كشف مصدر في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي لـ «الجريدة»، أن اللقاء الذي تم بين الأخير وسلطان عُمان هيثم بن طارق تطرق إلى 3 محاور هي: تعزيز العلاقات الثنائية، والمساعي لتحسين العلاقات مع مصر، وجهود استئناف المفاوضات حول الملف النووي.
وبحسب المصدر، فقد أكد خامنئي أن العلاقات المميزة بين مسقط وطهران، والتي لم تنقطع أبداً، يجب أن تحافظ على تميزها، وبالتالي ينبغي رفع مستوى العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين إلى مستوى العلاقات السياسية.
وأوضح أن الجانب العُماني أبلغ الإيرانيين أن مصر تتطلع كذلك إلى تحسين العلاقات بين القاهرة وطهران، لكن لديها هواجس يجب معالجتها، وبينها احتضان إيران لعناصر متهمة بالقيام بأعمال إرهابية ومطلوبة في مصر، فضلاً عن طريقة استغلال طهران للقضية الفلسطينية ودعمها الميليشيات في المنطقة.
وذكر أن خامنئي أبدى في المقابل استعداد طهران لتوقيع وثيقة تعاون أمني مع القاهرة تعالج جميع هواجسها، بما في ذلك منحها ضمانات بخصوص الأسلحة التي تسلمها طهران للفصائل الفلسطينية أو غيرها، وقد تعتبرها مصر تهديداً لأمنها القومي.
وفي مسألة مساعي مسقط للوساطة بين طهران وواشنطن للعودة إلى المفاوضات النووية، ذكر المصدر أن الجانب العماني أبلغ طهران أن واشنطن تريد منها تخفيض تعاونها العسكري والدفاعي مع روسيا، وعدم الذهاب إلى تعاون دفاعي شامل بين البلدين، إلى جانب وقف مساعدة روسيا على الالتفاف على العقوبات الغربية سواء عبر مشروع ممر شمال جنوب أو غيره، كبادرة حسن نية قبل استئناف المفاوضات.
وأضاف أن خامنئي شدد على أن إيران لا تزود روسيا بأسلحة لاستخدامها في الحرب بأوكرانيا، وأن موقف بلاده واضح ضد الحرب، أما التعاون العسكري التقليدي بين البلدين فإن طهران متمسكة به، وبحقها في التعامل مع كل الأطراف وفق مصالحها لتأمين أمنها القومي، وأوضح أن هذا التعاون ليس تهديداً لأي طرف.
وذكر أن خامنئي أشاد في المقابل بالمبادرة العُمانية بخصوص المفاوضات النووية المبنية على مبدأ «خطوة مقابل خطوة». وقال المصدر إن طهران مستعدة أن تمضي بهذه المبادرة والقيام بخطوات لكسب الثقة لكن دون أي شروط خارج إطار الاتفاق النووي بما في ذلك الربط بين المفاوضات والعلاقة مع روسيا.
وأضاف أن المرشد أبلغ الجانب العماني أنه إذا كانت واشنطن تريد الحد من نفوذ الصين وروسيا في إيران فعليها أولاً رفع العقوبات، والدخول في منافسة اقتصادية مع الشركات الصينية والروسية، موضحاً أن خامنئي أبدى انفتاحاً فيما يخص مساعي مسقط للتوصل إلى اتفاق لصفقة تبادل سجناء بين واشنطن وطهران.
وأفاد موقع «أكسيوس» الأميركي، أمس، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وأوروبيين، بأن منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بريت ماكغورك، أجرى خلال جولة معلنة شملت السعودية وإسرائيل زيارة غير معلنة إلى مسقط مطلع مايو المنصرم، وناقش مع المسؤولين في عمان إمكانية إجراء اتصالات دبلوماسية مع طهران بشأن برنامجها النووي.
وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار لـ «أكسيوس» إن البيت الأبيض يريد أن يرى عبر عُمان ما تريده إيران مقابل الحد من برنامجها النووي وتخفيف التوترات الإقليمية. كما صرح دبلوماسي أوروبي كبير لـ «أكسيوس» بأن أميركا تتعاون مع عمان فيما يتعلق بإيران.
ومع ذلك، نفى متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إجراء أي محادثات مع إيران للتوصل إلى اتفاق مؤقت أو تخفيف العقوبات.