تراجعت أسعار النفط دولارين صباح اليوم الاثنين قبل اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) إذ يحاول المستثمرون معرفة اتجاه البنك فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة، في حين تأثرت السوق بمخاوف إزاء نمو الطلب على الوقود في الصين وزيادة إمدادات الخام الروسية.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.91 دولار أو 2.5 بالمئة إلى 72.88 دولارا للبرميل. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط 2.02 دولار أو 2.8 بالمئة إلى 86.15 دولارا للبرميل.
وتكبد الخامان ثاني خسارة أسبوعية على التوالي في الأسبوع الماضي بعد بيانات اقتصادية صينية مخيبة للتوقعات أثارت مخاوف بخصوص نمو الطلب في أكبر مستورد للخام في العالم، الأمر الذي فاق في تأثيره انتعاش الأسعار بفعل قرار السعودية خفض الإنتاج مليون برميل يوميا في يوليو.
وقال فرانسيسكو بلانش من وحدة الأبحاث الدولية التابعة لبنك أوف أميركا في مذكرة «أسعار النفط عالقة في صراع بين قوتين متعارضتين، وهما مسؤولو توزيع (الاستثمارات في) الأصول الذين يلمحون إلى انكماش نقدي والمضاربون على ارتفاع أسعار النفط الذين يتوقعون انخفاض المخزونات في النصف الثاني من عام 2023».
وأضاف «مسؤولو توزيع الاستثمارات المتشائمون سيحتفظون باليد العليا في الوقت الحالي في ظل الصعوبة التي تواجهها أسعار النفط للارتفاع إلى أن يزيد مجلس الاحتياطي الاتحادي المعروض النقدي». ولا يزال البنك يتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل في عام 2023.
وتتوقع معظم أطراف السوق أن يبقي المركزي الأميركي الفائدة دون تغيير في ختام اجتماع السياسة النقدية يوم الأربعاء. ويعزز رفع الفائدة العملة الأميركية، مما يجعل السلع الأولية المقومة بالدولار أعلى ثمنا لحائزي العملات الأخرى ويضغط على الأسعار.
من ناحيته خفض بنك غولدمان ساكس توقعاته لسعر خام برنت في ديسمبر إلى 86 دولارا للبرميل من 95 دولارا وخفضت توقعات سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 81 دولارا للبرميل من 89 دولارا.
وقالت إن إمدادات النفط الروسية والإيرانية تفوق التوقعات «بدرجة كبيرة» على الرغم من خفض الإنتاج السعودي كما رفعت توقعاتها لإمدادات الخام العالمية في النصف الثاني من 2023-2024 باستثناء أوبك بنحو 800 ألف برميل يوميا.
مصافي «أرامكو»
وقالت عدة مصادر مطلعة الاثنين إن شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو أبلغت خمسة عملاء على الأقل في شمال آسيا أنهم سيحصلون على كامل أحجام النفط الخام المتعاقد عليها في يوليو، على الرغم من تعهدها بتطبيق خفض أكبر للإنتاج بدءا من الشهر المقبل.
وتعهدت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، بخفض الإنتاج إلى تسعة ملايين برميل يوميا في يوليو من حوالي عشرة ملايين برميل يوميا في مايو.
وذكرت ثلاثة مصادر تجارية أن بعض المصافي الصينية الحكومية طلبت خفض الإمدادات في يوليو، وقدرت أن يكون حجم الإمدادات أقل بنحو عشرة ملايين برميل عن يونيو.
ورفعت أرامكو أسعار البيع الرسمية على نحو غير متوقع لكافة درجات الخام إلى آسيا للشحنات تحميل يوليو، وهو ما قد يضر بأرباح التكرير ويدفع المصافي لشراء المزيد من اللقيم من السوق الفورية.
لكن من المرجح أن يظل إجمالي الواردات الصينية من الخام السعودي في نفس مستوى يونيو تقريبا، إذ طلبت مصاف صينية أخرى زيادة الإمداد لشهر يوليو مقارنة بمستوى منخفض في يونيو.
«يونيبك» الصينية
وأصبحت يونيبك الصينية، الذراع التجارية لشركة سينوبك أكبر شركة للتكرير في آسيا، هذا الشهر بائعا رئيسيا للخام العماني تحميل أغسطس في خطوة ساهمت في كبح أسعار الخامات القياسية على الرغم من تعهد السعودية بخفض الإنتاج الشهر المقبل.
ووفقا لمصادر تجارية وبيانات قارنتها «رويترز»، باعت يونيبك ثمانية ملايين برميل من الخام العماني منذ بداية يونيو على منصة ستاندرد اند بورز غلوبال للتجارة - والمعروفة أيضا باسم بلاتس - والمستخدمة لتقييم سعر خام دبي وهو خام القياس لملايين البراميل التي يتم تصديرها من الشرق الأوسط.
ولم يتضح بعد سبب بيع يونيبك لتلك الكميات الكبيرة من الخام العماني. وقال متعاملون ومحللون إن الطلب الفاتر على الوقود بسبب انتعاش اقتصادي أبطأ من المتوقع قلص هوامش التكرير في الصين، كما أن يونيبك وشركات تكرير صينية أخرى تجلب المزيد من البراميل من روسيا وغرب افريقيا والولايات المتحدة والبرازيل.
ولم تستجب سينوبك لطلب للحصول على مزيد من التفاصيل بخصوص عمليات البيع أو سببها.