في تطور جديد على خط تنفيذ اتفاق بكين الموقع بين السعودية وطهران قبل 3 أشهر، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، أن إيران ستعيد فتح سفارتها في الرياض اليوم، وقنصليتها في جدة غداً.
وقال المتحدث باسم «الخارجية» ناصر كنعاني: «لتنفيذ الاتفاق، سنعيد رسمياً فتح سفارة إيران في الرياض وقنصليتنا العامة في جدة ومكتبنا في منظمة التعاون الإسلامي الثلاثاء والأربعاء».
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر دبلوماسي في الرياض أن إعادة «فتح السفارة الإيرانية ستتم الثلاثاء عند السادسة مساء بالتوقيت المحلي بحضور السفير الإيراني المعيّن في السعودية».
ولم تتضح أي معلومات بعد حول موعد افتتاح السفارة السعودية في طهران أو قنصليتها في مشهد، في وقت يقيم الفريق الدبلوماسي السعودي في فندق بانتظار إعادة ترميم البناء وحل مشاكل تقنية وفنية.
والشهر الماضي، عينت طهران علي رضا عنايتي سفيراً لها لدى السعودية، وهو يشغل منصب نائب وزير الخارجية ومدير إدارة الخليج في الخارجية، وكان عمل سابقاً سفيراً لدى الكويت. وكانت «الجريدة» كشفت في مايو الماضي أن الرياض قررت تعيين سفيرها لدى مسقط عبدالله العنزي سفيرها الجديد في إيران.
إلى ذلك، أجرى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو زيارة إلى السعودية أمس، في وقت تواصل توسيع نطاق علاقاتها الدبلوماسية خارج حدود التحالفات الغربية التقليدية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» إن الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة ومسؤولين آخرين كانوا في استقبال مادورو في مطار جدة.
ومادورو هو «آخر عدو» للولايات المتحدة يزور السعودية في وقت تعيد المملكة بناء تحالفاتها دون انتظار مباركة حليفتها القديمة واشنطن، بعد أن أعادت العلاقات مع إيران وسورية في الأشهر القليلة الماضية وعززت تعاونها مع الصين وروسيا.
ولم تذكر وكالة الأنباء السعودية سبباً لزيارة مادورو، لكن فنزويلا العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) سعت في الماضي إلى التنسيق مع المملكة حول تراجع أسعار النفط والعقوبات الأميركية.
وتأتي زيارة مادورو قبل يوم من وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المملكة لإجراء محادثات مع القيادة السعودية والمشاركة في اجتماع خليجي، وآخر للتحالف ضد «داعش» في أبرز مؤشر على نية ادارة الرئيس جو بايدن إعادة الانخراط مع الرياض بعد أشهر من التوتر.
وأكد بلينكن في كلمة أمام منظمة «أيباك» المؤيدة لإسرائيل في واشنطن أمس أن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل يندرج ضمن المصالح الأمنية للولايات المتحدة، مضيفاً أن «جميع الخيارات مطروحة لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي».
جاء ذلك، في وقت أبدى وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس معارضة لفكرة تطوير السعودية برنامجاً نووياً مدنياً في إطار أي وساطة أميركية لتطبيع العلاقات بين البلدين، تعليقاً على تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» في مارس بأن مثل هذا البرنامج هو من بين شروط الرياض لإبرام اتفاق سعودي ـ إسرائيلي.
ورداً على سؤال حول هذا الأمر، قال كاتس «بالطبع إسرائيل لا تشجع مثل تلك الأمور. لا أعتقد أن عليها الموافقة على مثل هذا الأمر». وذكرت إسرائيل الأسبوع الماضي أنها تتوقع أن تستشيرها واشنطن في أي اتفاق أميركي ــ سعودي يؤثر على أمنها القومي.
إلى ذلك، وبعد أيام من إعلان طهران عن مساعٍ لتأسيس تحالف بحري يضمها إلى 4 دول خليجية، واعتبار الجيش الأميركي أن تحالفاً مثل ذلك سيكون منافياً للمنطق، قالت البحرية الأميركية إن بحارتها وعناصر من البحرية الملكية البريطانية ساعدوا سفينة في مضيق هرمز، بعد أن تعرضت لمضايقات من 3 زوارق هجومية سريعة تابعة للحرس الثوري الإيراني.
وعرضت البحرية صوراً بالأبيض والأسود قالت إن طائرة من طراز «بوينغ بي -8 بوسيدون» التقطتها وتظهر اقتراب ثلاثة زوارق هجومية سريعة من السفينة التجارية.
في المقابل، قال قائد المنطقة البحرية الأولى التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني البحرية عباس غلامشاهي أمس إن «المنطقة استجابت لطلب المساعدة من سفينة تجارية أجنبية في مضيق هرمز، وساعدتها في تبديد مخاوفها»، متهماً «وسائل الإعلام المعادية» بـ «نشر أخبار كاذبة».
وأكد غلامشاهي أنه «لم تكن هناك أي سفينة لقوات أجنبية في المنطقة عندما طلبت السفينة التجارية المساعدة»، معتبراً إعلان البحرية الأميركية «ادعاء كاذباً بالكامل».