قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس إنه «لا أحد يريد المواجهة مع الصين ولا حرباً باردة معها»، مضيفا أن الاحتكاك الجوي الذي جرى بين البلدين قبل أيام «يؤكد الحاجة إلى اتصال مباشر مع الصينيين».

وأعلن الجيش الأميركي، أمس الأول، أن طياراً صينياً قام «بمناورة عدوانية غير مبررة»، بالقرب من طائرة استطلاع عسكرية أميركية تعمل فوق بحر الصين الجنوبي.

وأفادت القيادة الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، في بيان، إن الطائرة الصينية حلقت يوم الجمعة الماضي أمام طائرة الاستطلاع الأميركية «على مسافة 120 مترا من مقدمتها، مما أجبر الطائرة الأميركية على مواجهة اضطرابات سببتها» الطائرة الصينية، مؤكدة أن «طائرة الاستطلاع الأميركية من طراز آر-سي 135 كانت تقوم بعمليات روتينية بلا مجازفة، وبما يتوافق مع القانون الدولي، فوق بحر الصين الجنوبي في المجال الجوي الدولي».

Ad

من ناحيته، أعلن الجيش الصيني أمس أن طائرة الاستطلاع الأميركية «توغلت عمداً» في منطقة تدريب عسكري لـ «القيام بعملية استطلاع وتدخل». وقال الناطق العسكري الصيني، جانغ ناندونغ، إن الصين أرسلت طائرة لتعقّب ومراقبة الطائرة الأميركية، «بما يتوافق مع القوانين والقواعد». ونددت الحكومة الصينية أمس بما اعتبرته «استفزازا» أميركيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، إن «هذه المناورات الاستفزازية والخطيرة هي مصدر مشاكل للأمن البحري»، مؤكدة أنه «يتعين على الولايات المتحدة أن تتوقف عن هذه الاستفزازات الخطيرة على الفور».

يأتي ذلك بينما تشهد العلاقات بين بكين وواشنطن بالفعل توترا شديدا بشأن قضايا مثل تايوان، وتحليق منطاد صيني فوق الولايات المتحدة في أواخر عام 2022. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية أن «إرسال الولايات المتحدة المتكرر وطويل الأمد لسفن وطائرات لمراقبة الصين عن كثب يضر جدا بسيادة الصين وأمنها القومي»، مضيفة أن «الصين ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية سيادتها وأمنها بحزم».

وتظهر لقطات فيديو نشرت طائرة مقاتلة تمر أمام طائرة أميركية تهتز بفعل الاضطرابات الناجمة عن مرور المقاتلة الصينية.

وقال مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن هناك «زيادة مقلقة في عدد عمليات الاعتراض والمواجهات الجوية المحفوفة بالمخاطر في البحر»، التي تجريها الطائرات والسفن الصينية، مضيفا أن مثل هذه الأعمال «قد تؤدي إلى وقوع حادث أو سوء تقدير خطير».

وأوضح المسؤول العسكري: «نحن لا نعتبر أن (عمليات الاعتراض هذه) ينفذها طيارون يعملون بدون ترابط، بل نعتقد أن هذا جزء من مخطط متكرر على نطاق أوسع». وتأتي هذه المعلومات عن هذا الحادث الأخير غداة إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن بكين رفضت تلبية دعوة أميركية لعقد اجتماع هذا الأسبوع في سنغافورة بين وزيري دفاع البلدين لويد أوستن ولي شانغفو، لكن مسؤولا أميركيا أكد أنه لا علاقة بين الإعلانين.

وردا على سؤال حول هذا الموضوع لم تؤكد وزارة الدفاع الصينية ولم تنف رفض هذه الدعوة. وقال تان كيفي، المتحدث باسم الوزارة، في بيان، إن «الصين تولي أهمية كبيرة لتنمية العلاقات العسكرية بين الصين والولايات المتحدة والتواصل على جميع المستويات».

واضاف البيان أن «الولايات المتحدة مسؤولة مسؤولية كاملة عن الصعوبات الحالية في المبادلات بين الجيشين»، متابعا ان «الولايات المتحدة تواصل القول إنها تريد تعزيز التواصل لكنها من ناحية أخرى تتجاهل مخاوف الصين وتفتعل عقبات، ما يلحق ضررا بشكل خطير بالثقة المتبادلة بين الجيشين».

ويعمل أوستن وغيره من المسؤولين الأميركيين على تعزيز تحالفات وشراكات في آسيا، في إطار جهود للتصدي لنفوذ الصين المتنامي، في حين تفيد مؤشرات أولية بأن الطرفين يسعيان لاحتواء التوتر بينهما.

والتقى مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان كبير مسؤولي الشؤون الخارجية الصيني وانغ يي في العاصمة النمساوية في وقت سابق من الشهر الحالي، وقال الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخرا إن العلاقات بين واشنطن وبكين يفترض أن «تتحسن قريبا جدا».