استثمرت السعودية ما يصل إلى 8 مليارات دولار في مجال الألعاب الإلكترونية في إطار خططها الرامية لأن تصبح قوة مهيمنة في صناعة الترفيه، حسبما ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز».

وخلال يناير 2022، أطلق صندوق الثروة السيادي السعودي، مجموعة «سافي» للاستثمار في صناعة الألعاب الإلكترونية برأس مال يصل إلى 38 مليار دولار.

وآنذاك، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، قوله، «تمثل سافي عنصراً رئيسياً من استراتيجيتنا الطموحة لتحويل السعودية إلى مركز عالمي لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بحلول عام 2030».

Ad


وقال محلل الألعاب في شركة الأبحاث «أمبير»، بيرس هاردينغ رولز، إن «الصناعة في السعودية وليدة: يجب أن يبنوها حرفياً من الألف إلى الياء».

واستحوذت «سافي» على حصص في شركات عالمية، بما في ذلك حصة كبيرة بشركة «في أس بي أو» (VSPO) الصينية، ومجموعة «إمبريسر» (Embracer) السويدية، والاستحواذ مؤخرا على «سكوبلي» الأميركية مقابل 4.9 مليار دولار.

وتهدف المملكة الخليجية أن تصبح موطناً لـ250 شركة واستوديو للألعاب وخلق 39 ألف فرصة عمل مع مساهمة الصناعة بنسبة 1 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.

وتشمل الخطط الدخول في الرياضات الإلكترونية من خلال الشراكة مع شركة «في أس بي أو»، بحسب تقرير الصحيفة البريطانية.

ويقول مسؤولون مطلعون على خطط السعودية إن المملكة لا تزال تعد لمزيد من الصفقات في مجال الألعاب الإلكترونية.

وأضاف المسؤولون أن التركيز على الألعاب هو جزء من إصلاح شامل لاقتصاد البلاد لتنويع ما وراء النفط، مما دفع السعودية إلى الاستثمار في مجموعة متنوعة من الصناعات المتنامية مثل إنتاج السيارات الكهربائية.

ويتناسب هذا الجهد مع محاولات اكتساب القوة الناعمة العالمية من خلال إنفاق المملكة بكثافة في الألعاب الرياضية مثل كرة القدم والغولف.

وتنفي المملكة ذلك وتصر على أن الاستثمارات في قطاعات الرياضة والترفيه يُمثّل جزءاً رئيسياً من رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد – الحاكم الفعلي للمملكة – عام 2016.

ويقول المسؤولون إن المملكة تريد الاستفادة من نفوذها المالي لبناء حصة كبيرة في القطاع المقدر قيمته 200 مليار دولار، بحسب تقرير لـ «نيوزوو»، وهي شركة أبحاث متخصصة في صناعة الألعاب.

وتوقع تقرير لشركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، العام الماضي، أن تتجاوز إيرادات ألعاب الفيديو العالمية 300 مليار دولار وتشكل أكثر من عُشر إجمالي الإنفاق على الترفيه والإعلام بحلول عام 2026.

وتحظى الألعاب بشعبية في السعودية، حيث إن 70 بالمئة من سكانها البالغ عددهم 36 مليون نسمة تقل أعمارهم عن 35 عاماً.

وقال المدير العام للنشر العالمي والرياضات الإلكترونية العالمية في شركة «تينسنت» للألعاب، فينسينت وانغ، إن «السعودية تترك بصماتها على صناعة الألعاب ونموها على المستوى العالمي ككل».