جهاد أزعور: ترشيحي مستمر بعد «جلسة الأربعاء»
• «الانفتاح في المنطقة والترتيبات الإقليمية فرصة لترتيب أولويات لبنان بما في ذلك الاستراتيجية الدفاعية»
• لبنان «يتفرج» اليوم على الجلسة الـ 12 لانتخاب رئيس... وبري يصد ضغوطاً أميركية للذهاب إلى جولة ثانية
من دون أدنى أمل بالنجاح في انتخاب رئيس جديد للبلاد، يجد اللبنانيون أنفسهم اليوم في موقع «المتفرج» على وقائع الجلسة الـ 12 منذ أكتوبر لانتخاب رئيس للبلاد، وسط ترقب لأحداث هذه الجلسة النيابية التي تحتل فيها الأرقام دور البطولة، ويلعب فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري دور المخرج من دون منازع.
ويتنافس في الجلسة، زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، المدعوم من الثنائي الشيعي؛ «حزب الله» وحركة أمل، مع جهاد أزعور، الذي فاز بإجماع نادر من القوى المسيحية الرئيسية المتمثلة بـ «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» و«الكتائب اللبنانية»، والمدعوم كذلك من الحزب التقدمي الاشتراكي ونواب تغييريين ومستقلين.
وفي حال أوفت جميع القوى التي دعمته بالتزاماتها، من المرجح أن ينال أزعور عدداً أكبر من الأصوات، لكنه لن يصل إلى عتبة الثلثين، أي 86 صوتاً من أصل 128 اللازمة للفوز، ما يستدعي إجراء جولة ثانية من الاقتراع، تتطلب كذلك حضور ثلثي النواب ويفوز فيها المرشح الذي ينال الأكثرية المطلقة (النصف + واحد) أي 67 صوتاً.
وتدل المؤشرات على أن الثنائي الشيعي سيعمد إلى تطيير نصاب الثلثين في الجولة الثانية، ما يؤدي إلى تأجيل الجلسة إلى موعد آخر يحدده بري.
وفي الساعات الأخيرة مورست ضغوط كثيفة على القوى السياسية، خصوصاً على بري، لإجراء جولة ثانية وانتخاب رئيس، وهذا ما ورد في المكالمة التي أجرتها وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند مع رئيس مجلس النواب. ونُقِل عن بري قوله، إنه أبلغ نولاند عدم التزامه بالدعوة إلى جولة اقتراع ثانية.
ولم يتفق أزعور مع وجهة النظر التي تتوقع تفكك الائتلاف الداعم له فور انتهاء الجلسة، وبدء البحث عن «مرشح ثالث»، مؤكداً أن ترشيحه سيبقى قائماً ما بعد 14 يونيو (اليوم)، والتوافق الذي انعقد عليه سيستمر.
ويبدو أزعور واثقاً من أن عدم دقة الحديث عن انقلاب أحد الأطراف عليه، لا سيما في ظل الكلام عن ذهاب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى التفاوض مع «حزب الله» على مرشح آخر بناءً على نتائج جلسة الأربعاء (اليوم)، وهو يرى أن الشخص الذي سيخرج عن التفاهم يجري مخاطرة سياسية، في وقت تفرض المعادلة الحالية على كل طرف أن يُظهر مدى قوته والتزام كتلته النيابية بخياراته.
وينظر أزعور، الذي لا يصنّف نفسه سياسياً أو طائفياً على أي طرف، إلى جلسة الأربعاء باعتبارها فصلاً أساسياً من فصول إعادة خلق صورة جديدة للبنان مع التمسك بالتجربة اللبنانية الفريدة.
وبالنسبة إليه لا بد من التكاتف في سبيل إعادة صناعة الدور للبنان، بعدما خسر ميزاته التفاضلية بسبب الأزمات المتتالية، وبسبب التطور السريع الذي لحق بالمنطقة ودول الجوار في السنوات الأخيرة، ومن هنا يشدد على ضرورة إعادة علاقات لبنانية مع الدول العربية.
ولدى أزعور ميزة إضافية وأساسية، فهو من أكثر الحريصين على موضوع العيش المشترك والشراكة والالتزام باتفاق الطائف، وبالتالي فهو يشكل نقطة التقاء حول التسويات التي يمكن أن تقبل عليها المنطقة، لأن باستطاعته أن يشكل ضمانة إضافية في طريقة التعاطي مع كل القوى، والانفتاح على الجميع.
في تفاصيل الخبر:
يشهد لبنان اليوم، المحاولة الـ 12 منذ أكتوبر الماضي موعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، لانتخاب رئيس جديد، في جلسة نيابية انتخابية، من شبه المؤكد أنها ستلقى مصير سابقاتها، وتلعب فيها الأرقام دور البطولة.
ويتنافس في الجلسة، زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، المدعوم من الثنائي الشيعي الذي يضم «حزب الله» وحركة أمل، وبين جهاد أزعور، الذي فاز بإجماع نادر من القوى المسيحية الرئيسية أي «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» و«الكتائب اللبنانية»، والمدعوم كذلك من الحزب التقدمي الاشتراكي ونواب تغييريين ومستقلين.
ويتطلب انعقاد الجلسة تأمين حضور ثلثي النواب أي 86 نائبا من أصل من 128 نائباً.
وبحسب السيناريو الأكثر ترجيحاً، ستسعى القوى المختلفة إلى تأمين نصاب الثلثين، وستجرى جولة أولى من الانتخاب، يُشترط أن ينال خلالها أي مرشح ثلثي الأصوات للفوز بالمنصب، وهو أمر يكاد يكون مستحيلاً، نظراً الى توازن القوى داخل المجلس، ووجود كتلة من النواب الرماديين الذين لن يدعموا أياً من المرشحين.
وفي حال أوفت جميع القوى التي دعمته بالتزاماتها، من المرجح أن ينال أزعور عدداً أكبر من الأصوات، لكنه لن يصل الى عتبة الـ 86 صوتاً اللازمة للفوز، ما يستدعي إجراء جولة ثانية من الاقتراع، تتطلب كذلك حضور ثلثي النواب ويفوز فيها المرشح الذي ينال الأكثرية المطلقة (النصف + واحد) أي 67 صوتاً.
وتدل المؤشرات على أن الثنائي الشيعي سيعمد الى تطيير نصاب الثلثين في الجولة الثانية، ما يؤدي الى تأجيل الجلسة الى موعد آخر يحدده بري.
وفي الساعات الأخيرة مورست ضغوط كثيفة على القوى السياسية، خصوصاً على بري، لإجراء جولة ثانية وانتخاب رئيس، وهذا ما ورد في المكالمة التي أجرتها وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند برئيس مجلس النواب.
في المقابل، نقل عن بري، قوله انه أبلغ نولاند عدم التزمه بالدعوة إلى جولة اقتراع ثانية.
وفي حين يترقب اللبنانيون بكثير من الإثارة وقائع الحلقة الـ 12 من جلسات الانتخاب التي يلعب فيها بها بري دور «المخرج» من دون منازع، لم يتفق أزعور مع وجهة النظر التي تتوقع انفكاك الائتلاف الداعم له فور انتهاء الجلسة وبدء البحث عن «مرشح ثالث»، ويؤكد أن ترشيحه سيبقى قائماً والتوافق عليه سيستمر.
ويبدو أزعور واثقاً بأن عدم دقة الحديث عن انقلاب أحد الأطراف عليه، لا سيما في ظل الكلام عن ذهاب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى التفاوض مع «حزب الله» على مرشح آخر بناء على نتائج جلسة الاربعاء، وهو يرى أن الشخص الذي سيخرج عن التفاهم يجري مخاطرة سياسية في وقت تفرض المعادلة الحالية على كل طرف أن يظهر مدى قوته والتزام كتلته النيابية بخياراته.
وينظر أزعور، الذي لا يصنّف نفسه سياسياً أو طائفياً على أي طرف، إلى جلسة الاربعاء باعتبارها فصلاً أساسياً من فصول إعادة خلق صورة جديدة للبنان مع التمسك بالتجربة اللبنانية الفريدة.
وستكون الجلسة بالنسبة إليه عنصراً تأسيسياً للمرحلة المقبلة، لا سيما أن عدد الأصوات الذي سيحصل عليه سيكون عنصراً فاعلاً في استمرار الحوار للوصول إلى تفاهم.
ويجدد التأكيد أن ترشيحه لم يأت في سياق مواجهة فرنجية أو لقطع الطريق عليه، إنما بناء على مشروع واضح وقد عرضه على الجميع، وكان هناك تجاوب معه، حتى من الذين أعلنوا الخصام العنيف له، وهو يعتبر أن لبنان بحاجة الى ترميم الأساسات التي انضربت في السنوات الثلاث الاخيرة، والمدخل الاساسي للترميم هو الاصلاح القضائي، والنهوض بقطاعي التعليم والصحة.
وبالنسبة إليه لا بد من التكاتف في سبيل إعادة صناعة الدور للبنان، بعدما خسر ميزاته التفاضلية بسبب الأزمات المتتالية، وبسبب التطور السريع الذي لحق بالمنطقة ودول الجوار في السنوات الاخيرة، لكنه مؤمن بأن البلد يمتلك عناصر اساسية كالطاقات البشرية والابداع والحرية التي ستسمح له بالالتحاق سريعاً بقطار النهوض في المنطقة، وهذا لا بد أن يتكامل مع بناء نموذج اقتصادي محصن من الخضات العالمية والاقليمية عبر تفعيل دور الاغتراب، بالإضافة إلى إعادة وضع لبنان على سكّة الشراكة مع الاقتصاد العالمي، ومع نمو الدول العربية التي تشهد نمواً سريعاً، ولا يمكن للبنان أن يكون متخلفاً عنها، لأنه بذلك يعيش حالة عزلة عن العالم، ومن هنا يشدد على ضرورة إعادة علاقات لبنانية مع الدول العربية.
لدى أزعور ميزة إضافية وأساسية، فهو من أكثر الحريصين على موضوع العيش المشترك والشراكة والالتزام باتفاق الطائف، وبالتالي هو يشكل نقطة التقاء حول التسويات التي يمكن أن تقبل عليها المنطقة، لأن باستطاعته أن يشكل ضمانة إضافية في طريقة التعاطي مع كل القوى، والانفتاح على الجميع، إذ على الرغم من كل ما أثير بحقه من تهم وتهديد وعمليات تشويه سمعة، فهو لم يتعاط مع ذلك من منطلق انفعالي، لا بل حافظ على التواصل مع كل القوى، متجاوزا كل ذلك انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية.
ويبدو الرجل قادراً على تقديم صورة جديدة يحتاجها لبنان، فهو واثق أن «حزب الله» وبري يعرفان جيداً وفي قرارة نفسيهما أنه لم يقطع التواصل، ودائماً كان منفتحاً على البحث عن قواسم مشتركة.
بعض الأسئلة الشائكة التي تواجهه تتصل بموقف «حزب الله» منه وموقفه من الاستراتيجية الدفاعية، لا سيما أن الحزب يقول دوماً إنه يريد ضمانات ولا يريد رئيساً يطعنه بالظهر.
ويعتبر الرجل أن المنطقة تعيش مرحلة انفتاح، وسط ترتيبات إقليمية للخروج من التشنجات ومعالجة الملفات الشائكة، وهذا يشكل فرصة لترتيب الأولويات اللبنانية على وقع تقييم الأوضاع في المنطقة، وعلى أساسه يتم البحث في الاستراتيجية الدفاعية.