انطلقت في الكويت، اليوم، فعاليات المؤتمر الدولي الـ14 لتكنولوجيا الرحم الاصطناعي تحت شعار «استكشاف الفرص والتحديات الصحية الشرعية والأخلاقية والقانونية».
وقال رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية د. محمد الجارالله، في كلمة له، إن المؤتمر يهدف إلى استكشاف الفرص والتحديات التي تصاحب تقنية الرحم الصناعي لضمان وضع الضوابط الصحية والشرعية والقانونية والأخلاقية من المنظور الإسلامي وذلك من خلال 6 محاور رئيسية يستضيف خلالها كوكبة من العلماء المسلمين من 15 دولة.
وأوضح الجارالله أن «من بين هذه الأبحاث أطفال الأنابيب دون تحفظات تمنع اختلاط الأنساب وزراعة الغدد التناسلية والقتل الرحيم والرحم والاستنساخ والجينوم البشري والذي يحدث خارج بلاد المسلمين ولا يأخذ في الاعتبار خصوصيات الاخلاقيات الإسلامية، لذا كان من الضروري أن يكون للمسلمين اسهامهم وبيان أحكام شرعهم».
وأشار الى انه من هنا كان للمنظمة الإسلامية السبق في القيام بهذه المهمة عام 1981 من خلال عقد العديد من المؤتمرات والندوات التي أسفرت عن إصدار 35 وثيقة طبية فقهية أخلاقية سدت حاجة الأطباء والفقهاء في العالم الاسلامي للوقوف على أحكام النوازل الطبية والمستحدثات.
وذكر أن المؤتمر حظي بتوثيق هيئة التخصصات الطبية السعودية ومعهد الكويت للتخصصات الطبية للتعليم الطبي المستمر ومشاركة أكثر من 600 طبيب وباحث، آملا أن يختتم المؤتمر بإصدار وثيقة المنظمة الإسلامية للرحم الاصطناعي التي تعظم المنافع وتدرأ المفاسد عن هذا الجانب الطبي.
17.5 % نسبة العقم
من جانبه، أكد المدير الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية د. أحمد المنظري في كلمة له عبر الاتصال المرئي أنه حسب تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2023 فإن 17.5% من البالغين يعانون العقم، أي أن هناك شخصا واحدا من بين ستة أشخاص على مستوى العالم يعانون العقم، مما يشير إلى الحاجة الماسة إلى زيادة فرص الحصول على رعاية الخصوبة بما يضمن صحة الأفراد. وقال انه فيما يخص إقليم شرق المتوسط فإن هناك 10.7% يعانون العقم مدى الحياة، لافتا الى أهمية دور العلاج المساعد على الانجاب بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية.
وأشار المنظري إلى أن تكنولوجيا الأرحام الاصطناعية ستفتح عهدا جديدا إلا أنها بحاجة الى ضوابط وتشريعات مناسبة لها لتفادي عواقب قد لا تكون مقبولة ثقافيا ودينيا وأخلاقيا واجتماعيا.
من جانبه، أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف د. نظير عياد أهمية الوقوف أمام مثل هذه القضايا الشائكة والتي لها أبعاد متعددة قد تكون قانونية وشرعية وواقعية او اجتماعية.
وقال ان تناول هذا الموضوع يأتي في وقته خصوصا أن الرؤية الطبية لا تتحقق إلا من خلال أن تتبع برؤية أخلاقية شرعية، وهذا ما يؤكد أهمية أن تراعى هذه الجوانب التي يستدل بها ومن خلالها على ميزة خاصة لهذا الدين وهي التجديد.