كشف التقرير الخاص بأحداث الشغب التي جرت في عنبر 4 بالسجن المركزي مساء الثلاثاء الماضي، والذي أعدته قيادات القوات الخاصة التي استُدعيت للموقع للسيطرة على الوضع، عن تخطيط محكم للأحداث بدءاً من «إشارة ساعة الصفر» من جانب أحد السجناء وصولاً إلى افتعال الشغب واستهداف العناصر الأمنية بالسب والقذف ورمي الحجارة والأحذية وتوثيق ذلك بمقطع فيديو تم تسريبه من داخل السجن.
وتفاعلاً مع القضية، أصدر النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدفاع بالإنابة الشيخ طلال الخالد قراراً بإيقاف العميد يوسف الصوري من الإدارة العامة لقوات الأمن الخاصة عن العمل حتى إشعار آخر، كما أعلنت «الداخلية» أنها في موازاة إحالة الموضوع للنيابة العامة، تحقق حالياً بشأن من قام بنشر مقطع الفيديو، وكيفية دخول الآلة الحادة إلى السجن بما يشكل خطراً على أرواح النزلاء، مشددة على أنها في حال ثبوت المسؤولية التقصيرية ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتسببين، ثم إحالة الموضوع للنيابة، وضمه إلى ملف الواقعة لوحدة الموضوع.
وبينما كشف الفيديو المسرب من داخل السجن تفاصيل متقطعة لليلة أحداث عنبر 4، تحدث تقرير القوات الخاصة، المرفوع إلى قيادة «الداخلية»، والذي حصلت «الجريدة» على نسخة منه، عن الوقائع بكامل تفاصيلها، وجاء فيه:
«نحيط سيادتكم أنه في يوم الثلاثاء الموافق 30/5/2023 في تمام الساعة 12:30 فجراً، وبناء على التنسيق المسبق مع إدارة السجن تم دخول قوة التفتيش برفقة ضابط من إدارة السجن المركزي وقوة من القوات الخاصة إلى السجن المركزي 1 لتنفيذ عملية تفتيش جناح 4 وجناح 7 وهما من الأجنحة شديدة الخطورة.
وتم تقسيم قوة القوات الخاصة إلى مجموعتين متساويتين، المجموعة الأولى تولت عملية تفتيش عنبر 4 وهو عنبر مخدرات وجرائم قتل (شديد الخطورة)، والمجموعة الثانية تولت عملية تفتيش العنبر 7.
أولاً: المجموعة الثانية
باشرت المجموعة الثانية عملها بالدخول إلى العنبر 7 وقامت بتثبيت جميع المساجين على الأرض داخل الزنازين، وتم بعدها نقل نزلاء زنزانة تلو الأخرى إلى الفسحة لتفتيشهم تفتيشاً ذاتياً وكذلك تم تفتيش الزنازين بعد تفريغها من المساجين وتم العثور على:
1 - أسلحة بيضاء صنع يدوي بكميات كبيرة (سكاكين وسواطير).
2 - أسلحة بيضاء صنع يدوي (فأس).
3 - هاتف أندرويد.
4 - راوتر إنترنت.
5 - حبوب متنوعة مشتبه فيها كمخدرات.
6 - مادة الكيميكال.
ثانياً: المجموعة الأولى
أثناء تفتيش السجناء في الساحة (الفسحة) وبعد إخلاء زنازين العنبر 4 وتفتيشها أيضاً، رفض أحد النزلاء التعاون وقام بالمقاومة أثناء تفتيشه قبل دخوله «الفسحة»، علماً بأن الساحة كانت ممتلئة بالنزلاء، ثم افتعل النزيل صراخاً لا مبرر له، اتضح لنا أنها (إشارة) لباقي المساجين بالساحة ليثوروا ويفتعلوا الشغب.
وفعلاً ثار النزلاء الجالسون في «الفسحة» بناءً على تلك (الإشارة - ساعة الصفر)، وقاموا بإثارة الشغب داخل الساحة فتم انسحاب العناصر منها وتم غلق الباب، واستمر النزلاء في السب والقذف ورمي الحجارة والأحذية على باب الساحة حيث تقف عناصر القوات الخاصة.
وانقلب الوضع من تفتيش اعتيادي روتيني إلى أحداث وأعمال شغب، مما استدعى طلب الإسناد من المجموعة الثانية، التي أغلقت الباب على مساجين عنبر 7، وأسرعت لإسناد القوة.
وكان هناك خياران أمام القوة، إما بالتعامل في الداخل مع المشاغبين وفض الشغب بقوة القانون، ويمكن أن ينتج عن ذلك إصابات للمشاغبين وقوة مكافحة الشغب، بسبب ضيق المكان وكم الأسلحة البيضاء التي معهم، وكذلك قلة الإضاءة في «الفسحة»، وإما بإخراجهم إلى الزنازين بشكل زوجي (اثنين اثنين) حتى تسيطر القوة على المشاغبين أثناء الانتقال إلى العنبر، وارتأت القوة الخيار الثاني حفاظاً على سلامة المساجين والقوات الخاصة.
وأثناء تنفيذ ذلك قامت أعداد كبيرة من النزلاء الذين تم إدخالهم إلى العنبر بأعمال شغب ورمي المواد الصلبة، ومنها الحجارة، كما قاموا بالسب والقذف والصراخ، مما أدى إلى إصابات بليغة بهم أثناء دخولهم العنبر، فقامت عناصر القوات الخاصة بإسعاف أحد النزلاء الذي أصيب بإصابة بليغة في الرأس بسبب رمي زملائه للمواد الصلبة وتم نقله إلى عيادة السجن.
وبعد الانتهاء من إدخال السجناء إلى العنبر تم سحب القوة، وأثناء ذلك، تم إبلاغ القوة من المدير العام للسجن العميد ركن فهد العبيد أن النزلاء يقومون بتكسير مرافق وكاميرات العنبر، فكان لابد من التعامل معهم وإدخالهم إلى زنازينهم فتم إبلاغنا من عمليات السجن أن النزلاء متربصون بنا بجانب باب العنبر ومعهم أسلحة بيضاء، فتم التعامل معهم برمي القنابل الصوتية لمنع الاشتباك معهم وحدوث إصابات، فهرعوا إلى الدخول لزنازينهم فدخلت عناصر القوات الخاصة لتأمين الزنازين وإقفالها.
وتم العثور على أسلحة بيضاء بكميات كبيرة، وبعد تأمين العنبر وانسحاب عناصر القوات الخاصة تم إبلاغنا مرة أخرى أن أحد النزلاء أحرق بطانية فتم إرسال 15 عنصراً للعنبر، وتم التعامل معهم من قبل عناصر السجن.
ومما سبق نحيطكم علماً بأن هذا الشغب يعتبر سابقة أولى في تاريخ السجن المركزي، إذ قام النزلاء بالتخطيط والاعتداء وافتعال الشغب بعد وصول القوات الخاصة، مما يتطلب منا زيادة الحرص وعدم التهاون في تنفيذ التعليمات والواجبات، والحيطة والحذر».
لجنة التحقيق في الحادثة تسجل «سبقاً» جديداً |
لم تشاهد إلا 10 دقائق من أصل 4 ساعات مدة أشرطة فيديو الأحداث! |
في سابقة جديدة لم تشهدها لجان التحقيق المشكلة في تاريخ الكويت، علمت «الجريدة» من مصادرها أنه بالإضافة إلى تحويل لجنة التحقيق أحداث الشغب التي نشبت أخيراً في السجن المركزي إلى النيابة العامة، خلال مدة تقل عن 16 ساعة بعد الحادثة، فإنها لم تشاهد إلا عشر دقائق من أصل أربع ساعات مدة أشرطة الفيديو التي تظهر تفاصيل تلك الأحداث التي بدأت في أروقة العنبرين 4 و7 عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، واستمرت حتى الخامسة فجراً! |