كوبا ساحة جديدة للحرب الباردة الأميركية - الصينية
• تقرير أميركي يكشف عن اتفاق لاستضافتها منشأة تنصت لبكين
بعد أن كانت إحدى النقاط الساخنة خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي حتى تاريخ تفكك الأخير عام 1991، عادت كوبا الجزيرة الكاريبية الشيوعية، التي كادت تتسبب بحرب نووية في عام 1962، فيما يعرف بأزمة الصواريخ الكوبية، لتظهر مجدداً على خريطة الحرب الباردة الجديدة المندلعة هذه المرة بين الولايات المتحدة والصين.
وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلاً عن مسؤولين أميركيين مطلعين على معلومات استخباراتية سرية جداً، أن بكين وهافانا توصلتا إلى اتفاق سري لبناء منشأة تنصت إلكتروني، في تحدٍّ جيوسياسي جديد من بكين لواشنطن.
وقالت الصحيفة الأميركية إن منشأة التنصت في كوبا، التي تقع على بعد نحو 160 كيلومتراً من فلوريدا الأميركية ستسمح لأجهزة المخابرات الصينية بالحصول على الاتصالات الإلكترونية في جميع أنحاء جنوب شرق الولايات المتحدة، حيث توجد العديد من القواعد العسكرية، إضافة إلى مراقبة حركة السفن الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين أن الصين وافقت على دفع عدة مليارات من الدولارات لكوبا التي تعاني ضائقة مالية، للسماح لها ببناء محطة التنصت، وأن البلدين توصلا إلى اتفاق من حيث المبدأ.
وأثار الكشف عن الموقع المخطط له القلق داخل إدارة الرئيس جو بايدن بسبب قرب كوبا من البر الرئيسي للولايات المتحدة. وترى واشنطن أن بكين أهم منافس اقتصادي وعسكري لها، ويمكن أن تشكل القاعدة الصينية ذات القدرات العسكرية والاستخباراتية المتقدمة في الفناء الخلفي للولايات المتحدة تهديداً جديداً غير مسبوق.
من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي «إننا ندرك جيداً جهود الصين للاستثمار في البنية التحتية حول العالم التي قد تكون لها أغراض عسكرية»، مضيفاً «نحن نراقبها عن كثب، ونتخذ خطوات لمواجهتها، ونبقى على ثقة بأننا قادرون على الوفاء بجميع التزاماتنا الأمنية في الداخل وفي المنطقة وحول العالم».