بحضور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتهم وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، عُقِد أمس في الرياض، الاجتماع الوزاري الأميركي ـ الخليجي المشترك.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار الشراكة الاستراتيجية بين دول المجلس والولايات المتحدة، ويمثل فرصة لرسم موقف مشترك بالمنطقة في العلاقة مع واشنطن، وتحديد شكل التأثير الأميركي في المنطقة عبر الشراكة مع الدول الخليجية، وفق المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري.
وزيارة بلينكن هي الأرفع لمسؤول أميركي، بعد توقيع الرياض وطهران اتفاق مصالحة برعاية الصين مارس الماضي، وتطبيع الرياض علاقتها مع دمشق، إلى جانب تعزيز علاقاتها الدبوماسية مع دول تشهد علاقتها مع واشنطن توترات.
ووصل بلينكن إلى جدة، أمس الأول، بعد ساعات قليلة من إعادة افتتاح السفارة الإيرانية في الرياض، وبعد قليل من مغادرة رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو المملكة.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، استقبل منتصف ليل الثلاثاء ــ الأربعاء، بلينكن في جدة، وأجريا محادثات حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، حسب مسؤول أميركي وصف اللقاء بـ «المنفتح والصريح».
وأوضح المسؤول الأميركي، أن بن سلمان وبلينكن التقيا مدة ساعة و40 دقيقة، وناقشا ملفات التعاون الاقتصادي وتعزيز الشراكة، بالإضافة إلى حقوق الإنسان، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ثم اليمن والسودان، و«كانت هناك درجة جيدة من التقارب بشأن المبادرات المحتملة، إذ نتشارك نفس المصالح، مع الاعتراف أيضاً بمواضع الخلافات».
في غضون ذلك، أفادت الخارجية الأميركية بأن بلينكن أعرب، خلال الاجتماع، الذي عُقِد في قصر السلام بجدة، عن امتنانه للقيادة التي أظهرتها السعودية باستضافتها الاجتماع المقرر اليوم للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» على المستوى الوزاري، مشدداً على أن الجهود المشتركة متواصلة لمكافحة الإرهاب.
وناقش بلينكن مع بن سلمان ترسيخ التعاون الاقتصادي، خصوصاً في مجالي الطاقة النظيفة والتكنولوجيا، وشكر بلينكن ولي العهد على الدعم الذي قدمته المملكة لإجلاء مئات المواطنين الأميركيين من السودان، وعلى شراكتها المستمرة في المفاوضات الدبلوماسية الرامية إلى وقف الاقتتال هناك.
وأعرب الوزير وولي العهد عن التزامهما المشترك بتعزيز الاستقرار والأمن والازدهار في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، بما في ذلك اتفاق سياسي شامل يحقق السلام والازدهار والأمن في اليمن.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية «واس» بأنه جرى، خلال الاجتماع، استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وأوجه التعاون في مختلف المجالات وسبل تعزيزه، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.
في تفاصيل الخبر:
وسط ترقّب لنتائج الزيارة التي تكتسب أهمية كبيرة بالنظر إلى توقيتها المتزامن مع تحسّن العلاقات بين المملكة وإيران، بوساطة صينية، برزت في ظل التباينات بين الرياض وواشنطن بشأن عدة ملفات، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، منتصف ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، محادثات حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، حسب مسؤول أميركي وصف اللقاء بـ «المنفتح والصريح».
وأوضح المسؤول الأميركي أن ولي العهد السعودي وبلينكن التقيا لمدة ساعة و40 دقيقة، وناقشا ملفات التعاون الاقتصادي وتعزيز الشراكة، بالإضافة إلى حقوق الإنسان وتطبيع العلاقات مع إسرائيل ثم اليمن والسودان، وكانت هناك درجة جيدة من التقارب بشأن المبادرات المحتملة، حيث نتشارك نفس المصالح، مع الاعتراف أيضا بمواضع الخلافات.
في غضون ذلك، أفادت «الخارجية» الأميركية بأن بلينكن أعرب خلال الاجتماع، الذي عقد في قصر السلام بجدة، عن امتنانه للقيادة التي أظهرتها السعودية باستضافتها اجتماع التحالف الدولي لهزيمة «داعش» على المستوى الوزاري، وشدد على أن الجهود المشتركة متواصلة لمكافحة الإرهاب. وشدد بلينكن على أن العلاقات الثنائية تتعزز بإحراز تقدم فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
وناقش بلينكن مع بن سلمان ترسيخ التعاون الاقتصادي، وخاصة في مجالَي الطاقة النظيفة والتكنولوجيا، وشكر ولي العهد على الدعم الذي قدمته المملكة لإجلاء مئات المواطنين الأميركيين من السودان، وعلى شراكتها المستمرة في المفاوضات الدبلوماسية الرامية إلى وقف الاقتتال هناك، كما أعرب الوزير وولي العهد عن التزامهما المشترك بتعزيز الاستقرار والأمن والازدهار في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، بما في ذلك من خلال اتفاق سياسي شامل يحقق السلام والازدهار والأمن في اليمن. وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن لقاء جدة يأتي في وقت تعمل الولايات المتحدة على إدارة علاقتها المعقدة مع الدولة الخليجية.
أوجه التعاون
في هذه الأثناء، أفادت وكالة الأنباء السعودية «واس» بأنه جرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وأوجه التعاون في مختلف المجالات وسبل تعزيزه، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.
وحضر الاجتماع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، وسفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة ريما بنت بندر بن سلطان، ووزير الدولة مستشار الأمن الوطني، مساعد العيبان، وحضر من الجانب الأميركي ديريك شوليت مستشار بلينكن، والسفير الأميركي في المملكة، مايكل راتني، ومساعد وزير الخارجية باربرا ليف، وتوم سوليفان نائب رئيس موظفي بلينكن.
مناورة ضعيفة
في السياق، رأى مراقبون أن الجانب الأميركي يملك «مساحة ضيقة» للمناورة، في ظل خطوات الانفتاح الدبلوماسية التي تخطوها الرياض على عدة مسارات إقليمية ودولية، والانزعاج الإقليمي من سياسات واشنطن الغامضة بشأن ملف إيران وبرنامجها النووي، فضلا عن أمن المنطقة وسلامة الملاحة. وأوضح مراقبون أن بلينكن يسعى من خلال مباحثاته مع المسؤولين السعوديين إلى حث الرياض على عدم التقارب مع بكين بموازاة تجديد مطالب بلده لأكبر مصدر للنفط بالمساعدة في خفض أسعار الطاقة للضغط على روسيا بهدف عرقلة غزوها لأوكرانيا.
ووصل بلينكن، مساء أمس الأول، إلى السعودية، بعد شهر على زيارة مماثلة قام بها مستشار الأمن القومي جايك سوليفان بهدف توطيد العلاقات مع الرياض بعد خلافات ازدادت عمقا في عهد إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن. وقبل وصوله أكدت «الخارجية» الأميركية التزام واشنطن بتعزيز شراكتها الأمنية مع السعودية، بما في ذلك المبيعات الدفاعية والتدريبات المشتركة ومكافحة انتشار الصواريخ والطيران المسيّر لدى جهات غير حكومية، وشددت على أن التعاون مع الرياض من أجل ضمان الاستقرار الإقليمي «يظل إحدى ركائز علاقتنا الثنائية».
الشراكة الخليجية
ومن جدة توجه وزير الخارجية الأميركي إلى الرياض، حيث شارك، أمس، في الاجتماع المشترك مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون.
ووفق المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، ناقش الاجتماع العديد من القضايا الدولية، وخصوصا التطورات في الأراضي الفلسطينية واليمن والسودان وسورية والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وغيرها.
وقال الأنصاري إن الاجتماع «يأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية بين دول المجلس والولايات المتحدة، ويمثل فرصة لرسم موقف مشترك بالمنطقة في العلاقة مع واشنطن، وتحديد شكل التأثير الإيجابي الأميركي في المنطقة عبر الشراكة مع دول المجلس».
ويستند الاجتماع المشترك إلى الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بشأن مسارات التعاون المشترك لمخرجات القمة الخليجية - الأميركية في كامب ديفيد خلال مايو 2015، بحضور الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وزعماء دول مجلس التعاون.
ويأتي ذلك في وقت من المقرر أن يترأس بلينكن، اليوم، بالاشتراك مع نظيره السعودي بن فرحان، اجتماعا في الرياض للتحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم داعش.
الأمن السيبراني
إلى ذلك، أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمراً ملكياً بإنشاء مؤسسة «المنتدى الدولي للأمن السيبراني» أمس، ونص الأمر الملكي على تمتع المؤسسة بشخصية اعتبارية، واستقلال مالي وإداري، وأن تكون غير هادفة إلى الربح، مع منحها «الأهلية الكاملة لتحقيق أهدافها وإدارة شؤونها تحت إشراف مجلس أمناء خاص بها، ويكون مقرها الرئيس في مدينة الرياض».
وتهدف المؤسسة إلى «الإسهام في تعزيز الأمن السيبراني على المستوى الدولي، والتعاون الدولي، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذا المجال، ومواءمة الجهود الدولية ذات الصلة بالأمن السيبراني ودعمها».