واصل الجيش الأوكراني، في الساعات الأخيرة، هجماته ضد القوات الروسية على طول الجبهة شرق البلاد وجنوبها، في محاولة لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء غزوها في فبراير 2022، وأعلنت ضم 4 أقاليم منها، في خطوة لم تلقَ أي اعتراف دولي.
وفي ظل غياب البيانات الميدانية الدقيقة من طرفَي النزاع، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن قواتها استعادت بلدة بلاغودتني شمال مدينة باخموت جنوب شرق البلاد، وأنها أرغمت القوات الروسية على الانسحاب منها في اول مكسب واضح للهجوم. وأشار الكاتب في الشؤون الدولية فيراس بورزان، إلى أنباء عن هجوم أوكراني مفاجئ يستهدف بلدة مارفوبول في زابوروجيه الجنوبية، ورأى أنه في حال صحّت هذه المعلومات، فهذا يعني «أولا أن الهجوم الاوكراني يشبه كرة الثلج التي تكبر وهي تتدحرج، ثانياً، زيادة الغموض للمخطط العسكري الروسي الذي عليه توقع موقع الهجوم التالي حتى يحرك إليه أفضل قواته».
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، صدّ جميع الهجمات المضادة الأوكرانية على محوري دونيتسك (شرق) وزاباروجيه (جنوب) خلال الـ24 ساعة الماضية، وتدمير 3 دبابات ليوبارد ونظام دفاع جوي بريطاني «ستورمر».
ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورًا قالت إنها لحجم الدمار الذي لحق بالعتاد الأوكراني خلال اشتباكات وقعت جنوب دونيتسك، وقالت إن 12 دبابة من طراز «برادلي» (Bradly) الأميركية الصنع دمّرت بالكامل.
وقالت وزارة الدفاع الروسية على «تلغرام» إن «القوات المسلحة الأوكرانية حاولت من دون جدوى مهاجمة السفينة بريازوفي التابعة لأسطول البحر الأسود بواسطة 6 زوارق مسيّرة عالية السرعة».وأكدت الوزارة أنها صدت هجومًا شنته أوكرانيا بواسطة زوارق مسيّرة على إحدى السفن الروسية الحربية التي كانت تقوم بدورية في البحر الأسود بالقرب من خطّي أنابيب غاز ينقلان محروقات روسية إلى تركيا.
وفي التطورات السياسية، أعلنت الرئاسة الروسية، أمس، أن موسكو ليس لديها أي شروط مسبقة لإجراء محادثات محتملة مع كييف. وقال المتحدث باسم «الكرملين»، ديمتري بيسكوف إن روسيا تدرك أن النظام في كييف غير راغب في الحوار وغير مستعد له، مضيفا أن موسكو لا ترى أي أساس حتى وإن كان ضعيفا لبناء حوار مع كييف.
من ناحيته، دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خلال استقباله وزيرة التغير المناخي والبيئة الإماراتية، مريم المهيري، التي تزور كييف حاليا، أبوظبي الى «دعم صيغة السلام» التي تروّج لها كييف.
وتتمسك أوكرانيا بضرورة استعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا وضمّتها اليها، في حين يحاول المفاوضون الآخرون دفع كييف الى القبول، ولو بشكل ضمني، بمبدأ الارض مقابل السلام، حتى ولو تم ذلك عن طريق إجراء استفتاءات في المناطق التي ضمّتها روسيا. في المقابل تنطلق موسكو في مقاربة للمفاوضات من ضرورة أن اعتراف كييف بما تسميه التغيرات الميدانية التي فرضت أمرا واقعا، في إشارة الى انها ليست بصدد التفكير في التخلي عن تلك الأراضي لكييف.
في سياق آخر، قال رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، يفغيني بريغوجين، أمس، إن مقاتليه لن يوقّعوا أي عقد مع وزير الدفاع سيرغي شويغو، رافضا علنا محاولة وزارة الدفاع إخضاع أقوى شركة روسية في هذا المجال لسيطرة الوزارة.