لترجع الكويت مدنية كما عهدناها
الحرية هي الحكم الذاتي للنفس وقدرة الإنسان على الاختيار والعيش وفق ما يجده مناسباً له دون تعدّ على حريات الآخرين وحدودهم، فالحريات في الكويت أصبحت تتراجع بشكل سريع وملحوظ في الفترة الأخيرة، والتدخل في حريات الآخرين في الكويت أصبح الشغل الشاغل للبعض، لدرجة تعدت حدود العقل والمنطق بل وصلت الى حد الوقاحة المطلقة.
فأصبحنا نرى التعدي على حريات الآخرين سواء في لباسهم أو دينهم أو حتى حرية تفكيرهم منتشراً بكثرة دون أي تصدّ حقيقي لهذه الظاهرة القبيحة، فكم من الحالات التي نراها في وسائل التواصل الاجتماعي من أشخاص يصورون بعض المواطنين والمقيمين دون إذن منهم وهم يمارسون حقوقهم الإنسانية التي كفلتها مدنية الدولة، وذلك لمجرد أنهم يعيشون بطريقة أو يلبسون ملابس تختلف عن نمط تفكير البعض.
ما يحدث من تدخل هذه الفئة التي تدّعي الكمال بالناس، وممارستها الوصاية على الآخرين، أصبح خطرا حقيقيا على مدنية دولة الكويت ورغبة في طمس هويتها الحقيقية خصوصا في هذه الفترة الحرجة، وفي ظل تقدم الدول الخليجية حولنا، ورغبة هذه الفئة من جهة أخرى بفرض معتقداتها الضيقة والمكتسبة من بيئة منارلهم الصغيرة على مجتمع كامل يحتوي على مختلف البشر بمختلف العقليات والأفكار وحتى التوجهات الحياتية أصبح أمراً لا يقبله المنطق البشري ومن غير المقبول أيضاً أن يوجد في أي مجتمع حضاري متقدم.
من جانب آخر يجب على المسؤولين في مختلف قطاعات الدولة عدم الانصياع أو الاستماع إلى مطالبات هذه الفئة من البشر، وذلك كخطوة جدية منهم لمحاربة آفة الوصاية التي أصبحت سمة أساسية لدى معظم المتطرفين في هذا الزمن.
في الختام الكويت دولة مدنية كانت وما زالت مثالا حقيقيا للتعايش السلمي والاحترام الحقيقي لحريات الآخرين، وإن الوصاية التي يمارسها البعض أصبحت أمورا قديمة لا يصدقها ولا يتقبلها إلا قليلو الوعي الفكري والمجتمعي.