بعد ساعات من انتهاء «هدنة اليوم الواحد» التي توسطت فيها السعودية والولايات المتحدة بين الجانبين بهدف استعادة الثقة وتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية للسكان والمدنيين، شن الجيش السوداني هجوماً واسعاً على جميع جبهات القتال ضد قوات «الدعم السريع» بزعامة محمد حمدان دقلو المعروف بـ «حميدتي» في العاصمة الخرطوم صباح أمس.
وأفيد بشن مقاتلات الجيش غارات جوية مكثفة على مواقع لـ«الدعم» في مدن العاصمة الثلاث، الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان.
واندلعت معارك طاحنة بين الطرفين بشرق النيل والكدرو في الخرطوم بحري. وسط قصف مدفعي بجنوب شرقي العاصمة، قرب شارع الــ60 الذي تنتشر فيه قوات «الدعم».
وأفاق السودانيون صباح أمس، على أصوات الانفجارات والمدافع والرشاشات حول محيط مدينة الفتيحاب جنوبي أم درمان.
ونشر الجيش قوات مشاه في منطقة شرق النيل بالخرطوم، في حين شهدت المواصلات توقفا جزئيا بعدة مناطق حيث انحسرت حركة المواطنين.
وتصدى الجيش لهجمات قامت بها قوات «الدعم»، مستهدفة خلاله مقار سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوبي العاصمة، حيث يعد من أكثر المواقع الاستراتيجية المهمة التابعة للقوات المسلحة بزعامة عبدالفتاح البرهان. ومن المدن المتضررة الأخرى مدينة الأُبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان إلى الجنوب الغربي من الخرطوم وتقع على طريق رئيسي يؤدي إلى دارفور. ويقول السكان إنها تشهد فعلياً حالة حصار بسبب الصراع مع انقطاع الإمدادات الغذائية والأدوية.
في غضون ذلك، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، ليل السبت، إن ما يجري في مدينتي الجنينة وكتم «لا يمكن أن يمر دون تحقيق دولي». وكان مناوي قد أعلن، الأحد الماضي، إقليم دارفور منطقة منكوبة مع استمرار أعمال «النهب والقتل» التي يتهم سكان قوات «الدعم» بارتكابها.
من جهته، أعرب عضو المكتب السياسي لقائد «الدعم» عمران عبدالله حسن، عن خيبة أمله بشأن تجدد المعارك عقب هدنة اليوم الواحد، متهما الجيش بقصف مواقعهم عن طريق سلاح الجو. ومنذ بدء النزاع في 15 أبريل الماضي أبرم الجانبان أكثر من اتفاق لوقف النار، سرعان ما كان يتم خرقها.
ومنحت «هدنة السبت»، سكان الخرطوم متنفّساً نادراً منذ بدء المعارك قبل نحو شهرين، إذ أكدوا أنها وفّرت هدوءاً لم يعهدوه خلال اتفاقات سابقة خرقها الجانبان.
وكسابقاتها من الاتفاقات، ركزت الهدنة على تأمين وصول المساعدات الانسانية الى سكان السودان المقدّر عددهم بنحو 45 مليون نسمة، ويحتاج أكثر من نصفهم إلى مساعدات في بلد كان أصلاً من الأكثر فقراً في العالم.