قال وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح «إننا مقبلون على تحديات ومتغيرات سياسية وعسكرية واقتصادية متسارعة في ضوء التطورات الكبيرة التي نشهدها في مختلف أرجاء العالم»، مشيرا إلى أنها «قد تنذر بمخاطر عدة ومصاعب جمة وأزمات عتية تحتم علينا تطوير إجراءات ردعها لتكون سريعة وحازمة».
جاء ذلك خلال ترؤسه وفد الكويت المشارك في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد «داعش» الذي عقد أعماله، اليوم، في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض بدعوة مشتركة من قبل السعودية والولايات المتحدة الأميركية.
وألقى وزير الخارجية كلمة في هذا الاجتماع قال فيها: في البداية أود أن أتقدم بخالص الشكر والامتنان للمملكة على كرم الاستضافة وحسن الاستقبال وكذلك على دعوتها المشتركة مع الولايات المتحدة للمشاركة في هذا الاجتماع بالغ الأهمية نظرا لوحدة أهداف التحالف الدولي لهزيمة ما يسمى بـ «داعش» القضية التي تلقي بظلالها على مجتمعاتنا.
ولفت إلى أن «التحالف أمام استحقاقات كبيرة يرتقبها المجتمع الدولي الذي يراقب ويقيم مدى التزام دولنا وجدية هذا الالتزام وديمومته في الحملة ضد الإرهاب بشكل عام».
وتابع: لعدم وضعنا في مرمى الانتقادات وتحقيقا لمصالحنا المشتركة في هذه الفترات الحساسة من حربنا على الإرهاب ومواجهته أود أن أؤكد على أهمية النظر إلى هذه القضية بما يواكب الطموحات باسترجاع المقاتلين الإرهابيين الأجانب وذويهم وإعادة إدماجهم في مجتمعاتهم من بعد خضوعهم لبرامج تأهيلية تسبقها محاكمات عادلة وقضاء لمحكومياتهم في سجون بلد المنشأ واتخاذ المقتضى القانوني وفقا للقوانين المحلية وإعادة تأهيلهم بما يتوافق مع مبادئ حقوق الإنسان حتى يتم تحقيق السلام المستدام في المنطقة.
وأضاف أن «الدور الحيوي الذي تقوم به بلادي في عمليات نقل ذوي المقاتلين الإرهابيين الأجانب من القابعين في المعسكرات السورية لهو أمر يستحق تسليط الضوء عليه لما يحمل من معان إنسانية سامية وانعكاس لروح التعاون الدولي مع الدول الصديقة في عمليات باتت تجرى بشكل متنام».
نقل المقاتلين
وأردف انه استشعارا للمعاناة الإنسانية والتزاما من الكويت بدورها كعضو فاعل في التحالف الدولي فقد قامت الكويت بتأمين وتسهيل نقل المقاتلين الإرهابيين الأجانب وذويهم من النساء والقصر وإيصالهم إلى دولهم بكل يسر وسلاسة.
وأوضح ان «الكويت ساهمت مع أميركا بنقل 667 مقاتلا ومن ذويهم من 13 دولة من أوروبا وآسيا والأميركيتين ودول البحر الكاريبي منذ سبتمبر 2019 وإلى يومنا هذا».
وفي ختام كلمته، ثمن جهود سكرتارية التحالف الدولي وفريق العمل بكل كفاءة واقتدار للتحضير لهذا الاجتماع والتي سهلت أعمال الاجتماع.
بحث مع وزراء عرب وأجانب العلاقات والتطورات
التقى وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح مع وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كومبوس، على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد «داعش»، الذي عقد أمس في الرياض.
وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين الصديقين، وأطر تعزيز أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وسبل دعمها وتطويرها، لاسيما في قطاعي الاستثمارات والسياحة واستكشاف الفرص الواعدة في هذا الإطار، إضافة إلى بحث التطورات على الساحة في سورية والمنطقة وتداعياتها على دول الجوار، علاوة على مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية بما فيها الأزمة الأوكرانية وتطوراتها.
كما التقى الصباح وزيرة خارجية كوسوفو دونيكا غيرفالا، وتم استعراض علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، وأطر تعزيز أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وسبل دعمها وتطويرها، إضافة إلى بحث التطورات على الساحة في كوسوفو والمنطقة، وبالأخص الحرب الأوكرانية وانعكاساتها على دول الجوار، علاوة على مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.
والتقى وزير الخارجية كذلك وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط في المملكة المتحدة، اللورد طارق أحمد، كما التقى نظيره البلجيكي، حاجة الحبيب، ورئيس وفد أستراليا الى الاجتماع، تيم واتس، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في الصومال، أبشر عمر جامع.