بعد أن أسدل الستار على السباق الانتخابي أصبح أمام من فازوا بالوصول إلى قاعة عبدالله السالم مسؤولية جسيمة لمواجهة تحديات المرحلة الحالية والمقبلة بعد دوامة من التجاذبات والمطبات التي شهدناها خلال الفترات الماضية، خصوصاً أن المواطن طفح كيله من المناوشات والتصعيد والبطولات الوهمية والسب والقذف والتجريح وتعطل الحياة السياسية، وما ينعكس عليها من توقف المشاريع والقوانين وغيرها من الأمور التي يحتاجها كل شخص لإنجاز دوامة المعاملات.

فعلى النواب الخمسين الاتفاق على إصلاح الأوضاع والإنجاز بعيداً عن الخلافات وتصفية الحسابات والمصالح الشخصية، فهناك العديد من القوانين التي تتطلب توافقاً بين السلطتين لإقرارها، فضلا عن المشاريع التنموية المعطلة التي تحتاج الى متابعة ومحاسبة، وهذا الأمر يتطلب في الوقت نفسه حكومة بتشكيلة إصلاحية تعمل بعيداً عن التعطيل والتهويل، فالمسؤولية مشتركة بين المجلس والحكومة للنهوض بالبلد مجددا بعد أن عانى العديد الأزمات السياسية التي تتعطل معها الحياة كل مرة، وتتوقف مصالح الشعب ونعود فيها إلى المربع الأول وسط موجات من السخط والغضب والانتقاد وتبادل الاتهامات، فمن تشكيل حكومي بوزراء إصلاحيين إلى تشكيل مكتب المجلس بنواب قادرين على تشريف المسؤولية المنوطة بهم.

Ad

فالمرحلة الحالية تحتاج الى علاج لاجتثاث تراكمات الماضي ومخلفاته السيئة لوضع النقاط على الحروف وإطلاق عجلة العمل نحو تصويب المسار وإصلاح الأخطاء ولملمة الشتات وتفويت الفرصة على الساعين لبعثرة الصفوف لتمرير أهدافهم في استضعاف الجهود الإصلاحية، وخلخلة العمل لإنجاز الملفات المهمة والقوانين التي تلامس هموم أبناء الوطن بمختلف طوائفه وشرائحه.

والشعب الكويتي الذي أوصل رسالته عبر صناديق الاقتراع واختار من يمثله يجب الالتفات إلى قضاياه والإسراع في وضع خريطة طريق نيابية لإنجاز كل الأمور دون تعطيل، وعلى الحكومة الجديدة التعاون لإظهار جديتها إن كانت تهدف للإصلاح دون الالتفات إلى ضغوط العاملين على تهويل الأحداث لإفشال التعاون بين السلطتين لأن همهم الأول والأخير مصالحهم الشخصية التي يسعون لها عبر منافذهم المختلفة.

وما عشناه سابقا جعل الغالبية يعيشون الهم والحزن والاكتئاب والملل من ترسبات تفشت بيننا بسبب خلافات شخصية تحولت إلى صراع سياسي وتصفية حسابات، وعلى بعض النواب أن يعوا جيداً أن من يسعى لصنع البطولات الورقية خلال الأيام القادمة لن ينجو من المحاسبة الشعبية التي أصبحت أكثر وعياً وإدراكا لما يدور حولها.

آخر السطر:

«اللي بالجدر يطلعه الملاس».