لم تشهد الدائرة الأولى مفاجآت كبيرة على صعيد نسبة التغيير في انتخابات 2023 عن انتخابات 2022 حيث بلغت نسبة التغيير 10 في المئة إثر خروج النائب السابق صالح عاشور ودخول داود معرفي بديلاً عنه.
وتربع على عرش «الأولى» للمرة الثانية على التوالي النائب عبدالله المضف، تلاه أسامة الزيد في المركز الثاني، وجاء في المركز الثالث أحمد لاري وفي الرابع خالد الطمار بينما حصل حسن جوهر على المركز الخامس، أما السادس ففاز به داود معرفي، وحل في المركز السابع عيسى الكندري، أما الثامن فكان من نصيب حمد المدلج، وحصل على التاسع أسامة الشاهين، أما العاشر فكان من نصيب عادل الدمخي.
ومن المفارقات في هذه الدائرة أن رقم النجاح فيها ارتفع الى 2696 صوتاً في «أمة 2023»، بعدما كان في الانتخابات الماضية 2228 صوتا ويرجع السبب الرئيسي في هذا الارتفاع الى تراجع ارقام المراكز الاولى في هذه الدائرة، الامر الذي اثر في خفض ارقام المراكز الأولى.
وتعد الدائرة الاولى هي الأقل في نسبة التغيير بين الدوائر الخمس بنسبة 10 في المئة.
أجواء الانتخابات
وسط حضور متوسط خلال الفترة الصباحية من يوم الاقتراع، ربما يعود لارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت الـ 40 درجة، والذي بدأ في الزيادة ليتراوح بين جيد وكبير ويصل إلى نسبة الـ 50 في المئة خلال الفترة المسائية من قبل أبناء الدائرة الأولى، التي تضم 99779 ناخباً وناخبة يحق لهم التصويت، مقسّمين بين 48348 ناخبا، و51431 ناخبة، حرص الناخبون على الحضور منذ اللحظات الأولى لفتح باب لجان الاقتراع التي تتكون من 93 لجنة في 16 مدرسة، حتى إعلان إغلاقها في الثامنة مساءً، وانطلق غمار السباق الانتخابي لعضوية «أمة 2023» لاختيار 10 نواب من أصل 36 مرشحاً ومرشحة عن الدائرة بواقع (33 من الذكور، 3 إناث).
وشهدت الدائرة، التي تضم 14 منطقة هي: (دسمان والشرق وبنيد القار والدسمة والدعية والشعب وحولي والسالمية والبدع والرميثية وسلوى وبيان ومشرف ومبارك العبدالله)، أجواء تفاؤلية من الناخبين والمرشحين، الذين أبدوا سعادتهم بالعُرس الديموقراطي، الذي دائماً ما يميّز الكويت.
وشدد بعض الناخبين على «ضرورة جدّية المشاركة الفاعلة، والحرص على الاختيار الأمثل للمرشحين، الذين سيحددون ويرسمون المسار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلاد على مدار السنوات الأربع المقبلة»، مشيدين بتنظيم العملية الانتخابية وتسهيل الإجراءات، وبالخدمات التي وفرتها وزارتا الداخلية والصحة لجعل هذا اليوم عُرسا وطنيا حقيقيا.
وأكدوا أن كثافة المشاركة الشعبية من قبل الناخبين تتناسب عكسياً والرشى السياسية والانتخابية، «فكلما زادت الأولى همّت الثانية بالنقصان لتصل إلى حد التلاشي»، مؤكدين ضرورة المشاركة الفاعلة، خصوصاً أن «الصوت الواحد قد يحدث فارقاً... والقضية تخص الوطن».
وأكدوا حرصهم على اختيار من يصلح خلال الفترة المقبلة من أجل الكويت، لافتين إلى أن الشعب الكويتي شعب واعٍ حريص على أن يختار «القوي الأمين» بعيداً عن الفئوية والقبلية من أجل الكويت، وأن الكل محاسب على تصويته أمام الله وشريك في تلك المسؤولية أمام هذا الوطن.
نسب المشاركة والتصويت
ووفقاً لتصريحات رؤساء اللجان الأصلية والفرعية من القضاة والقاضيات والمستشارين فقد تجاوزت نسبة التصويت خلال الفترة الصباحية (من الثامنة حتى الحادية عشرة) في جميع لجان الدائرة الـ 20 في المئة، إذ بلغت النسبة في بعض لجان الرجال بمنطقة بيان 25 في المئة بواقع 250 صوتاً من أصل 1131، والدسمة 19 في المئة للرجال بواقع 200 صوتاً من أصل 962، و15 في المئة للنساء بواقع 120 صوتاً من أصل 1151.
وفي بعض لجان منطقة بيان المخصصة لاقتراع النساء بلغت نحو 25 في المئة بواقع 220 صوتاً من أصل 1131، كما بلغت نحو 25 في المئة أيضاً ببعض لجان اقتراع النساء في مشرف بواقع 230 صوتاً من أصل 1110، في حين بدأت المشاركة بالتصاعد وزادت كثافة الاقتراع بالفترة المسائية، وتحديداً في الرابعة مساءً لتصل إلى 50 في المئة في بعض لجان منطقة الدعية - رجال بواقع 450 صوتاً من 900.
وأكد القضاة والمستشارون رؤساء اللجان الأصلية والفرعية بالدائرة لـ «الجريدة»، أن «العملية الانتخابية سارت بكل انسيابية وسهولة وسلاسة دون أي عقبات أو عراقيل تذكر أو تسجيل شكاوى من المرشحين أو الناخبين ومندوبيهم، لاسيما وسط التنظيم الممتاز لعمليات الدخول والخروج من رجال وزارة الداخلية»، مشيرين إلى أن «جميع الناخبين تأكدوا من أرقام قيودهم الانتخابية ووفق الكشوفات المعدّة سلفاً».
غياب المظاهر الاحتفالية
وعلى غير العادة غابت المظاهر الاحتفالية، خارج اللجان المخصصة للاقتراع بالدائرة، لاسيما من النساء والاطفال، الذين كان وجودهم يزيّن العُرس الديموقراطي ويعكس الفرحة الشعبية بيوم الاقتراع بين جميع الفئات العمرية.
وفي المقابل كان هناك الحضور «خجولا» لـ «طاولات» دعم المرشحين التي طالما كانت السمة التي تميز الانتخابات، مما يعكس «عزوف» المواطنين الذي قد يرجع إلى تتابع الانتخابات البرلمانية خلال فترات قصيرة، دون أن يكمل المجلس مدته الدستورية والقانونية.
وبدا واضحا خلو أغلب المقار الانتخابية من مندوبي المرشحين خارج المدارس، في حين استعان بعض المرشحين بحافلات النقل الجماعي الخاصة كنوع من الدعاية الانتخابية عبر تثبيت صورهم وشعاراتهم عليها وإيقافها خارج لجان الاقتراع.
مراقبون عرب وأجانب
ورصدت «الجريدة» بعض الجولات التي أجرتها وفود عربية وغربية جاءت لتفقد سير العملية الانتخابية، بإذن من الحكومة، والذين أكدوا أن «الجولات التي أجروها أظهرت سلاسة العملية الانتخابية، وعدم وجود عراقيل أو مشكلات تذكر، في ظل قوة التنظيم وجودة الأماكن المخصصة للاقتراع»، مضيفين أنهم «سيقومون بكتابة تقرير شامل حول الزيارة وما تخللها من جولات على لجان الانتخاب».
وحضرت وزارة الصحة في العرس الديموقراطي بأطقمها داخل اللجان، فضلا عن فرق من قوة الإطفاء العام، ورجال الأمن العام قبيل فتح أبوب الاقتراع أمام المواطنين، وحرصت وزارة الداخلية على وضع ارشادات خاصة بالعملية الانتخابية للتسهيل على المواطنين، إضافة إلى توفير مساعدات من بعض رجالها لنقل كبار السن ممن لا يستطيعون الحركة.
ودعت «الداخلية» عموم الناخبين إلى ضرورة التأكد من القيد الانتخابي قبل التوجه إلى اللجنة، فضلا عن قيام بعض أفرادها بمساعدة الناخبين والناخبات في الوصول إلى لجانهم.
لقطات |
• وفّرت الجمعيات التعاونية في الدائرة الأولى المياه والعصائر لخدمة الناخبين، خصوصا في الأجواء الحارة التي مرت بها البلاد يوم الاقتراع. • كانت أغلبية الحضور في الفترة الصباحية من كبار السن من الجنسين، ومع ساعات الضحى زاد توافد الشباب من الجنسين. • انتشرت العيادات الطبية باللجان الرئيسية خدمة للناخبين، خصوصا من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة كالضغط والسكري. • لم تلاحظ أي مشاكل صحية استدعت تدخل رجال الطوارئ الطبية والعيادات الصحية في أغلب لجان الدائرة الأولى، خصوصا خلال الفترة الصباحية. • ساهم المتطوعون والمتطوعات من جمعيتي الهلال الأحمر والدفاع المدني في نقل كبار السن إلى لجان الاقتراع، الذين لم تخلُ اللجان من كوادرهم لتقديم التسهيلات للناخبين والناخبات، حيث قاموا باستقبال المسنين بالكراسي المتحركة لإدخالهم مقار الانتخاب، من ثم تسهيل عملية خروجهم. • لعب رجال الأمن دوراً كبيراً في تنظيم عمليات الدخول والخروج إلى جانب تسيير حركة المرور في جميع اللجان الانتخابية بالدائرة الأولى. • كان لافتا وجود العنصر النسائي من قوات الأمن في جميع اللجان، حيث قمن بمساعدة الناخبات خصوصا كبيرات السن. • تعاون واسع أبدته وزارة الداخلية مع وسائل الاعلام كافة سواء بالسماح بدخولهم سريعاً إلى لجان الاقتراع أو بالتقاط الصور في كل مكان داخل اللجان مما سهّل بصورة فاعلة نقل عملية الاقتراع لحظة بلحظة بالصوت والصورة. |