في وقت نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية عن مسؤولين غربيين قولهم إن هجمات أوكرانيا داخل الحدود الروسية أجبرت موسكو على التحول للدفاع من أجل حماية أراضيها لاشغالها خلال الهجوم المضاد الاوكراني المرتقب، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها أحبطت هجوماً كبيراً لأوكرانيا على 5 محاور في دونباس بدونيتسك في جنوب أوكرانيا، لكنّ زعيم الانفصاليين الموالين لموسكو بالمنطقة، ألكسندر خوداكوفسكي، ناقض ذلك.
وأفادت الدفاع الروسية بأن «قوات فوستوك» التابعة لها كبّدت قوات كييف خسائر كبيرة.
وأشارت الوزارة إلى أن الجيش الأوكراني شنّ الهجوم الكبير بـ 6 كتائب ميكانيكية وكتيبتَي دبابات من الاحتياطيات الاستراتيجية، بدعم من الوحدات العسكرية والوحدات الفرعية الأخرى. وأشارت إلى أن الهدف من الهجوم الكبير كان «اختراق دفاعاتنا من القطاع الأكثر ضعفا من الجبهة، لكنه لم ينجح».
ولفتت الوزارة إلى أن رئيس أركان الجيش الجنرال، فاليري غيراسيموف، الذي يتعرّض لانتقادات حادة من قبل قائد مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين «كان في أحد مراكز القيادة المتقدمة» خلال صد الهجوم الأوكراني.
حريق وعملاء
ومع تزايد الحديث عن تكثيف أوكرانيا هجماتها الحدودية بهدف تشتيت القوات الروسية، وسط ترقب لهجومها المضاد الرامي لاستعادة الأراضي المحتلة، أفادت السلطات الروسية، باندلاع حريق في إحدى منشآت الطاقة بمقاطعة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا، التي تتعرض لمحاولات اختراق وتسلل وقصف متواصل من قبل جماعة مسلحة تقول إنها مؤلّفة من عناصر روسية مدعومة من كييف. وقال حاكم بيلغورود، فياتشيسلاف غلادكوف: «إن عبوة ناسفة ألقيت من طائرة من دون طيّار تسببت في الحريق». كما كشف حاكم مقاطعة كالوغا الروسية، فلاديسلاف شابشا، عن سقوط مسيّرتين على طريق فدرالي سريع مؤدي إلى أوكرانيا، في المقاطعة الواقعة جنوب غرب موسكو، رغم أنها لا حدود لها مع الجمهورية السوفياتية السابقة. وجاء ذلك بالتزامن مع نقل شبكة سي إن إن عن مسؤولين أميركيين أن عملاء أوكرانيا في روسيا نفّذوا هجوما بمسيّرة من الداخل استهدف مقر الرئاسة في «الكرملين» أوائل مايو الماضي، وأن كييف نجحت في إنشاء شبكة عملاء لتنفيذ عمليات داخل روسيا، وبدأت تزويدهم بطائرات مسيّرة.
نقض واتهام
وفي مؤشر جديد على تضارب القيادات الروسية العسكرية جراء الحرب، ناقض زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك، ادعاءات وزارة الدفاع الروسية. وقال خوداكوفسكي، عبر «تليغرام» إن «العدو رافقه النجاح». وأضاف أن الهجمات الواقعة غرب مدينة وهليدار كانت خطوة تكتيكية محدودة من قبل الأوكرانيين، ولم تكن عملية كبيرة، لكنها حققت نجاحا واختراقا جزئيا من جهة نوفودونيزكي. وأقر بأن «العدو وضعنا في موقف صعب».
في غضون ذلك، اتهم رئيس مرتزقة «فاغنر» وحدات تابعة لوزارة الدفاع الروسية بزرع ألغام على طرقات خلف مواقع عناصره واستهدافها من قبلها بعد أن حاولت نزعها. وقال إنه أسر الضابط الروسي الذي هاجمت وحدته مقاتليه. وأكد قائد «فاغنر» أن القوات الأوكرانية استعادت جزءاً من بلدة بيرخيفكا شمال باخموت، ووصف ما حدث بعد تسليم عناصره المدينة للجيش الروسي مطلع يونيو الجاري بأنه «عار».
تقدّم وتكتم
جاء ذلك بعد أن ذكر قائد القوات البرية الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، أن قوات بلاده تواصل التقدم بالقرب من مدينة باخموت التي تشهد أطول وأشرس معركة منذ بدء الغزو الشامل لأوكرانيا في 24 فبراير 2022. وقال سيرسكي إن «القوات الأوكرانية نجحت في تدمير موقع روسي بالقرب من المدينة»، مؤكدا مواصلة التقدم صوب المدينة التي تعتقد موسكو أنها ستقربها من هدفها المتمثل في السيطرة على منطقة دونيتسك بأكملها، وهي واحدة من 4 مناطق شرق وجنوب أوكرانيا ضمتها روسيا في سبتمبر الماضي.
وتأتي تلك التطورات بعد انتشار فيديو، بدا فيه أن الجيش الأوكراني يروّج فيه لـ «معركة التحرير»، ويدعو الجنود إلى التكتم والتزام الصمت، لأنه لن يكون هناك إعلان عن بدء «الهجوم المضاد الذي طال انتظاره». وقال متحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية رداً على سؤال بشأن إحباط الهجوم الكبير: «لا نملك مثل تلك المعلومات، ولا نعلّق على أي نوع من الأكاذيب» لكن في وقت لاحق عأكدت اوكرانيا انها شنت عمليات عسكرية متعددة على الجبهات.
مناورات وتسليح
من جانب آخر، أعلنت روسيا أنها بدأت مناورات عسكرية بحرية ضخمة في بحر البلطيق، بعد يوم من بدء بحرية دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) لمناوراتهم السنوية في نفس المنطقة. كما بدأت موسكو مناورات في بحر اليابان وبحر أوخوتسك في أقصى شرق روسيا.
في السياق، يستقبل الرئيس الأميركي، جو بايدن، هذا الأسبوع، زعيمَي الدنمارك وبريطانيا بالعاصمة واشنطن، لإجراء محادثات ستركز على جهود تدريب الجيش الأوكراني وتزويده بمقاتلات «إف 16» الأميركية الصنع. ويأتي الإعلان عن لقاء واشنطن بالتزامن مع تسريب «عقد أسلحة»، شاركه مصدر أمني مطَّلع مع شبكة سكاي نيوز البريطانية، قيل إنه يظهر أول دليل ملموس على أن إيران باعت ذخيرة لروسيا، لمساعدتها في حربها على أوكرانيا. ويبدو أن العقد المزعوم بين وزارة الدفاع الإيرانية وشركة روسية حكومية، المكوَّن من 16 صفحة، والمؤرَّخ في 14 سبتمبر 2022، يخص عيّنات بأحجام مختلفة من قذائف المدفعية والدبابات والصواريخ التي تزيد قيمتها قليلاً على مليون دولار.
موفد باباوي
من جهة ثانية، أعلن الفاتيكان أن الكاردينال الإيطالي، ماتيو زوبي، الذي كلّفه البابا فرانسيس القيام بمهمة سلام في أوكرانيا، سيتوجه إلى كييف لإجراء محادثات بهدف فتح دروب السلام.