وجبات علاجية في كبسولة عضوية
كثيرة هي المبالغات والمغالطات في حق الفواكه الملونة ونعم الله فيها كثيرة، فالكثير من الناس لا يعرفون عنها ولا عن أهميتها الكثير مع أنها تعدّ من الأنظمة الغذائية بل من أهم الأغذية والفيتامينات العضوية الطبيعية التي يجب على كل الناس أكلها بانتظام وبحصص معينة لتعادل نقص المعادن والفيتامينات اللازمة للدم للصحيح والمريض، وبكميات يمكن أن نقول إنها علاجية، وقد تكون منها فاكهة ممنوعة تماماً على بعض الناس، بيد أن وقت أكلها وكيفيتها وكميتها تعتبر من الأسرار العلاجية الواجب معرفتها للاستفادة القصوى من هذه الفواكه وأغذيتها المهمة والعلاجات الطبيعية فيها، وهذا ما سنسلط عليه الأضواء في المقال التالي.
فمعظم الفواكه خفيفة على القلب حبيبة للعين وزاهية جميلة مريحة للنفس المتعبة، وذلك بسبب احتوائها على الأصباغ الملونة والزاهية التي تشرح الصدر وتفرح العين، وهذه تعدّ من أقوى مضادات الأكسدة الطبيعية التي خلقها الله تعالى، كما أن لهذه المواد مفعولا قويا لسلامة القلب والأوعية الدموية والأمعاء وتحسين المزاج، خصوصاً عند كبار السن، وكأنها طبق من حبة الفيتامينات المنشطة، وهذا ما يميز مفعولها وقوة تركيز الصنف عن الآخر، وتفضيله لشخص ومنعه عن آخر.
وإن نسبة السكريات الموجودة في الفواكه متفاوتة في التركيز والحلاوة من صنف لآخر، وكمية الألياف الطبيعية أيضاً تختلف، وفي أنظمة الحميات العلاجية الغذائية قد نعتمد بعضها بكميات كبيرة عن بعض، وقد نمنع بعضها في الوقت نفسه، ومفعولها العلاجي المراد منها يختلف حسب توقيت طبق الفيتامينات هذا وميعاد أخذه وكميته!
ومن أنسب المواعيد لأخذ طبق الفيتامينات الملونة هذه هو في الصباح مع وجبة الإفطار الخفيفة، أو مساء قبل النوم بثلاث أو أربع ساعات، فيعتبر وجبة كاملة متكاملة إذا أُخذ مع كوب حليب أو قليل من اللبن الرائب، فهو يحسن الهضم ويعين الأمعاء على التفريغ ويعالج الإمساك، بعكس أخذها أثناء الوجبات الرئيسة أو بعدها مباشرة لأنها قد تؤدي إلى الانتفاخ والغازات، وأحيانا الإسهال، وبطء في هضم الطعام وطول مكوثه بالأمعاء، غير أن ذلك يعدّ محبوب الجميلات ومحبي الوسامة لما تعطيه الفاكهة من الشعور بالامتلاء وسد الشهية.
أما مرضى السكر فهم حالة خاصة، وقليل من الفواكه السكرية الممنوعة عليهم في أوقات الوجبات كالعنب والبطيخ الأحمر، خصوصا قبل الوجبة النشوية بقليل، وحين إدخال الفواكه مع الأكلات الغنية بالبروتين تحسن الهضم وتعطي شعوراً بالشبع وتحسن امتصاص الطعام، وما فيها من ألياف يعمل على انتظام السكري في الدم وخفضه بنسبة 25% حسب آخر الدراسات، منها الأناناس والبطيخ الأصفر (الشمام) والتفاح والمشمش والخوخ، خصوصا في المواسم تعمل على التخلص من السكري والإمساك وتنظم الكوليسترول وتقوي الأوعية الدموية كالكيوي والتوت بأنواعه وألوانه، وتمنع الأمراض المزمنة والسرطان وأمراض المناعة لما تحتويه على نسب عالية من مقويات الخلايا ومضادات أكسدتها وموتها.
ولم يردنا أنباء علمية بأن أكل الفواكه عصراً يرفع نسبة السكر في الدم أو رفع امتصاص السكر، أو العمل على زيادة الوزن، بل على العكس الكثير من الناس يعتمدون على الفواكه قبل النوم بساعتين لأنها تساعد في حرق أسرع للسعرات الحرارية أثناء النوم، فتعمل على إنقاص الوزن لما فيها من أملاح ومعادن تساعد الجهاز الهرموني عامة.
فلنكافح الشائعات ولنلقها خلف ظهورنا، ولنستمتع بما رزقنا الله من مأكولات صحية طبيعية بألوان بديعة تعمل على مكافحة الأمراض بإذنه جل وعلا.