لهجتنا في القرآن (2)

نشر في 02-06-2023
آخر تحديث 01-06-2023 | 19:59
 د. محمد عبدالرحمن العقيل

في هذا المقال نستكمل ذكر المعاني والكلمات المستخدمة في اللهجة الكويتية، والتي يعود أصلها اللغوي إلى القرآن الكريم، ولا بد أن أنبه بأني حرصت على مراجعة كتب اللغة، ومجموعة من التفاسير الميسرة، وحتى لا يطول المقال اكتفيت بكتابة جزء من الآية، فقد أصبح من السهل جدا للقارئ إيجاد اسم السورة ورقم الآية بواسطة البرامج الحديثة للقرآن، وكذلك لم أتقيد بذكر الآيات بالتسلسل الأبجدي، لحرصي على انتقاء بعض المعاني، ففي كتابة المقال يحرص الكاتب على توصيل الفكرة أكثر من التوثيق، ويجوز في المقال ما لا يجوز في غيره.

«يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ»، شخص حكيم وعادل، وفي العامية نقول (ريال عدل) شخص متزن ورزين، و«يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ» يدير الأمور، يقال باللهجة عن الشخص المدبر (مدبر عمره)، ونقول عمن لا حيلة له (ما عنده دبره).

«وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ»، التعريض هو التلميح بالشيء في مجمل الكلام، وبالعامية نقول (عرّض بالحجي) يعني لمّح، وأما (الحجي) فمأخوذة من كلمة الحكي، واستبدلت الكاف بالجيم الفارسية، حجاية = حكاية. «كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا»، يقصد مجازا بأختها المشابهة لها، وكذلك في العامية نقول عن شدة التشابه (أختها بالضبط)، «وَقُولُوا حِطَّةٌ»، أي اغفر ذنوبنا، ونقولها بالعامية (حطّه تحت) أنزله من الأعلى، أو ضعه. و«وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ»، أي صرعه على وجهه، وهذا ما تعنيه الآية الكريمة، وأما تلّه في اللغة فلها عدّة معان، منها ألقاه على عنقه، وأما قول «تل الحبل» أي أرخاه، ويقال «تل الشيء في يده» أي وضعه، أو دفعه إليه، أو رفعه وحمله، وأما في اللهجة فأغلب ما يقصد بها هو السحب، فنقول (تل الحبل) أي سحب الحبل.

«وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ»، الفؤاد القلب، ويكثر التعبير عنه في العامية لدى النساء، بقولهن (وا فّادي عليه) بتشديد الفاء، وحذف الهمزة للتخفيف، أي (وا فؤاداه) وهو «نداء المحزون»، كقول المتنبي: «وا حرّ قلباه ممن قلبه شبم». و«ذٰلِكَ ٱلْخِزْيُ الْعَظِيمُ» الخزي العار والفضيحة، وتستخدمها النساء في العامية بقولهن (وا خِزيا) أي يا للعيب. و«وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ» الشح هو البخل الشديد، وفي اللهجة نقول فلان (شحيح).

«فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ»، تلقف أي تبتلع أو أخذها بسرعة، وبالعامية نقول (لقفها) أي التقطها بسرعة،

«نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا»، الخَرْج: الضريبة أو الحصة، ويقال بالعامية (هذه خرجيتك) نصيبك أو حصتك، أو رزقك. و«وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً»، كتبت في المصحف الشريف بالصاد وفوقها حرف السين، فهي تكتب بالصاد وتنطق بالسين في قراءة حفص، وتنطق بالصاد على طريقة إحدى القبائل العربية التي كانت تفخّم السين التي تأتي قبل الطاء، والبسطة في اللغة هي الطول والامتداد، ولها المعنى نفسه بالعامية، وقد تولّد منها معنى آخر، فنقصد (بالبسطة) المكان الصغير المخصص للبيع.

back to top