أيام قليلة تفصلنا عن يوم الاقتراع الذي ستحسم خلاله نتائج الوصول الى قاعة عبدالله السالم لخمسين نائبا يمثلون الشعب الكويتي من مختلف فئاته وطوائفه ومناطقه، وفي صباح السابع من يونيو ستشرق شمس جديدة لديموقراطيتنا التي شهدت أحداثا على مدار سنوات من التجريح وغيرها من وسائل التلاعب، والمسؤولية في السادس من يونيو ستقع على عاتق الناخبين الذين بيدهم أن يصنعوا مجداً حقيقياً لمرحلة مقبلة يفترض أن تكون أكثر ازدهارا وتنمية وإطلاقا للمشاريع وتمرير القوانين التي يفترض أن تصب في مصلحة الوطن والمواطنين أولاً وأخيراً بعيداً عن أصحاب المصالح الذين يسيل لعابهم عادة أمام الأموال، ليكون صوتهم ضد الشعب في الكثير من القرارات والقوانين المصيرية التي يعتبرونها هدراً بينما هم يتمددون عبر المناقصات واختلاس جيوب المواطنين من خلال نوافذهم المتعددة التي يضطر الجميع للمرور منها بسبب الحاجة لها، بعد أن أيقنوا أن الدور الحكومي مهمش تجاه هؤلاء.
إن المسؤولية في اختيار من يمثل الشعب الكويتي كبيرة جداً سنحاسب عليها إذا كان الاختيار خطأ وفي دائرة المصالح والقبلية والطائفية والعنصرية والفئوية وغيرها من الاعتبارات التي هي وراء تراجعنا. إن صوتك أمانة لا مجرد شعار نردده وكلام معسول نغذي به أفكارنا، فلتتمالك أصابعك نفسها يوم الاقتراع لإبعاد من سيشوهون العمل الديموقراطي ويهدمون ما تبقى لنا من أحلام وآمال وابتسامة جافة، ولنكن على قدر المسؤولية لنحافظ على هذا الوطن الذي أعطانا الكثير وينتظر منا رد الجميل بعد أن أرهقته الأزمات المتتالية والصدمات التي ليس لها موقع معين ولا مركز مستقر.
هل نحن قادرون على صنع التغيير؟ وهل ستكون رسالة بصرخة مدوية ضد من تطاولوا على ديموقراطيتنا؟ وهل ستكتمل الصورة لنصنع الغد الجميل الذي طالما انتظرناه لننتقل إلى مرحلة العمل والإنجاز؟ كل هذه الأسئلة ستكون إجابتها بقلم الاختيار الذي سيحدد مستقبل الأيام القادمة وما ستحمله من نهضة وعمران، أو العودة للمربع الأول أمام تحديات التهديد والتلويح والتعطيل والدخول في دوامة التجاذبات والصراعات.
آخر السطر: الكويت تنتظر من أبنائها الأوفياء صنع القرار عبر رسالة الأحرار من قيود العابثين في مستقبل هذا الوطن الجميل... فلتشرق شمس الديموقراطية ولتعد درة الخليج إلى مكانتها.