في صمت تام، وبعيدا عن أعين وسائل الإعلام، دفنت أسرة المجند المصري ابنها الذي قتل السبت الماضي، بعد أن أردى 3 جنود إسرائيليين في حادث حدودي دام تحقق الدولتان في ملابساته، بعدما سلمت السلطات الإسرائيلية جثمانه لنظيرتها المصرية.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن هوية المجند المصري، وقالت إنه يدعى محمد صلاح إبراهيم، ويبلغ 22 عاما، وكان يعيش مع أسرته في حي عين شمس بالقاهرة، ويقضي فترة خدمته كمجند في جهاز الأمن المركزي، التابع لوزارة الداخلية، لمدة ثلاث سنوات منذ عام 2022، في قوة التأمين على الحدود المصرية مع إسرائيل.
وقالت وكالة رويترز للأنباء إن السلطات المصرية بدأت التحقيق مع أسرة المجند وأصدقائه، لمعرفة طبيعة انتماءات صلاح، وهل له علاقة بأي جماعة أو تنظيم، بينما حصلت «الجريدة» على معلومات إضافية حول هوية الشاب المصري، تتعلق بانتمائه إلى أسرة قاهرية متوسطة الحال، توفي والده وهو صغير، ولم يستكمل تعليمه، إذ اكتفى بالحصول على الشهادة الإعدادية.
ولم يعتنق صلاح أي أفكار سياسية أو دينية، وهو الأوسط بين شقيقين، ويشارك مع شقيقه الأكبر في إعالة الأسرة، إذ يعمل محمد صلاح في تركيب الألوميتال، ثم عمل نجارا مع خاله، وعرف عنه حب الرسم والاهتمام بتصاميم المطابخ، لذا عرف بين أصدقائه بـ«الرسام»، وقال أحد أصدقائه المقربين إنه كان يشعر بالضيق في الأيام الأخيرة بسبب مقتل أحد زملائه على الحدود دون أن يهتم بالحديث عنه أي طرف في مصر.
ولم تكشف الصفحة الشخصية للشاب محمد صلاح عن أي انتماءات سياسية له، إذ نشر في أوقات مختلفة صورا له تكشف عن شاب قاهري عصري مهتم بمظهره، إلا أنه في أثناء الهجوم الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة في مايو 2021، نشر تدوينة كتب فيها «الله مع فلسطين»، بجانب هاشتاغ «غزة تحت القصف»، ردا على تدوينة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، التي كتب فيها «أميركا تقف مع إسرائيل»، وفور الإعلان عن هوية المجند المصري تجددت الإشادات به من قبل مصريين وعرب.
وأعلن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن نتائج التحقيقات العسكرية في «عملية العوجة» ستصدر بعد أسبوع.
وأظهرت نتائج التحقيق الأولي أن الشرطي المصري خطط لكل خطوة مسبقا، وكان يعرف المنطقة جيدا، بما في ذلك موقع المراقبة الذي قتل فيه اثنين من الجنود الثلاثة، بحكم عمله حارس حدود.
كما توصل التحقيق إلى أن منفذ العملية سار ليلا مسافة 5 كيلومترات من موقعه بالأراضي المصرية وتوغل مسافة 1.5 كيلومتر تقريبا داخل الأراضي الإسرائيلية قبل أن يقتل الجنديين (مجند ومجندة) فجرا، ثم اشتبك ظهر اليوم نفسه مع قوة إسرائيلية وقتل جنديا ثالثا قبل أن يلقى مصرعه.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم العثور على مصحف في حقيبة منفذ العملية وسكينا عسكرية و6 أمشاط رصاص، وقالت إن الجيش يعتقد أن الدافع وراء هذه العملية قد يكون دينيا.