رغم انتقاد وزارة الخارجية الإيرانية لبيان اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد أخيراً في الرياض وطالب بمشاركة دول المنطقة في أي مفاوضات دولية مع طهران حول ملفها النووي، استضافت الإمارات، أمس، اجتماعاً بين كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف، مساعد وزير الخارجية، علي باقري كني ونظرائه في «الترويكا الأوروبية» التي تضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

ووسط الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق مرحلي بين واشنطن وطهران، أو بالحد الأدنى تفاهمات نووية توقف اندفاعة إيران المتسارعة في تخصيب اليورانيوم، قال باقري كني إنه التقى ممثلي «الترويكا الأوروبية» بعد مشاورات دبلوماسية مع أطراف إقليمية وخارجية، وناقش معهم «مجموعة من القضايا والملفات المقلقة المتبادلة».

Ad

وأوضح كني أن الإمارات، التي وصل إليها أمس الأول، سيزورها سفير ايراني جديد، بهدف تطوير سياسة حسن الجوار ودراسة القضايا الإقليمية؛ تماشياً مع استمرار المشاورات السياسية مع الجيران.

وعلق مصدر إيراني مطلع لـ «الجريدة» على تساؤلات حول ما إذا كانت أبوظبي انضمت إلى قائمة الدول الخليجية التي تلعب دور الوساطة بين طهران وواشنطن والتي تضم عُمان وقطر، قائلاً إن الولايات المتحدة مهتمة بالدور الذي تلعبه مسقط، ومن هنا جاءت زيارة منسق السياسات الأميركية في الشرق الأوسط بريت ماكغورك إلى السلطنة في مايو الماضي، قبيل زيارة السلطان هيثم بن طارق للعاصمة الإيرانية.

وأشار إلى أن باقري كني، وقبل وصوله إلى الإمارات، زار مسقط، موضحاً أن الدول الأوروبية المعزولة نسبياً عن المسار العُماني دخلت على الخط عبر أبوظبي.

وكان مصدر مقرب من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ذكر لـ «الجريدة» أن الاتصال بين رئيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت الماضي تطرق لما وصفه بالشروط الأوروبية للموافقة على أي اتفاق أميركي ـ إيراني سواء كان دائماً أو مرحلياً.

وقال المصدر إن ماكرون طالب إيران بضرورة وقف كل عمليات الدعم العسكري لروسيا في أوكرانيا ومساعدتها على تجاوز العقوبات الاقتصادية الغربية، كأحد الشروط الرئيسية لموافقة «الترويكا» على أي اتفاق إيراني ـ أميركي، إلا أن رئيسي أجاب بأنه سبق للأميركيين أن قدموا هذا الطلب عبر سلطان عُمان، وهو ما رفضه المرشد علي خامنئي وأن إيران ليست بوارد التفريط في علاقاتها الدفاعية مع موسكو، في حين تتعرض لتهديدات بحرب إسرائيلية.

في المقابل، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ثقته بأن معارضة تل أبيب لاتفاق 2015 لا تزال فعالة، وأنه لن تجري العودة إليه، لكنه أضاف «لا تزال هناك خلافات في الرأي لا نخفيها، حتى فيما يتعلق بالاتفاقيات الصغيرة»، ملمحاً بذلك إلى وجود توجه أميركي لعقد تفاهمات مع طهران.

وجدد مسؤول أميركي أمس الأول تأكيده أن الولايات المتحدة وإيران لا تجريان مناقشات بشأن اتفاق نووي مؤقت إلا أن واشنطن أبلغت طهران بالخطوات التي قد تشعل أزمة وتلك التي قد تخلق مناخاً أفضل بين الجانبين.