وجدت دراسة حديثة أن تناول الأطعمة الشائعة الفائقة المعالجة قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وتضمنت المواد الفائقة المعالجة (UPF) التي شملتها الدراسة الممولة من قبل مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة والصندوق العالمي لأبحاث السرطان، حبوب الإفطار، والخبز المنتج بكميات كبيرة، والوجبات الجاهزة، والآيس كريم، ولحم الخنزير، ورقائق البطاطس.
ووجد فريق البحث من «إمبريال كوليدج لندن» الذي قاد الدراسة، أنه قد يكون لهذه المواد الغذائية بعض الارتباط بزيادة مخاطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان نتيجة لخصائصها المسببة للسمنة وانخفاض القيمة الغذائية التي تقدمها.
وقالت الدكتورة كيارا تشانغ المشاركة في الدراسة «يتم إنتاج الأطعمة الفائقة المعالجة بمكونات مشتقة صناعياً، وغالباً ما تُستخدم المضافات الغذائية لضبط اللون، أو النكهة، أو الشكل، أو الملمس، أو إطالة العمر الافتراضي، وقد لا تتفاعل أجسامنا بالطريقة ذاتها مع هذه المكونات، والإضافات الفائقة المعالجة، مثلما تتفاعل مع الأطعمة الطازجة والمغذية، ومع ذلك، فإن الأطعمة الفائقة المعالجة موجودة في كل مكان ويتم تسويقها بشكل كبير وبأسعار رخيصة وعبوات جذابة لتعزيز الاستهلاك، وهذا يدل على أن بيئتنا الغذائية بحاجة إلى إصلاح عاجل لحماية السكان من الأطعمة الفائقة المعالجة».
وعادة ما تحتوي المواد الفائقة المعالجة على مكونات لا يضيفها الأشخاص بشكل طبيعي عند طهي طعام محلي الصنع مثل المواد الكيميائية والملونات والمحليات والمواد الحافظة المصممة لإطالة عمرهم في المتاجر.
ومع ذلك، ليست كل الأطعمة المصنعة سيئة.
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية إن بعض الأطعمة تتطلب معالجة لجعلها آمنة، مثل الحليب، الذي يحتاج إلى بسترته لإزالة البكتيريا.
وأشارت الدراسات السابقة إلى وجود صلة بين المواد الفائقة المعالجة وأمراض القلب والخرف والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني.
وقال الباحثون إن النتائج الأخيرة استندت إلى ملاحظات حول ما أفاد المشاركون أنهم تناولوه، وأضافوا أن أي ارتباط مقترح بين المواد الفائقة المعالجة والسرطان لا يُمكن إثباته بشكل قاطع.
وفي الدراسة التي نُشرت في eClinicalMedicine، استخدم الفريق بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة لفحص الأنظمة الغذائية لـ 197426 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً.
وتم تتبع صحتهم على مدى عقد من الزمان، كما تم تحليل خطر الإصابة بالسرطان أو الوفاة بسببه.
ووجدت الدراسة أن زيادة استهلاك المواد الفائقة المعالجة ارتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام، وخاصة سرطان المبيض والدماغ، كما تم ربطه بزيادة خطر الوفاة بسبب السرطان.
وجد الباحثون أنه مقابل كل زيادة بنسبة 10% في المواد الفائقة المعالجة في النظام الغذائي للشخص، كان هناك زيادة بنسبة 2% في خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام و19% زيادة في خطر الإصابة بسرطان المبيض على وجه التحديد.
وظلت هذه الروابط صحيحة حتى بعد ضبط العوامل التي قد تغير النتائج، مثل التمارين الرياضية ومؤشر كتلة الجسم (BMI).
وقالت الدكتورة باناجيوتا ميترو، مديرة البحث والابتكار في الصندوق العالمي لأبحاث السرطان، إن النتائج «تُضاف إلى الأدلة المتزايدة التي تربط هذه الأطعمة بالسرطان والحالات الصحية الأخرى».
وأشارت إلى أنه يجب على الناس الحد من استهلاك «الأطعمة السريعة» والأطعمة المصنعة الأخرى التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو النشويات أو السكريات، مضيفة «لتحقيق أقصى فائدة، نوصي أيضاً بجعل الحبوب الكاملة والخضروات والفاكهة والبقول جزءاً كبيراً من نظامك الغذائي المعتاد».