ممثل الأمير: مخاطر تحيط بعالمنا العربي سياسياً واقتصادياً وأمنياً
• ضرورة تفعيل مبادرة الكويت لاستراتيجية شاملة وتكاملية للأمن الغذائي العربي
• حريصون على التعاون مع طهران وندين التدخلات الخارجية التي تمس سيادة أي دول عربية
• قلقون من رفض جماعة الحوثي تمديد الهدنة وندعم جهود الجزائر في تحقيق المصالحة الفلسطينية
• يجب تغليب الحوار للوصول إلى حل سياسي لأزمة أوكرانيا... ونتمسك بنظام دولي متعدد الأطراف
ألقى ممثل سمو أمير البلاد سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح كلمة دولة الكويت في أعمال الدورة الــ 31 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بالجزائر أمس.
وقال سمو ولي العهد في كلمته: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسرني، بداية، أن أنوب عن حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وأن أنقل لكم جميعاً تحيات سموه وتمنياته لكم بالتوفيق والسداد لكل ما فيه خير أمتنا العربية وخدمة قضاياها العادلة».
وأضاف: «كما يطيب لي ونحن على أرض الشهداء أن أتقدم إلى الرئيس عبدالمجيد تبون وإلى الشعب الجزائري الشقيق بأسمى آيات التهاني بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لثورة التحرير الجزائرية المباركة هذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعاً».
وتابع: «كما يسعدني أن أتوجه بالتهنئة إلى فخامته على رئاسته لأعمال القمة معرباً عن ثقتنا بأن خبرة فخامته وحكمته ستكللان أعمالها بالنجاح والتوفيق وبالشكر لفخامته وإلى حكومة الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية وشعبها على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والإعداد المميز لهذا اللقاء الهام».
ولفت سموه إلى أن «الشكر موصول لأخي رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد وحكومة تونس على متابعتها لأعمال القمة السابقة، مستذكرين جهود الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في خدمة أمتنا العربية وتعزيز عملنا العربي المشترك ولا يفوتنا في هذا المقام الإشادة بجهود معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية د. أحمد أبوالغيط وجهاز الأمانة العامة في الإعداد الجيد لهذا اللقاء».
وأشار الشيخ مشعل إلى أن «اجتماعنا يأتي اليوم في خضم تحديات جسام ومخاطر تحيط بعالمنا العربي وفي ظل هذه التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية المتعددة وتطوراتها المتسارعة فقد أضحى لزاماً علينا الدفع بالعمل العربي المشترك بمزيد من التنسيق والتعاون للتعامل معها عبر وضع تصورات واضحة معلنة تحقق الأهداف المنشودة لمنظومتنا العربية العريقة وتلبي طموحات شعوبنا».
القضية الفلسطينية
وأردف سموه: «من هذا المكان نجدد دعوتنا إلى المجتمع الدولي لإنجاح مسيرة السلام في الشرق الأوسط والوصول إلى حل دائم وشامل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. ولا يفوتني هنا أن أعرب عن دعمنا الكامل لجهود الجمهورية الجزائرية في تحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية وهي خطوة مهمة في ظل ما تشهده القضية الفلسطينية من تحديات».
سورية واليمن
وفيما يتعلق بالوضع في سورية، أكد ولي العهد أن «دولة الكويت تجدد موقفها الثابت بعدم وجود حل عسكري للصراع الدامي ولا بد من إفساح المجال أمام الحل السياسي الذي يحقق طموحات أبناء الشعب السوري ومطالبهم ويحقق لسورية أمنها وسيادتها ووحدة أراضيها». وحول الوضع في اليمن، أوضح الشيخ مشعل الأحمد: «فإننا نعرب عن القلق لرفض ميليشيا الحوثي تمديد الهدنة ورفضها للجهود التي بذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن وندعو الأمم المتحدة إلى مواصلة جهودها للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، مؤكدين دعم الكويت الكامل لتلك الجهود وصولاً إلى الحل السياسي للأزمة بما يحقق للأشقاء في اليمن تطلعاتهم إلى تحقيق الأمن والاستقرار».
وجدد سموه «إدانتنا واستنكارنا الشديدين للهجوم الإرهابي الذي استهدفت فيه ميليشيا الحوثي ميناء الضبة النفطي في حضرموت، والذي يعد انتهاكاً صارخاً للأعراف والقوانين الدولية وخرقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216»، داعياً المجتمع الدولي إلى «التحرك السريع والفاعل لردع مثل هذه الأعمال ومحاسبة مرتكبيها صيانة للأمن والسلم وحفظاً لإمدادات الطاقة وممرات التجارة الدولية».
العلاقات الإيرانية
وبشأن العلاقة مع إيران، شدد سموه على أن «دولة الكويت تؤكد حرصها على علاقات الصداقة والتعاون التي ترتكز على احترام مبادئ القانون الدولي في عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول وحسن الجوار، كما نؤكد موقفنا الثابت ودعمنا لحرية الملاحة في المياه الدولية وإدانتنا ورفضنا التام لجميع أشكال التدخلات الخارجية التي تمس سيادة أي من الدول العربية».
أوضاع أوكرانيا
وحول الحرب الروسية - الأوكرانية، قال سموه: «إننا نراقب جميعاً وبقلق شديد تطورات الأوضاع في أوكرانيا وتداعياتها الخطيرة على السلم والأمن الدوليين وتبعاتها السلبية على الأوضاع الإنسانية والاقتصاد العالمي. وتؤكد الكويت موقفها المبدئي والثابت في رفض التدخل العسكري ودعمها الكامل لكل الجهود الدولية والأممية الداعية إلى تغليب لغة الحوار واللجوء إلى الحل السياسي القائم على احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وبهذا الصدد ندعم ونشيد بدور جامعة الدول العربية والجهود المبذولة في سبيل المساهمة في حل النزاع وإيجاد حل دبلوماسي للأزمة».
النظام الدولي
وتابع ولي العهد: «إننا نجدد التأكيد على تمسك الكويت بالنظام الدولي المتعدد الأطراف ومبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة وتعزيز الوساطة والدبلوماسية الوقائية لتجنيب الأجيال المقبلة تبعات الحروب والنزاعات. وندعو للعمل على تطوير التعاون والتكامل الإقليميين والمشاريع المشتركة بين دولنا بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والتصدي الجماعي لتحديات المناخ من خلال تسريع الطموحات البيئية ودعم الابتكارات والشراكات في هذا المجال».
نؤكد موقفنا الثابت ودعمنا لحرية الملاحة في المياه الدولية.
لا حل عسكرياً للصراع الدامي في سورية
وأكد الشيخ مشعل أن «دولة الكويت تتابع باهتمام وعناية القضايا التي تقلق عالمنا العربي لاسيما مكافحة الإرهاب والتطرف وما يتعلق بالأمن الإقليمي والدولي. مشددين في هذا الإطار على الرفض التام لكل صور الإرهاب ومظاهره مجددين الدعوة لتضافر الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابع تمويله».
كما أكد على «ضرورة تفعيل المبادرة التي تقدمت بها الكويت وتضمنها قرار جامعة الدول العربية رقم 8766 الصادر عن الدورة العادية 157 بشأن تقديم مشروع استراتيجية شاملة وتكاملية للأمن الغذائي العربي وسبل تعزيزه. وندعو جهاز الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى متابعة مبادرة الأمن الغذائي العربي والعمل على أن توضع محل التنفيذ في أقرب وقت ممكن وفقا للآليات المتفق عليها». واختتم سموه كلمته بالقول: «أكرر الشكر لكم جميعا راجيا لأعمال القمة كل التوفيق والنجاح».