«الداخلية» تصطاد «قروبات للغش» بعد كشف «الجريدة•» تحركاتها
• ضبط أسماء 250 طالباً في «القروب» و50 ديناراً يدفعها المشترك عبر «لينكات» لزعماء التسريب
• ضباط اتصال بين «التربية» و«الداخلية» لضبط قروبات «الغش»
• «قروب سري جداً» في «التربية» يسرب امتحانات كل الصفوف يومياً إلى أشخاص معينين
• سعر السماعة بين 30 و100 دينار وتشكل خياراً بديلاً لراغبي الغش عند ضبط هواتفهم أو منعها
• القروبات تلجأ إلى معلمين خارج البلاد وتطلب أرقام جلوس الطلبة تخوفاً من كمائن «الداخلية»
بعد انفراد «الجريدة» الذي كشفت فيه عن رصدها نشاطات لـ«قروبات الغش» التي أعدت العدة ورفعت «تعرفة» الاشتراك فيها للحصول على أسئلة وحلول امتحانات الصف الثاني عشر التي تنطلق بعد غدٍ، على أمل ترسيخ الغش وباء متوطناً في تربة المجتمع الكويتي، تمكنت وزارة الداخلية من ضبط شبكة مكونة من 3 أشخاص وجهت إليهم تهمة الترويج لتسريب الاختبارات.
وقالت «الداخلية»، في بيان أمس، إن رجال المباحث الجنائية تمكنوا من ضبط الشبكة بعد متابعة ما تنشره على وسائل التواصل الاجتماعي من الإعلان والترويج لإنشاء مجموعات في «الواتساب» يتم خلالها نشر الاختبارات، موضحة أن المتهمين توزعوا على مجموعتين، تتسلم كل منهما مبالغ مالية من الطلبة المشاركين، وعليه تم ضبطهم، وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات اعترفوا بما نُسب إليهم، وأُحيلوا إلى جهة الاختصاص لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وكشفت مصادر لـ «الجريدة»، أن المتهمين الثلاثة، هم اثنان من «البدون» وثالث سعودي الجنسية، يتقاضون من الطالب الواحد 50 ديناراً مقابل تزويده بأجوبة الاختبارات عبر «الواتساب»، موضحة أنه تم ضبط أسماء 250 طالباً في «القروب» الذي سيحال إلى التحقيق لكشف ملابسات التسريب، لاسيما أن المباحث ضبطت حوالات بنكية عبر «لينكات» للمتهمين.
وأضافت المصادر أن المباحث حصلت على تفاصيل من المتهمين، بالإضافة إلى آخرين، حول كيفية تسريب الامتحانات، لافتة إلى وجود «قروب سري» للغاية يضم مدرسين ومشرفين وموجهين في وزارة التربية، ويتعامل بحذر مع أشخاص معينين، بحيث يتم تسريب الامتحانات يومياً، والتي تشمل اختبارات الشهادة الثانوية، فضلاً عن صفوف التاسع والعاشر والحادي عشر.
وأوضحت أن المتهمين ذكروا، خلال التحقيق، أن لديهم «عرضاً آخر» يتعلق بتزويد الطالب بسماعة يتراوح سعرها بين 30 و100 دينار، ويتم عبرها تلقينه الإجابات، والتي تشكل خياراً بديلاً للطلبة في حال ضبط هواتفهم أو منعها، مضيفة أنهم ذكروا أن حل الاختبارات يتم عبر مدرسين خصوصيين يجيبون عن الأسئلة ويصورونها ويرسلونها إلى «القروب».
وأشارت إلى أن المتهمين اعترفوا أيضاً بأنهم سبق أن عملوا في «قروبات الغش» قبل عامين، لكنهم كانوا «مناديب»، وقد طوروا عملهم، واستقلوا بذاتهم، وأنشأوا «قروباً» خاصاً بهم.
من جهتها، أكدت مصادر تربوية لـ «الجريدة»، أن تعليمات صدرت من وزير التربية وزير التعليم العالي د. حمد العدواني برفع مستوى التنسيق مع «الداخلية» بشأن «قروبات الغش»، لاسيما أن هذه القروبات بدأت تعتمد إجراءات احترازية لتفادي ضبطها، وباتت تطلب أرقام جلوس الطلبة ممن يرغبون في الاشتراك بـ «القروبات» لتخوفهم من وجود «كمائن»، بحيث ينتحل أمنيون صفة الطلبة لضبط المتهمين.
وأضافت أن لدى «القروبات» معلومات من «التربية» حول أسماء الطلبة وأرقام جلوسهم، ولجأت إلى التعاون مع معلمين أُنهيت خدماتهم وغادروا البلاد لحل الأسئلة وإرسال الأجوبة للطلبة المشتركين.
«التربية»: ضربة موفقة للقضاء على الظاهرة
ثمنت وزارة التربية جهود «الداخلية»، التي أسفرت عن ضبط شبكة الترويج والتجهيز لتسريب الامتحانات، مؤكدة أن هذه الضربة الجديدة لعصابات التسريب والغش تأتي ثمرة تعاون بين الوزارتين للقضاء على الظواهر السلبية التي ترافق الاختبارات.
وصرح المتحدث باسم «التربية» أحمد الوهيدة، أمس، بأن ضبط الشبكة يؤكد جدية أجهزة الدولة المختلفة وتعاونها للقضاء على الظاهرة، والوصول إلى اختبارات نزيهة تعطي كل طالب حقه، كما يكشف عن جهود اللجنة العليا التي شكلتها «التربية» لمكافحة الغش، وعمل الوزارة الدؤوب لتحقيق أهدافها، بالتنسيق والتعاون مع «الداخلية» ومؤسسات الدولة ذات الصلة.
وأكد الوهيدة أن «التربية» لن تدخر جهداً لمنع أي أمر من شأنه التأثير على سير الامتحانات وحسن تنظيمها.
وفي تفاصيل الخبر:
45 ألف طالب يدشنون اختبارات الثاني عشر الأحد
بينما تنطلق اختبارات الثانوية العامة صباح الأحد بانتظام أكثر من 45178 طالب وطالبة بالقسمين العلمي والأدبي والتعليم الديني في لجان الاختبارات الموزعة على نحو 200 مدرسة ثانوية في مختلف مناطق البلاد، أكدت مصادر تربوية لـ«الجريدة» أن «التربية» كثفت اتصالاتها وتعاونها مع وزارة الداخلية ممثلة بإدارة الجرائم الإلكترونية من خلال ضابط اتصال بين الطرفين، لرفع كفاءة التنسيق ومواجهة قروبات الغش، وعمليات تسريب الاختبارات.
وقالت المصادر إن قروبات «الغش»، بعد ضبط عدد منها، بدأت اتباع الحذر في خطواتها، حيث صار القائمون عليها يطلبون ممن يرغب في الاشتراك رقم جلوسه للتأكد من كونه طالبا، وليس شخصا مرسلا لكشفهم من قبل «الداخلية»، منوهة إلى أن الإجراءات الأخيرة ضيقت الخناق على هذه القروبات، إلا أن بعضها لايزال يمارس نشاطه.
رؤساء لجان المراقبة تفقدوا المدارس التي تم تدويرهم إليها واطلعوا على التجهيزات والتحضيرات
وأشارت إلى أنهم باتوا يتبعون حيلا جديدة، حيث يتفقون مع معلمين أنهيت خدماتهم وغادروا الكويت إلى بلدانهم الأصلية والذين تسند إليهم مهمة حل الأسئلة بمجرد وصولها وإعادة إرسالها للطلبة المشتركين.
واستعداداً للاختبارات، تفقّد رؤساء لجان المراقبة صباح أمس مقار اللجان في المدارس التي تم تدويرهم إليها، للعمل بها خلال فترة الامتحانات، حيث اطلعوا على التجهيزات وتسلموا الغرف المخصصة لهم.
وقالت المصادر إن «التربية» استعدت لاستقبال الطلبة لأداء اختبارات نهاية العام الدراسي 2022/2023، حيث تم تنظيم لجان الاختبارات وفق الاشتراطات والضوابط المعمول بها، للمحافظة على سير العمل في اللجان دون إخلال وضمان سلامة الامتحانات من أي معوقات أو ظواهر سلبية.
وأشارت إلى أن الوزارة شددت في تعليمات إلى رؤساء اللجان على أهمية المحافظة على النظام داخل اللجان، وعدم التساهل في موضوع الغش، والتأكد من عدم إدخال الطلبة أي وسائل تساعدهم عليه، لافتة إلى أن التعليمات تضمنت كذلك عدم إرباك الطلاب والتأثير سلباً على تركيزهم خلال أدائهم للامتحانات، لاسيما أن كثرة التشكيك والتوتر في اللجان قد تساهم في تشتيت أفكارهم وضياع معلوماتهم.
ورش للمعلمين
من جانب آخر، نظمت «التربية» ورشة عمل تدريبية للمعلمين والمعلمات أمس تحت عنوان «التعليم البيئي وSTEM»، بإشراف وتنسيق من المركز العلمي.
وذكرت مديرة التسويق والاتصالات بالإنابة في المركز العلمي، سارة الياقوت، أن المركز العلمي يسعى لعقد مثل هذه الورش التي تعد ضرورة لتدريب المعلمين والمعلمات، لمواكبة التطور التكنولوجي الحالي والمستقبلي، منوهة إلى أن المركز حرص على مدار السنوات الـ 5 الماضية على الاستفادة من البرامج التعليمية، لزيادة التحصيل المعرفي للطلاب، معربةً عن أملها في زيادة المعرفة لديهم، لمواكبة المستويات العلمية العالمية.