فيصل النصف: الحكومة تتحمل مسؤولية عجز القطاع السياحي

• خصّ طلاب «الجوهر» في أول ظهور إعلامي له بحلقة حوارية عن إنجازاته الفندقية ومسيرته الريادية

نشر في 04-06-2023
آخر تحديث 03-06-2023 | 20:49

رأى نائب رئيس مجلس إدارة شركة الفنادق الشرقية فيصل النصف أن «الخصخصة تشكل فرصة للخروج من الترهل الحكومي، فالمشاريع الناجحة دائما تكون غير حكومية»، مبديا أسفه «لانعدام السياحة وعجز القطاع السياحي في الكويت، وحتى التجارة، وهنا تتحمل الحكومة المسؤولية».

واعتبر رجل الأعمال الرائد في الصناعة الفندقية أن «مسؤولية أزمة المناخ هي مسؤولية جماعية تقع على الحكومة والبنك المركزي، مرورا بالمصارف ووزارة التجارة والصناعة».

الخصخصة تشكل فرصة للخروج من الترهل الحكومي فالمشاريع الناجحة دائماً تكون غير حكومية

النصف، الذي يعد مدرسة في المجال الفندقي، حيث كان أول فندقي في الكويت خلال السبعينيات، حل ضيفا على برنامج الجوهر للتدريب الإعلامي في أول ظهور إعلامي له. وعلى مدى ساعتين من الزمن، حاوره متدربو البرنامج حول محطات حياتية هامة في مسيرته المهنية والإنسانية، حيث نظمت أكاديمية لوياك للفنون «لابا» الحلقة التي أقيمت في فندق فوربوينتس شيراتون، عقب تدريبات مكثفة لشباب وشابات من الكويت ولبنان ومصر حول أسس الحوار الإعلامي، تحت إشراف الإعلامية القديرة رانيا برغوت.


برغوت تكرّم النصف بشهادة تقدير برغوت تكرّم النصف بشهادة تقدير

وحضر الحلقة نخبة من شخصيات المجتمع الرائدة، منهم د. هلال الساير، وضرار الغانم، ووليد النصف، وفهد أبو شعر، ومنير عامر.

المسيرة المهنية

استهلت الحلقة بالحديث عن نشأة النصف، وحياته الشخصية ومنها إلى مسيرته المهنية، بحيث أصبح أحد أهم رواد الأعمال بالكويت في قطاع الفندقة والاقتصاد، وبدأت الحلقة بمحور المشاركة قمر الموسوي من لبنان، تحدث فيه ضيف «الجوهر» عن طفولته قائلا: «كانت طفولة هادئة مليئة بالحنان والدلال»، كونه الولد البكر في العائلة.

الدراسة في إنكلترا والسفر للسويد جعلاني أعشق الجو الفندقي بعيداً عن الحياة الروتينية

وأضاف: «كنت أرافق والدي إلى عمله وإلى صيد السمك والصيد البري، وفي عمر المراهقة تحججت وابن عمي جاسم بضرورة السفر إلى إنكلترا لتعلم اللغة الإنكليزية، حيث كنا نطمح إلى زيارة الغرب وأوروبا، وكنت حينها قد زرت فقط لبنان عندما كان عمري 12 سنة، وكان لبنان بالنسبة لنا بلد الأشجار والصنوبر، وذلك الجبل ببرودة طقسه وجماله، كما كنا نستمتع بالمأكولات اللبنانية والسينما».

وعن دراسته الجامعية في المملكة المتحدة، قال: «هناك تعرفت على ثقافة مختلفة في المطبخ والمأكولات، وواجهنا صعوبات عديدة، حيث كنا بداية نتواصل بالإشارة، لكننا تأقلمنا لاحقا ونسجنا العلاقات والصداقات».

وتابع في حديثه للمشاركة فجر العوضي: «بعد أن تطورت لغتنا الإنكليزية، اختار لنا المكتب الثقافي كلية التجارة في مانشستر، حيث تعرفت على الدكتور هلال الساير من خلال اجتماع اتحاد الطلبة، واتفقنا على السكن في شقة واحدة حولناها لاحقا إلى ما يشبه الديوانية، إذ تعلمت الطبخ وكنا نقيم موائد الطعام والولائم والعزائم».


طلاب «الجوهر» مع النصف وبرغوت طلاب «الجوهر» مع النصف وبرغوت

واسترجع المشارك زياد أمان «العلاقة القوية التي جمعت والد النصف وأعمامه مع المغفور له الشيخ عبدالله السالم، حتى باتت عبارة عن علاقة زمالة لبناء الوطن». وقال فيصل النصف: «كان عمي نصف صديق الشيخ عبدالله السالم ومستشاره الدائم، وكان بارعا في المجال السياسي، أما عمي محمد فكان صديق الشيخ جابر الأحمد، وكان والدي متعمقا في التجارة وعمي حمود كذلك، لكن في الهند. وقد ورثنا من العائلة الوفاق والترابط ومشينا على خطى الآباء. ومن مقومات النجاح أن يكون المرء مستمعا جيدا، أعصابه باردة ومستوى تعليمه عاليا».

مقومات النجاح أن يكون المرء مستمعاً جيداً وأعصابه باردة ومستوى تعليمه عالياً

واستهلت المشاركة رانيا العدوي محورها قائلة: «ضيفنا كريم ومعطاء بلا حدود، يتميز بروحه الهادئة، وهو يعشق الطبخ وكرة القدم». وسألت عن المواقف الطريفة في رحلاته وأسفاره، خصوصا أنه زار العديد من الدول بينها الأمازون والمغرب والهند وأوروبا الشمالية. وسرد ذكرياته مع رحلة البرازيل: «فقد كانت رحلة غريبة ومختلفة، خصوصا الأمازون، حيث وصلنا بعد رحلة طويلة ومرهقة، وأراد أصحاب الفندق الاهتمام بنا، فمنحونا جناحا في الأعلى، والصدمة أن الفندق لم يكن يحتوي على مصعد، فصعدنا العديد من السلالم، ووصلت على آخر نفس، وقلت لزوجتي فارعة، لن ننزل ونصعد سوى مرة صباحا وأخرى مساء».

وعن تطور علاقته بالسيدة فارعة من علاقة مهنية إلى علاقة إنسانية قوية، قال: «فارعة شريكتي في كل شيء، في العمل والحياة، علاقتنا قوية وندية قائمة على الاحترام والتقدير والتشجيع، وقد نجحت فارعة في مشروعها لوياك، وكان من واجبي الوقوف بجانبها ودعمها، فهي إنسانة معطاءة ومجدة بالعمل، حتى انها تعمل وهي في أيام إجازتها».


طالبة «الجوهر» فجر العوضي تحاور النصف طالبة «الجوهر» فجر العوضي تحاور النصف

وفي الجانب الأبوي، قال الريادي الكويتي: «أنا كأي أب يطمح إلى تربية أبنائه أفضل تربية، لكنني دائما أتعامل معهم كأصدقاء وكأشخاص كبار، وأتفاهم معهم بكل احترام وأمنحهم الحرية لأنني كنت مثلهم في سنهم، لكنني أتدخل فقط عندما أجد ضرورة لإعطاء النصائح من أجل تصويب الأمور، مع المحافظة على الأسلوب الهادئ».

إنشاء الشيراتون

وتمحور سؤال المشارك يوسف الدقباسي حول فكرة إنشاء الشيراتون، فقال النصف: «بدأ الشيراتون في مراحله الأولى عبارة عن شقق، وبالصدفة اقترح محامي الشيراتون في الكويت على الشركاء الثلاثة (النصف والفهد والشايع) تحويله إلى فندق، وهكذا حصل وتطور المشروع. حتى بات الشيراتون مقصدا للرؤساء وكبار الشخصيات والمديرين والممثلين والمشاهير، وشهد توقيع اتفاقيات مهمة، بينها اتفاقية أوبك».

ولفت إلى أنه اضطر لبيع شركته المعنية بتوريد المواد الغذائية «بعد قرار اتحاد الفنادق بشرائها وإلا تأسيس شركة مماثلة». وعن مشروعه في الأردن وصموده ست سنوات رغم الخسائر، رأى أن «أي مشروع لا يمكن إغلاقه على الفور، ويجب منحه الوقت لتقييم الفرص والنتائج. لكن للأسف كانت حينها القوانين صعبة في الأردن وكانت الفنادق الفاخرة محدودة».

تدربت في «شيراتون» السويد ولندن وعملت في خدمة الغرف وصادفت قصصاً طريفة

واستعاد الفندقي البارع بدايات مسيرته المهنية، قائلا: «عندما طلبت من أعمامي العمل في الفندق، طلبوا مني الخضوع لتدريب مكثف، نظرا لعدم امتلاكي خبرة في المجال. وحينها كان فندق الشيراتون في أوروبا، موجودا فقط في السويد ولندن، فسافرت إلى السويد وتدربت مدة ستة أشهر في استوكهولم، ومن ثم خضعت لفترة تدريبية مماثلة في شيراتون هيثرو بلندن، وقد عملت في خدمة الغرف وصادفت العديد من القصص الطريفة، غير أن الدراسة في إنجلترا ومن ثم سفري للسويد جعلاني أعشق الجو الفندقي وما يحمله من علاقات واسعة على مستوى عالمي، بعيدا عن الحياة الروتينية».

وتطرق المحور الأخير من الحلقة إلى فترة الغزو وبداية توتر العلاقة بين العراق والكويت، حيث سأل المشارك حسين سنا: «هل كان الغزو مفاجئا لكم أم كنتم تتوقعونه؟»، وأجاب النصف: «كنا نتوقع حدوث شيء لكن عند الحدود، ولم نكن نتوقع الغزو بهذه السرعة. كنت حينها في المنزل مع ضيوفي واستفقت فجرا على أصوات المدافع، فاتصلت بالفندق لأبلغهم أن العراقيين دشّوا الكويت، وإذ بهم يبلغونني أن العراقيين أصبحوا في اللوبي، ونصحوني بألا أقترب من الفندق، وهذا كان أول خبر صادم، بحيث استخدموا الفندق لتناول المأكولات والخدمات، لكن مقرهم العسكري كان خارج الفندق، وفق اعتقادي، وقد غادر الكثير من موظفي الفندق حينها، وصمد فقط الفلسطينيون منهم».

«الشيراتون» بدأ كشقق قبل تحويله إلى فندق ومقصد للرؤساء وكبار الشخصيات والمشاهير

وأردف: «عائلتي الصغيرة كانت خارج الكويت، لكن إخواني وأخواتي كانوا داخل البلاد، وكانت الأخبار تتضارب بين الانسحاب من عدمه، غير أننا كنا نشجع بعضنا، وثابرنا على الخروج لشراء حاجاتنا، وبتنا على دراية بكيفية التعاطي مع نقاط التفتيش، وبعد فتح الحدود غادرت باتجاه السعودية، ومن ثم إلى البحرين ففرنسا، وتم اختياري بعد التحرير عضوا في الهيئة العامة لتقدير التعويضات، لكوني أمثل قطاع الفندقة».

خبرة تجاوزت نصف قرن وتمنيات بتوثيق المسيرة

أعرب المشاركون عن إعجابهم وتقديرهم لإنجازات النصف الذي يملك خبرة فندقية امتدت لأكثر من خمسين سنة، متمنين عليه توثيق مسيرته ونجاحاته، لا سيما أنه بدأ حياته المهنية من الصفر، وتنقل من خدمة الغرف إلى المطبخ، حيث برع في إعداد المأكولات وتمكن عبر السنوات من تحقيق اسم لامع في الصناعة الفندقية.

وتخلل الحلقة الحوارية عرض مقتطفات من مقابلة أجريت مع النصف في الذكرى الـ25 لانطلاق شيراتون الكويت، كما وجهت نادية أحمد وابنتها روما رسالة عبر فيديو مصور، قالت فيها: «بابا فيصل ممتنة لوجودك في حياتنا ولمساهمتك القيمة تجاهي، فأنت الداعم الأكبر لي بعد جدي».

«الجوهر» بالموسم الثالث

يذكر أن «الجوهر» للتدريب الإعلامي، البرنامج الأول من نوعه في المنطقة، ينفذ في موسمه الثالث برعاية شركة المركز المالي الكويتي (المركز)، وجريدة «الجريدة»، وشركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن (هيسكو)، وفندق فوربوينتس شيراتون.

ويقدم البرنامج للشباب العربي ورش عمل إعلامية مكثفة على يد أبرز الإعلاميين العرب، لتدريبهم على فنون ومهارات الحوار الإعلامي، لمحاورة ضيوف رياديين تركوا بصمة في شتى المجالات بالوطن العربي.

back to top