سفير روسيا: نحترم سياسة الاتّزان والحكمة للكويت
• جيلتوف: روسيا دولة مهمة للكويت ولا شيء يؤثر على علاقاتنا
• «نحن مهتمون بإلغاء تأشيرات الدخول للكويتيين مقابل معاملتنا بالمثل»
رحب السفير الروسي الجديد لدى البلاد، فلاديمير جيلتوف، بالتعاون مع الصحافة الكويتية، «لأنّ هناك درجة كبيرة من الحرية التي تحظى بها الصحافة الكويتية رغم حساسية الإعلام العربي في هذه المنطقة»، مشيراً الى أن «الصحافة التي كانت في التسعينيات مختلفة تماماً عن صحافة اليوم، نظراً إلى ظواهر جديدة متمثلة بوسائل التواصل التي لها نفوذ أكثر بكثير من الصحافة الروتينية التقليدية».
كلام جيلتوف جاء خلال أول لقاء له مع ممثلي الصحف المحلية، وذلك بعد يوم من تقديم أوراق اعتماده إلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد.
وفي هذا السياق، ذكر السفير الروسي أن «اللقاءات البروتوكولية عادة لا تستغرق أكثر من 5 دقائق، لكن لقائي مع ولي العهد استغرق نحو ثلث ساعة»، لافتا الى أن «روسيا دولة مهمة بالنسبة إلى الكويت، فلا شيء قد يؤثّر على علاقتنا من أي جانب خارجي، والعلاقات السوفياتية ـ الكويتية سابقاً، والروسية ـ الكويتية حالياً، علاقات يولي الجانب الكويتي أهمية كبيرة لها، نظراً للسياسة المتّزنة، وهذه الرسالة الأساسية التي استخلصتها من خلال لقائي مع ولي العهد، والتركيز كان على علاقاتنا الثنائية فقط».
وأشار الى أن «الكويت من بين الدول العربية الأولى التي اعترفت بروسيا، والمهم بالنسبة إلى الكويت أن قيادتها حكيمة، فحتى منذ أيام الحرب الباردة، أيام الاحتكاك والتنافس بين القطبين، لم تضع القيادة الكويتية البيضَ في سلّة واحدة، وهذه سياسة متزنة وحكيمة، وهذا عنصر من عناصر نجاح القيادة الكويتية كل هذه السنوات الـ 60، وهذا النهج لا يزال قائماً». وقال: «برغم كل الضغوط، فإن الكويت لا تزال تمارس سياسة حيادية حيال ما يدور في أوكرانيا».
وحول أبرز الملفات والأولويات بالنسبة إلى العلاقات الكويتية ـ الروسية، قال إن الحوار السياسي الروسي ـ الكويتي لا يزال قائماً، ولدينا آلية التشاور السياسي، وقريباً (في يوليو المقبل) ستنعقد في موسكو الجلسة الثالثة للحوار الروسي ـ الخليجي، بمشاركة كويتية فيها، كجزء لا يتجزّأ من هذا الحوار».
وتابع: «وبالنسبة إلى أصدقائنا العرب، فإن روسيا كانت وستظل موجودة الى جانبهم، ولدينا مواقف مبدئية من القضايا الأساسية للوطن العربي، وبشكل خاص القضية الفلسطينية والصراع العربي ـ الإسرائيلي».
وعن موقف الكويت مع روسيا تجاه الأزمة الأوكرانية، جدّد تأكيد أن «السياسة الكويتية متّزنة وحكيمة، ومهما كانت الضغوط الخارجية، إلا أن الكويت لا تزال تمارس سياسة حيادية حيال ما يدور في أوكرانيا».
ووجّه رسالة طمأنة للمستثمر الكويتي، مبينا أن «كل الاستثمارات الكويتية والخليجية مضمونة، ولها كل الاحترام من الدولة الروسية، رغم ما تقوم بها الدول الغربية من فرضها عقوبات علينا، وبالتالي على المستثمرين العرب وغير العرب»، موضحاً «أن الدول الخليجية توجّه نفطها إلى شرق آسيا، مثل الصين والهند، وهما أكبر مستوردين لهذا النفط، في حين كانت حصة الأسد من النفط الخليجي في الستينيات والسبعينيات الى السوقين الأميركي والأوروبي، ولكن اليوم تغيّرت الأمور، وبعض الدول الخليجية باتت تتمتع بقرارات حكيمة».
وإذ أشار الى وجود رحلة تسيّرها «الجزيرة» يومياً بين موسكو والكويت، وإلى إصدار السفارة آلاف التأشيرات لكويتيين ومقيمين، قال جيلتوف ردا على سؤال حول اتفاقية الإعفاء المتبادل للتأشيرة: «نحن بصدد جذب السياح الى روسيا، ونسعى لإلغاء التأشيرات مع الدول المصدّرة للسياح، وفي هذا السياق، هناك بعض الدول في الخليج العربي مثل الإمارات وعمان والسعودية والكويت، ونحن مهتمون بإلغاء تأشيرات الدخول لها، ليس فقط لأصحاب الجوازات الدبلوماسية والجوازات الخاصة، وإنما لجميع المواطنين، مقابل أن تتم معاملة مواطنينا بالمثل، وقد قدّمنا مسودة قرار حول إلغاء التأشيرات لهذه الدول، وهذا الموضوع الآن لدى الجانب الكويتي».
وعن التعاون العسكري مع الكويت، قال: «نحن منفتحون على كل طلبات الكويت».