن ذلك دفع بلده لإجراء مفاوضات أمنية لعدة أشهر مع السعوديين في بغداد وعمان.
وتابع: «وأخيراً خلال زيارة الرئيس الصيني للسعودية، طرحت فكرة قوية على الطاولة. وكانت النتيجة وساطة صينية أتاحت اتخاذ الخطوة الحاسمة بين طهران والرياض، ولا نعتبر، في طهران، أن هذا التقارب هو اتفاقية تكتيكية».
وأضاف: «تحدثنا عن هذا المكون الاقتصادي خلال اجتماعي الأخير مع نظيري السعودي، وكلانا نتفق على تطوير علاقاتنا الاقتصادية والتجارية في وقت لاحق من الأشهر والسنوات المقبلة».
وحول الملف اليمني، قال وزير خارجية إيران «نرى أن المفاوضات في اليمن تحرز تقدماً». وتابع: «نتواصل مع جميع الأطراف باليمن لوقف القتال والذهاب لحوار».
في موازاة ذلك، صرح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، بأن «رئيسي أوعز لوزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة عقب تصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي، باستعداد إيران تطوير علاقاتها مع مصر».
في السياق، صرح الرئيس التنفيذي لشركة تطوير وإدارة الموانئ والمطارات في منطقة كيش عزت الله محمدي بأن إيران أطلقت خطاً جوياً مباشراً من كيش إلى دبي، مؤكداً تطلع بلده لإنشاء خط طيران إلى الدول الخليجية الأخرى حيث يتم حالياً بحث الخطوة مع بغداد ومسقط.
تصدير الأسلحة
في شأن آخر، أفادت مصادر لـ«الجريدة» بأن حشوداً عسكرية إيرانية تضم معدت ثقيلة تتحرك باتجاه الحدود الغربية مع إقليم كردستان العراق، بعد يوم من تجديد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، لنظيره الإيراني علي أكبر أحمديان، التزام بغداد بتنفيذ الاتفاق الأمني الأخير بين البلدين بشأن ضبط الحدود التي تنشط بها جماعات كردية معارضة للجمهورية الإسلامية.
من جانب آخر، أعلن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، أن بلده جاهزة لتصدير واسع النطاق للمعدات الدفاعية والعسكرية بهدف تطوير العلاقات الدفاعية وتعزيز الردع.
وقال باقري، إن طهران مستعدة لتطوير العلاقات مع دول أخرى في مختلف المجالات بما في ذلك التدريب ونقل الخبرات المكتسبة من خلال الأساليب العملية.
وفي وقت سابق الشهرالحالي، أكد وزير الدفاع العميد محمد رضا آشتياني، أن إيران ليس لديها أي قيود على تصدير واستيراد المعدات العسكرية.
رسالة إسرائيلية
من جهة ثانية، أطلق الرئيس الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ، رسالة إلى طهران، من مطار «بن غوريون»، قبل توجهه في زيارة وصفت بالتاريخية لجارتها الشمالية أذربيجان، حيث أكد أنه سيناقش مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف الروابط التاريخية والاقتصادية وأنشطة إيران التي تشهد علاقتها توتراً ملحوظاً مع باكو.
وقال هرتسوغ، إن «إيران عامل غير مستقر في المنطقة، وتواصل باستمرار إجراءات ضد إسرائيل وضد تحالف السلام والأمن المتنامي في المنطقة، وسأناقش هذا بالتأكيد».