انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، البيان الصادر عن الاجتماع الـ 156 لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، الذي عقد أمس الأول في الرياض، وشدد على ضرورة مشاركة دول المجلس في المفاوضات الدولية بشأن العلاقات والشواغل الأمنية مع إيران وبرنامجها النووي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن البيان الخليجي، بشأن القضايا المتعلقة ببرنامج إيران النووي، غير مناسب، مشيراً إلى أن إيران تتابع برنامجها النووي السلمي على أساس حقوقها والتزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار، واتفاق الضمانات الشاملة بالتفاعل مع الدول المعنية والوكالة الدولية.
ودعا المسؤول الإيراني دول المنطقة إلى التطلع للمستقبل بعيدا عن «الخطاب التقليدي السابق، وبناء أطر جديد للتعاون»، ورفض تأكيد البيان الخليجي على مساندة حق الإمارات في الجزر الثلاث، أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، التي تحتلها بلاده، مؤكدا أنها جزء لا يتجزأ، وأبدي من أرض الجمهورية الإسلامية، ورغم ذلك جدد كنعاني التأكيد على عزم بلده تحقيق الاستقرار الإقليمي والأمن والمصالح بالتعاون مع الشركاء والجيران في مجلس التعاون.
وعن التحالف البحري المحتمل بين إيران وبعض دول الخليج، قال كنعاني: «لحسن الحظ، الأجواء الجديدة والإيجابية بين إيران ودول المنطقة تهيئ الظروف لتعاون متعدد الأطراف يشمل التنسيق البحري، لضمان أمن الممرات المائية بالخليج الفارسي في إطار حفظ مصالح الجميع».
الرياض والقاهرة
وتعليقا على المستجدات المتعلقة بالعلاقات الإيرانية ـ السعودية، أكد كنعاني أن «التوصل إلى الاتفاقيات بين البلدين يجري بشكل جيد وسريع، وليست هناك عقبة تحول دون تنفيذ الاتفاقيات بين الجانبين»، ورأى أن «الأرضية باتت مهيأة لإعادة سفارة السعودية في إيران وقنصليتها في مدينة مشهد، إذ تنتظر طهران في القريب العاجل زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان».
في سياق قريب، جدد كنعاني ترحيب بلاده بإعادة العلاقات مع مصر في حال رغبت الأخيرة بذلك، فيما تحدثت تقارير عن بدء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني زيارة للقاهرة، تتضمن استكمال مسار الوساطة التي بدأها سلطان عمان هيثم بن سلطان، لتطبيع العلاقات بينها وبين طهران.
بوادر ومطالب
من جانب آخر، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية خوض بلاده مفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق نووي مؤقت في الوقت الحالي، لكنه أشار إلى احتمال إجراء عملية تبادل سجناء مع الولايات المتحدة قريباً، مضيفا: «فيما يتعلق بمسألة تبادل الأسرى مع واشنطن المفاوضات جارية عبر وسطاء، وإذا أظهر الطرف الآخر نفس الجدية وحسن النية، يمكن أن يحدث هذا في المستقبل القريب».
وأعرب عن أمله أن «نشهد تبادل السجناء، لأننا بذلنا كل الجهود اللازمة»، مبينا أن «إیران وضعت سياسة تحييد العقوبات الأميركية على رأس جدول أعمالها، بالاعتماد على قدراتها الداخلية وعلاقاتها الواسعة مع جيرانها، لكنها لم تتخل عن العمليات الدبلوماسية بهدف رفع العقوبات»، وشدد على أن «الجانب الإيراني لم يترك طاولة المفاوضات أبدا لضمان أقصى قدر من المصالح الوطنية، وما يهمنا هو أداء الجانب الآخر وليس تصريحاته الإعلامية».
وتشير كلمات كنعاني، إضافة إلى إعلان طهران استعداد العراق لسداد 3 مليارات دولار كانت مجمدة بفعل العقوبات الأميركية، إلى بوادر بشأن حلحلة في ملف تبادل السجناء.
جاء ذلك في وقت وصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان جهود الدوحة، التي تلعب دورا في التوسط بين طهران وواشنطن، بالايجابية والبناءة، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن أمس.
وأمس، نفى النائب الثاني لرئيس لجنة الأمن القومي البرلمانية عباس مقتدائي التقارير التي انتشرت أخيرا عن توصل طهران وواشنطن إلى تفاهم بشأن اتفاق نووي عقب مفاوضات سرية في نيويورك، السبت الماضي، مشدداً على أن طهران لن تتراجع أمام الضغوط الأميركية، وذكر أن طهران أبلغت الجانب الأميركي بأن المفاوضات النووية ستصل إلى نتيجة، فقط إذا تحققت المطالب الإيرانية.
وجاء نفي إحراز تقدم بالمسار النووي والحديث عن احتمال التوصل إلى تفاهم بشأن تبادل السجناء الذي سبق أن اشترطه مسؤول أميركي للتوصل إلى أي تفاهم بشأن الملف الذري، بعد يوم من تلميح الزعيم الأعلى الإيراني، المرشد علي خامنئي، إلى إمكانية التوصل لاتفاق نووي مع الغرب.
جولة ومعارضة
في موازاة ذلك، صرح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قبيل مغادرته مطار طهران متوجها إلى فنزويلا في مستهل جولة تشمل كوبا ونيكاراغوا، وهي ثلاث دول تخضع لعقوبات من قبل الولايات المتحدة، بأن «معظم دول أميركا الجنوبية تريد العيش باستقلال وبمواجهة نظام الهيمنة».
في سياق قريب، قال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية، أمس، إن بكين تعارض العقوبات الأميركية الجديدة التي فرضت على كيانات وشركات صينية لتعاملها مع إيران، مشيراً إلى أنه يتعين على واشنطن «وقف قمعها غير العقلاني للشركات والأفراد الصينيين»، وتعهد بأن تتخذ بكين الإجراءات اللازمة لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات والأفراد الصينيين.
تسلح صاروخي
وغداة تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتحرك بشكل منفرد ضد إيران، في حال توصلها إلى تفاهم مع واشنطن بشأن برنامجها النووي، أعلن قائد القوات البحرية لـ«الحرس الثوري» العميد علي رضا تنكسيري أنه ولأول مرة تم تجهيز السفن الحربية الإيرانية بصواريخ عمودية الإطلاق، وكذلك صواريخ يبلغ مداها 2000 كيلومتر.