واشنطن تؤكد خبر «الجريدة•» عن مصنع مسيّرات إيرانية في روسيا
• البيت الأبيض يوزع صوراً للمنشأة: أقيمت شرق موسكو وتعمل بطاقتها الكاملة خلال عام
في تأكيد لصحة خبر «الجريدة» الرئيسي المنشور بعددها الصادر في 28 مايو المنصرم تحت عنوان «مصنع سري لمسيّرات إيران في روسيا»، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أمس، إن واشنطن لديها معلومات استخبارية تفيد ببناء هذا المصنع.
وقال كيربي إن روسيا «تتلقى مواد من إيران لبناء مصنع للطائرات المسيّرة على أراضيها»، لافتا الى أن المنشأة «قد تتمكن من العمل بطاقتها كاملة مطلع العام المقبل»، وأضاف: «يبدو أن الشراكة العسكرية بين روسيا وإيران تتعمق»، مشيرا إلى الارتكاز على معلومات للاستخبارات الأميركية.
وأصدر البيت الأبيض مذكرة معلومات مخصصة لحكومات وشركات أجنبية للسماح لها بـ «فهم أفضل» للأخطار التي يمثّلها برنامج المسيّرات الإيراني، وبالتالي تجنيبها المساهمة فيه «من غير قصد».
العراق يفرج عن أموال إيرانية وماكرون يهاتف رئيسي 90 دقيقة
وعرضت الحكومة الأميركية صورة ملتقطة بالأقمار الاصطناعية للموقع الذي تم اختياره بحسب معلوماتها لإنشاء المصنع في منطقة ألابوغا الاقتصادية الخاصة، على مسافة حوالى 900 كيلومتر شرق موسكو.
كذلك، نشرت خريطة للمسار الذي تسلكه، وفق الأميركيين، المسيّرات الإيرانية التي يستخدمها الجيش الروسي حاليا في أوكرانيا، انطلاقا من ميناء أمير أباد الإيراني على بحر قزوين في اتجاه ميناء ماخاتشكالا في روسيا، مرورا بالقواعد الجوية الروسية في بريمورسكو-اختارسك على بحر آزوف وفي سيشا قرب الحدود مع بيلاروسيا.
وكان مصدر رفيع بوزارة الدفاع الإيرانية، كشف لـ «الجريدة» عن اكتمال بناء مصنع لإنتاج مسيّرات «شاهد 136» الإيرانية في روسيا، لافتاً إلى أن المصنع بدأ بالفعل إنتاج ما بين 5 و6 آلاف مسيّرة شهرياً.
وأوضح المصدر أن روسيا منحت وزارة الدفاع الإيرانية، التي كلفت الإشراف على بناء المنشأة، أرضاً بمساحة تزيد على مئتي هكتار في منطقة نائية شمال بحر قزوين قرب الحدود الشمالية الشرقية بين كازاخستان وروسيا، بعيداً عن جبهات القتال وأعين حلف الناتو.
وأكد أنه تم بناء مخازن ضخمة وحظائر ومساكن للعمال، موضحاً أن ما يصل إلى خمسة آلاف عامل إيراني، إضافة إلى عمال من دول آسيا الوسطى والصين يعملون إلى جانب الروس في المنشأة.
وبحسب المصدر، فإن إحدى الميزات الرئيسية لهذا المصنع هي إمكانية إمداده بالأجهزة الإلكترونية اللازمة عبر سكة الحديد التي تربط الصين وكوريا الشمالية بروسيا، مشيراً إلى أن البدء في إنتاج الصواريخ متوقف على قدرة موسكو وطهران على تأمين بعض القطع والرقائق الإلكترونية، التي يمكن أن توفرها الصين، نظراً إلى قدرة البلدين المحدودة على توفيرها.
كذلك أوضح المصدر لـ «الجريدة»، أن المصنع لا يمكن اعتباره إيرانياً، لأنّه مقام على أراضٍ روسية، وينتج مسيّرات روسية منسوخة عن نظيرتها الإيرانية، كاشفا أن عمل المنشأة لن يقتصر على المسيّرات، بل سيشمل كذلك إنتاج صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
الى ذلك، قال كيربي إن الولايات المتحدة تعتقد أنه حتى مايو الماضي، تلقّت روسيا «مئات» المسيّرات الهجومية الإيرانية الصنع عبر بحر قزوين، واستخدمتها «لضرب كييف وترهيب السكان الأوكرانيين».
وكرر المتحدث أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن «مستعدة للقيام بالمزيد» من أجل «استنكار وعرقلة» هذا التعاون في الطائرات المسيّرة.
وتابع كيربي: «سنواصل فرض عقوبات على الجهات المتورطة في نقل معدات عسكرية إيرانية إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة كانت تحذّر منذ فترة من الشراكة العسكرية بين موسكو وطهران التي «تسير في الاتجاهين».
وأكد أن إيران تسعى في المقابل للحصول على معدات عسكرية روسية «بمليارات الدولارات»، مذكرا خصوصا بأن طهران وقّعت اتفاقا لشراء مقاتلات روسية، ولافتا الى أن طهران تريد ايضا الحصول على مروحيات هجومية ورادارات. واعتبرت طهران مرارا أن الاتهامات الأميركية بشأن توريد أسلحة لروسيا «لا أساس لها» مؤكدة أنها ليست طرفا في النزاع الأوكراني، وقالت إنها ورّدت عددا محدودا من «المسيّرات» الى موسكو قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
إلى ذلك، أعلن رئيس غرفة التجارة الايرانية - العراقية المشتركة، يحيى آل اسحاق، الإفراج عن 2.7 مليار دولار من أموال إيران المجمدة في العراق. ونقل الموقع الرسمي للتلفزيون الإيراني عن آل اسحاق قوله إن «مقدارا من الأموال الإيرانية المجمدة في العراق تم الإفراج عنه لتأمين بعض السلع الأساسية واحتياجات الحجاج الإيرانيين».
جاء ذلك، فيما نفت إيران تقريرا إعلاميا يفيد بأنها «اقتربت من التوصل إلى اتفاق نووي مؤقت» مع الولايات المتحدة، قائلة إن «مثل هذا الاتفاق غير موجود وغير مدرج على جدول الأعمال»، وذلك بعد ان قال وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن في تصريحات صحافية في ختام زيارته الى السعودية ان التوصل الى اتفاق نووي مع ايران ليس محور تركيز ادارة الرئيس جو بايدن. وجاءت التقارير عن امكانية التوصل الى اتفاق بعد ان افرجت ايران عن مسجونين اوروبيين، كما افرج صندوق النقد الدولي والعراق عن اموال ايرانية.
وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم اتصالاً هاتفياً بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي استمر لـ 90 دقيقة.