«النواب» الأميركي يقر مشروع قانون سقف الدَّين العام
• بايدن: بشرى سارة للشعب والاقتصاد... والطريق الوحيد للمضي قدماً هو تسوية بين الحزبين
أقر مجلس النواب الأميركي تشريعاً للحد من الديون صاغه الرئيس جو بايدن، ورئيس البرلمان كيفن مكارثي، من شأنه أن يفرض قيوداً على الإنفاق الحكومي خلال انتخابات عام 2024، ويتجنب التخلف عن السداد في الولايات المتحدة المزعزع للاستقرار.
وانضم المشرعون من كلا الحزبين للموافقة على مشروع القانون 314-117 مساء الأربعاء، وإرسال الإجراء إلى مجلس الشيوخ للنظر فيه مع اقتراب الموعد النهائي الافتراضي. ويعزز التصويت سمعة بايدن من حيث البراغماتية، والعمل عبر الخطوط الحزبية، بينما يسعى للحصول على فترة ولاية ثانية، ويسمح لمكارثي بادعاء النجاح في أول اختبار رئيسي له كمتحدث.
وحصل الاتفاق على دعم ثلثي الجمهوريين في مجلس النواب، وهو إظهار مهم للثقة لمكارثي، الذي تجعله أغلبيته الضيقة من الحزب الجمهوري عرضة لتحديات الأعضاء الساخطين. لكن مشروع القانون حصل في نهاية المطاف على أصوات من الأقلية الديمقراطية أكثر من الأغلبية في الحزب الجمهوري، وهي حقيقة سيستخدمها النقاد المحافظون للقول بأن المتحدث أبرم صفقة خاسرة، وفقاً لما ذكرته «بلومبرغ»، واطلعت عليه «العربية.نت».
وكانت النتيجة لحظة نادرة لاتفاق بين الحزبين في واشنطن المنقسمة بشكل مرير.
ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن بـ«الخطوة الأساسية» التي اتّخذها مجلس النواب بإقراره الأربعاء مشروع قانون يعلّق العمل حتى 2025 بسقف الدين العام، ويجنّب تالياً الولايات المتّحدة التخلّف عن سداد ديونها.
«داو جونز» يتراجع 134 نقطة عند الإغلاق... و»ناسداك» يسجل مكاسب شهرية بنسبة %6
وقال بايدن في بيان إنّ «مجلس النواب اتّخذ اليوم خطوة أساسية إلى الأمام للحؤول دون أن تتخلّف» الولايات المتّحدة، لأول مرة في تاريخها، عن سداد ديونها، مشدداً على أن «الطريق الوحيد للمضي قدماً هو تسوية بين الحزبين» الديموقراطي والجمهوري.
ووصف بايدن، الذي شاهد التصويت على التلفزيون، نتيجة مجلس النواب بأنها «بشرى سارة للشعب الأميركي والاقتصاد الأميركي».
ومن شأن مشروع قانون الدين أن يزيل التهديد بحدوث أزمة تخلف أخرى للفترة المتبقية من ولاية بايدن الحالية، حيث سيتم تعليق سقف الديون حتى 1 يناير 2025. في المقابل، وافق الديمقراطيون على وضع حد أقصى للإنفاق الفدرالي حتى عام 2025، مما يؤدي على الأرجح إلى تقليص النفقات في الخدمات الحكومية المقدمة.
ويتجه الاتفاق الآن إلى مجلس الشيوخ، حيث الموافقة شبه مؤكدة والسؤال الوحيد هو التوقيت.
وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، في وقت سابق الأربعاء، إن الإجراء قد يتم التصويت عليه في أقرب وقت يوم الخميس، قبل أيام من الموعد النهائي الافتراضي في 5 يونيو.
وقد يكون لقيود الإنفاق في الصفقة تأثير كبير على الأفراد، ولاسيما خريجي الجامعات الشباب الذين سيتعين عليهم استئناف مدفوعات قروض الطلاب وبعض الأميركيين ذوي الدخل المنخفض الذين يعانون من قيود المزايا أو خفض الخدمة. لكن خبراء الاقتصاد في «مورغان ستانلي» يقدرون أن الحزمة بأكملها سيكون لها «تأثير ضئيل على الاقتصاد الكلي للولايات المتحدة، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى إضعاف النمو العام المقبل بعشر نقطة مئوية».
وتُترك الخيارات الصعبة حول كيفية تعديل الخدمات الحكومية للكونغرس في الغالب للتفاوض في حزم إنفاق منفصلة مستحقة قبل 1 أكتوبر من السنة المالية الفيدرالية التالية.
ويتوقع مكتب الميزانية في الكونغرس أن تتطلب سقوف الإنفاق 64 مليار دولار من التخفيضات في العام المقبل، على الرغم من أن مسؤولي البيت الأبيض يزعمون أن لديهم صفقة جانبية لمواجهة معظم تلك التخفيضات، والتي ترقى فعلياً إلى تثبيت إجمالي للإنفاق.
ومع ذلك، فإن الاتفاق يمثل نقطة تحول نحو كبح جماح الإنفاق الحكومي بعد سنوات من عمليات الإنقاذ ذات الصلة بكوفيد التي حطمت الرقم القياسي ومبادرتين بارزتين لبايدن لإطلاق العنان لاستثمارات حكومية كبيرة في البنية التحتية ومكافحة تغير المناخ.
ومع ذلك، شجب المحافظون المتشددون الحل الوسط لعدم تلبية مطالب الجمهوريين بتخفيضات أكبر في الإنفاق ومتطلبات عمل أكثر صرامة لمتلقي المساعدات الغذائية، وغيرها من مساعدات مكافحة الفقر.
الغضب بين المحافظين المتطرفين بشأن التنازلات يشكل خطراً جدياً على مكارثي لأنه قد يطرد من وظيفته حتى من قبل مجموعة صغيرة من الجمهوريين بسبب الأغلبية الضيقة لحزبه.
وقال النائب الجمهوري دان بيشوب يوم الثلاثاء إنه سيدعو للتصويت على عزل رئيس البرلمان.
كما غضب التقدميون الديمقراطيون من خفض الإنفاق في الاتفاقية، والبنود التي تسرع في منح التصاريح لمشاريع الطاقة ومتطلبات العمل الموسعة للمساعدات الغذائية الفيدرالية لمنخفضي الدخل.
وكانت مؤشرات الأسهم الأميركية تراجعت في نهاية جلسة الأربعاء، قبيل انعقاد مجلس النواب للتصويت على مشروع قانون سقف الديون.
وعلى صعيد الأسهم الفردية، انخفض سهم «آيه آيه بي» بنسبة 35 في المئة، بعد أن خفضت شركة مبيعات التجزئة لقطع غيار السيارات توقعاتها للعام بأكمله.
وفي نهاية التداولات، هبط مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.4 في المئة أو 134 نقطة إلى 32908 نقاط، وسجل خسائر شهرية بنسبة 3.4 في المئة.
كما انخفض «S&P 500» بنحو 0.6 في المئة، ما يعادل 25 نقطة عند 4180 نقطة، وتراجع مؤشر «ناسداك» بنحو 0.65 في المئة أو 82 نقطة إلى 12935 نقطة، لكنهما سجلا مكاسب شهرية بنسبة 0.2 في المئة و6 في المئة على التوالي.
وجاءت مكاسب «ناسداك» الاستثنائية هذا الشهر بفضل الحماس حول الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وتحديدا بفضل الارتفاع الحاد لسهم «إنفيديا» الذي تجاوز 35 في المئة خلال مايو.