بالعربي المشرمح: أنتم السبب فلا تلوموا المواطن!
حالة الإحباط التي تعم الناخبين ليست جديدة، ولا يمكن بحال من الأحوال أن نحمل المواطنين مسؤوليتها، خصوصاً أن ساستنا هم من خلق هذه الحالة، وهذا الواقع العبثي الذي نعيشه اليوم، بل منذ عدة سنوات مضت. ما نعيشه اليوم هو نتاج ما فعله الساسة بنا طوال سنوات مضت، ونتيجة صراعهم على مراكز النفوذ ومقدرات الدولة غير مكترثين بمصلحة البلاد والعباد، خصوصاً أن الشعب حاول عدة مرات أن يدفع بعناصر وطنية وسياسية لإنقاذ هذا التراجع الذي نعيشه اليوم، ولكن سرعان ما يفشله من سيطر على مفاصل الدولة، وسيستمر هذا الصراع ما لم يتدخل العقلاء لنزع فتيل هذا العبث، وإنهاء حالة الصراع المدمر الذي بلغ ذروته في هذه الانتخابات التي أقل ما يمكن وصفها بأنها انتخابات كسر العظم والمعركة الفاصلة بين أطراف الصراع، ونتيجتها مهما كان المنتصر بها ستكون كارثية على الجميع.
نتائج الانتخابات القادمة ستكون مفصلية، ومهما كان الفائزون فلن تكون أملاً لنهاية هذا الصراع، وستكون الموالاة سابقا هي المعارضة القادمة، والعكس صحيح، كما حصل في 2022 وبهذا سيستمر الصراع والتناحر، وذلك بسبب ما صنعه الساسة خلال السنوات الماضية من واقع مرير وبعيد كل البعد عن العمل السياسي والوطني الرزين، بل هو عمل لخلق مراكز قوى ونفوذ للسيطرة على القرار ومقدرات الدولة ولا علاقة له بالوطن والمواطن. انتخابات 2023 التي نعيشها هذه الأيام بإشاعاتها واتهامات طرف للطرف الآخر والتركيز على الصراع بين القوى المتصارعة دون أي اعتبار لمشاكل البلاد والعباد تجعل الناخب محبطاً ويائساً من المشاركة، وهو ما يريده أطراف هذا الصراع كما حدث حين تمت مقاطعة الانتخابات بعد حكم تحصين الصوت الواحد، والفراغ الذي حدث وما تبعه من قوانين أقصت شخصيات وطنية عدة من المشهد السياسي لتحل محلها شخصيات هلامية لا تفقه في السياسة ولا العمل السياسي.
يعني بالعربي المشرمح: لا يمكن تحميل الناخبين مسؤولية حالة العبث والإحباط واليأس طالما أن الشخصيات السياسية والوطنية تخلت عن مسؤوليتها إما بالابتعاد عن المشهد أو بالدخول في هذا الصراع، وتركت المواطن فريسةً لهذا العبث، فالمواطنون بحاجة لقيادة المؤسسات المدنية والشخصيات السياسية الوطنية المتزنة ووسائل الإعلام والمثقفين المخلصين لوطنهم وشعبهم حتى يستطيعوا أن يخرجوا من هذه الحالة المحبطة والعبثية المدمرة، أما والحال كما نراها ونشاهدها فلا أعتقد أنها ستكون أفضل مما كانت، ونسأل الله أن يحفظ الكويت ويعيد لها مكانتها التي تستحق.